النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
أهمية العامل النفسي في التغلب على الأمراض.. بقلم الدكتور حسام زمرلي
السبت 10 محرم 1439 هـ - السبت 30 سبتمبر 2017 م      04:49:02 PM

 أثبتت الدراسات الطبية مدى تأثير العامل النفسي على المريض و تجاوبه سلبا أو إيجابا مع العلاج مما يؤدي إلى الشفاء أو تدهور الحالة المرضية بدرجات مختلفة. 
 
كما بات معلوما أن حالة القلق و التوتر (stress ) تضعف من تأهب جهاز المناعة عند الإنسان مما يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالأمراض خاصة أمراض القلب و الشريان و السرطان. و قد لوحظ التفاقم السريع لحالة المرض عند من يعاني من القلق الذي بات يوصف بداء العصر.
 
تبدأ المعركة مع المرض بإعتراف المريض بمرضه، إذ أن إنكار المرض لا يحل المشكلة. 
 
كما ان التعايش مع المرض غير ممكن فأما ان تقضي عليه او يقضي هو عليك، من ثم فإن على المريض تجييش كل طاقاته الجسدية و النفسية لكسب المعركة و عدم الإنطواء على الذات و الإستسلام لليأس. 
 
طبعا هناك دور كبير للأهل و الأصدقاء المحيطين بالمريض في إعطائه الأمل و الدعم المعنوي اللازم، كما تأمين له البيئة المريحة و المرحة، و إبعاده عن كل ما يسبب له القلق و التوتر.
 
إلا إن العامل الأهم يكمن في العلاقة المباشرة المبنية على الثقة بين الطبيب و المريض  بدون  حواجز نفسية و بيروقراطية.
 
من الضروري ان يتعاطي الأطباء مع كل مريض كإنسان وحدة متكاملة جسد و روح و ليس فقط كحالة مرضية جسدية للعلاج و عدم إغفال العامل النفسي لما فيه من تأثير على مسار المرض.
 
كما إن من واجب الطبيب إبداء الأهتمام و إعطاء الوقت الكافي لكل مريض و الإستماع بتمعن لمعاناته، و تجنب التعاطي مع المريض كمجرد ملف بيروقراطي يجب الإنتهاء منه لبدء العمل بملف آخر مما يلغي العلاقة الإنسانية بينه و بين المريض.
 
هذا قد يؤدي الى فقدان المريض الثقة بالنفس و بالفريق الطبي مما قد يدفعه إلى عدم المواظبة  على تناول الدواء  و الإمتناع عن الخضوع للفحوصات و العلاج.
 
من أسباب تفاقم المرض ايضا شعور المريض بعدم الاستقرار و فقدان الأمان، و يعود ذلك أحيانا  الى تردد الطبيب في إتخاذ القرارات و التضارب في المعلومات و الرسائل المتناقضة التي قد يتلقاها المريض.
 
كما أن تغيير موعد الزيارة و الفحوصات الطبية أو موعد إجراء العملية الجراحية عادة ما يترك أثرا سلبيا على نفسية المريض.
 
من حق المريض الإطلاع على تفاصيل حالته الصحية و من واجب الطبيب إعطائه المعلومات الكافية و المبسطة عن طبيعة المرض بطريقة لينة لا تصدم المريض أو أهله المقربين، و تقديم الشرح المفصل عن كيفية العلاج و مدته و إشراك الأهل اذا اقتضى الأمر.
 
إذ أن ترك المريض يستقصي معلوماته من مصادر غير ذات إطلاع أو من مواقع الإنترنيت التي تحتوي على كم هائل من المعلومات قد تؤدي إلى تشويش الأفكار و إدراك  خاطئ للأمور، أو مبالغة في تقدير خطورة المرض مما يجعل المريض عرضة لنوبات  القلق و التوتر.
 
كما يستحسن في بعض الأمراض المستعصية و الحالات المتقدمة من أمراض السرطان التدرج في إعطاء المعلومات المتعلقة بجوانب المرض و التقليل من وقع بعض نتائج الفحوصات  لإبقاء شعلة الأمل عند المريض و التخفيف من معاناته.
 
من المفيد في بعض الحالات عدم التشدد بتطبيق البرتوكول العلاجي بحذافيره، بل شخصنة العلاج (Personalisation of treatment ) و إيجاد الحل المناسب لكل حالة، آخذين بعين الإعتبار العمر و الحالة الجسدية من ناحية و الحالة النفسية و المعنوية و تطلعات المريض من ناحية أخرى.
 
وأخيرا  من الضروري التعاون بين الزملاء من الأطباء و الإستعانة بخبرات بعضهم البعض و تشكيل فريق عمل عند الضرورة من الأطباء المتخصصين و التقنيين و الممرضين الأكفاء  لما فيه خير المريض و تطوير مهنة الطب.
 
الدكتور حسام زمرلي 
اخصائي في جراحة الكلى و المسالك البولية
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر