النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
أكذوبة المُكَمِّلات الغذائية! بقلم/ د. محمد السقا عيد #الطبيب
الأحد 25 محرم 1439 هـ - الاحد 15 أكتوبر 2017 م      12:58:36 PM

تتنافس الشركات المنتجة للمكملات الغذائية على تقديم أنواع مختلفة وجديدة كل يوم من منتجاتها، وتنفق مبالغ طائلة على الحملات الترويجية لتسويق الأحدث والأكثر فاعلية والأكثر فائدة في عالم المكملات الغذائية والذي يكاد يكون أحدث موضة لدى من يتهافتون على الغذاء الصحي والجسم السليم المتناسق.

وتبذل هذه الشركات أقصى طاقاتها الإبداعية لإقناعنا بأهمية المكملات الغذائية في حياتنا، حتى تكاد تشعر أنك ستمرض إن لم تتناولها، فتقف مذهولاً أمام عبارات تحولت لدينا إلى حقائق تقولها له حسناوات رياضيات وشباب مفتولي العضلات بأن هذه العلبة التي تحتوي على مجموعة فيتامين تمنح الشخص الحيوية، وتبعد عنه شبح الشيخوخة، وتزيد من طاقته الجسدية والجنسية والذهنية أيضاً.

ادعاءات باطلة
فمنذ سنوات يدور نقاش بين الشركات المنتجة والمسوقة للمكملات الغذائية وبين الباحثين والأطباء حول طبيعة ونجاعة المكملات الغذائية. ويشير بعض العلماء الى أن تناول المكملات الغذائية بكميات كبيرة قد يضرّ الجسم ويسبّب انتاج سميّاتٍ تؤثر على صحة الإنسان.

فما هي حقيقة هذه الادّعاءات؟ وكيف نتعامل مع المكملات الغذائية بما لا يسبب الضرر لأجسامنا؟ معاً نتعرف إلى اجابات هذه التساؤلات بالتفصيل.

بالرغم من أن الفيتامينات تلعب دوراً مهماً في العمليات الحيوية في الجسم، إلا أن الإكثار منها يعرض الجسم للمضاعفات، وأغلبها يمكن الحصول عليها بشكل كافٍ عن طريق الطعام الصحي والمتنوع والذي يحدد الحاجة لها من عدمها هو الطبيب أو أخصائي التغذية.

فالمكملات الغذائية تكون ضارة أحياناً عندما تحتوي على مكونات ذات تأثير بيولوجي قوي في جسم الإنسان، وتسبب ضرراً أو تضاعف المشكلة عند الشخص، كما هو الحال عند استخدام المكملات الغذائية مع الأدوية الطبية، أو استخدام المكملات الغذائية بدلاً من الأدوية الموصوفة من الطبيب كالتداوي بالأعشاب أو تناول جرعة عالية من المكمل الغذائي.

ماهي المكملات الغذائية؟
تعرِّف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية المكملات الغذائية بأنها منتج يؤخذ عن طريق الفم، يحتوي على عنصر غذائي أو أكثر يقصد به تدعيم النظام الغذائي للفرد ويشتمل على أحد المكونات التالية أو أكثر "الفيتامينات، المعادن، الأعشاب أو مشتقات النباتات الأخرى، الأحماض الأمينية، وحدة البناء الأساسية في البروتين، الأنزيمات أو أنسجة الأعضاء أو الغدد، منتجات عملية الأيض".

لذلك فإننا نرى المكملات الغذائية في الأسواق، الصيدليات، محلات العطارة وعلى مواقع الإنترنت وحتى عبر الإيميل بأشكال وأنواع مختلفة وجاذبة، خاصة في ظل انتشار الأطعمة السريعة الضارة وطرق الطبخ غير الصحية ونمط الحياة السريع الضار على أسلوب التغذية السليم، وهذا ما أظهر نقصاً في أنواع مختلفة من الفيتامينات لدى العديد من الأشخاص.

 فالأصل هو الغذاء الصحي والمتنوع بلا منازع الذي يغني عن تناول المكملات الغذائية التي قد يصل تركيز بعض المواد فيها إلى مستوى ضار بالجسم، فبعض المكملات الغذائية مفيدة لكن بشرط استشارة الطبيب أو الصيدلي أو أخصائي التغذية.

مافيا الشركات
الشيء الأساسي الذي يجب معرفته هو أن المكملات الغذائية، على عكس الأدوية، لا تستخدم لعلاج أو منع أو تشخيص أو القضاء على مرض معيَّن، بالتالي لا يجوز الادعاء أنها على سبيل المثال تعالج أمراض القلب أو تنهي التهاب المفاصل، وإن وجدت مثل هذه الادعاءات فهي تخرج من إطار المكملات الغذائية وتندرج تحت إطار الأدوية. فوجود عبارات مثل «علاج كامل وسريع» أو «آمنة ولا يوجد مضاعفات» يجب أن تجعلك تشك في مصداقية الشركة المصنعة.

والسؤال الآن هو: اذا كانت المكملات الغذائية غير نافعة فهل هي ضارة؟

 يرى الأطباء أنه يجب التوقُّف فوراً عن إهدار الأموال على المكمِّلات الغذائية وتزامن هذا الرأي الصارم مع أحدث الأبحاث التي توضِّح أن مكمِّلات الفيتامينات ليست ذات تأثير على الأمراض، بل قد تسبِّب ضرراً أحياناً.

حيث يشير أحد الأبحاث التي نُشِرت مؤخَّراً في المجلة السنوية للطب الباطني أنه لا يوجد أي دليل على أن تناول الجرعات اليومية من مكمِّلات الفيتامينات والمعادن له تأثير على تأخير أمراض الشيخوخة أو الوقاية من الأمراض المزمنة كالقلب والسرطان، وقد تضمن هذا البحث تجربتين إكلينيكيتين جديدتين ومراجعة لسبعة وعشرين تجربة أخرى قامت بها وحدة الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة.

 ومما جاء في مقدِّمة البحث «الرسالة واضحة: معظم هذه المكمِّلات لا تمنع الأمراض المزمنة ولا تؤخِّر الوفاة، واستخدامها ليس له مبرِّر، لذا يجب التوقُّف عن تناولها.».

يعلق الدكتور ادجر ميلرأحد محرِّري المجلة الطبية وأستاذ الطب وعلم الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور على هذا البحث قائلاً: «تظهر النتائج السلبية في الدراسة تلو الأخرى، ولكن لا يزال الناس يتناولون هذه المكمِّلات بمعدَّلات قياسية، قد يرجع الأمر إلى عامل نفسي، فمع أن الأدلة كلها تشير إلى انعدام فائدة المكمِّلات لمعظم متناوليها لكن يبرِّر البعض لأنفسهم تناولها بنقصان العناصر المهمّة في نظامهم الغذائي.».

أضرار خطيرة
وتتَّفق النتائج الجديدة مع نتائج لأبحاث سابقة أظهرت أنه لا فائدة من المكمِّلات الغذائية والتي يندرج تحتها فيتامين (ب) ومضادات الأكسدة، بل تطرح هذه النتائج بعض الأضرار الخطيرة حيث أظهرت التجارب الإكلينيكية لعشرات الآلاف من المشاركين أن البيتا كاروتين فيتامين (هـ) وربما جرعات عالية من فيتامين (أ) تؤدّي في واقع الأمر إلى رفع معدَّلات الوفاة.

تشير الدراسات حالياً إلى بعض التراجع في استخدام مكمِّلات البيتا كاروتين وفيتامين (هـ) وذلك بعد ثبوت تأثيرهم السيء على سرطان الرئة، وتسبُّبهم في ارتفاع معدَّل الوفيات. عن المجلة العلمية الأميركية. ترجمة: هنادي زينل.

"الأغذية الأمريكية" تحذر من استخدام المكملات الغذائية
وحذرت “هيئة الأغذية والدواء” الأمريكية من استخدام المكملات الغذائية الخاصة ببناء العضلات وتحفيز نموها والتي تعتبرها بمثابة أسلحة دمار شامل علي صحة الإنسان.

وقالت الهيئة في بيان لها “إن منتجات بناء عضلات الجسم، المتوفرة في العديد من متاجر البيع بالتجزئة وصالات الرياضة واللياقة البدنية بالإضافة إلى شبكة الإنترنيت تحتوى على كميات هائلة من المنشطات الصناعية يمكن أن تشكل أضرارا بالغة للرياضيين يجب أن يتوقفوا عن تناولها فورا.

وكان الدافع التحذيري الذي أطلقته “هيئة الأغذية والدواء “الأمريكية في أعقاب التقرير الذي تلقته من إدارة الصحة والخدمات الإنسانية بولاية “كارولينا الشمالية لاحتواء هذه المكملات الغذائية على أخطار صحية خطيرة تتعلق باستخداماتها، حيث كشفت البيانات أن رجلا يبلغ من العمر 28 عاما تعرض لفشل كبدي بسبب استخدام هذه المنتجات لسنوات طويلة مما استلزم معه إجراء عملية زرع كبد، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.

أسباب غير صحيحة 
- الاعتقاد بأن المكملات الغذائية تعطي الطاقة (فقط الكاربوهيدرات والبروتينات والدهون تنتج الطاقة.

- الاعتقاد بأنها قد تشفي أو تمنع حصول الأمراض.

- الاعتقاد بأنها تبني النسيج العضلي من دون التدريب، أو أسرع مع التدريب، وهناك جدل كبير حول ما اذا كانت بعض المكملات الغذائية للرياضيين فعّالة حقاً، عدا بعض الآثار الجانبية المحتملة لكل منها.

الخلاصة 
ينصح الأطباء بمحاولة تجنّب تناول المكملات الغذائية والحصول على احتياجات الجسم من الأطعمة الطبيعية

فالتركيز على تناول الأغذية النباتية يزود الجسم باحتياجاته من مضادات الأكسدة من دون مخاوف من زيادة الجرعة مثل ما قد يحدث مع المكملات الغذائية. كما أن عزل المواد الطبيعية من النبات ووضعها في صورة أقراص قد لا يعطي النتيجة المرجوة.

كما أن استخدام الكريمات الموضعية التي تحتوي على مضادات الأكسدة يعمل على تحسين حالة البشرة في المنطقة المستخدم فيها الكريم. ولكن تناول مضادات الأكسدة من خلال الأطعمة النباتية يعمل على تحسين صحة الجسم بصفة عامة مما يعالج مشاكل الجلد من داخل الجسم نفسه.

الغذاء الكامل الطبيعي أفضل من تناول المكملات ، ثم ان بعض فوائد المكملات الغذائية ليست أكيدة ، و في كل الأحوال قد لا تناسب الجميع ، فهي مفيدة لحالات معينة و لكن يجب عدم المواصلة في استخدامها لفترة طويلة ، لأن بعضها يسبب التسمم.

ثم إن هناك منتجات و مستحضرات غذائية أو عشبية لا نعرف مصدرها أو تركيبها و تباع باسعار عالية نظرا لمبالغة البائع في شرح فوائدها و ذكر تجارب وهمية لأشخاص غير معروفين و تأكيد شفائهم من امراضهم

و تبالغ كثير من الشركات في الفوائد الايجابية لهذه المكملات و تجعلها أفضل من الغذاء الطبيعي، وهذا غير صحيح في معظم الاحوال ، فان كان غذاؤك متوازنا و يحتوي على عناصر الغذاء من لحوم و خضار و فواكه و ألبان ، فهذا ما تحتاجه و ان لم يكن هناك نقص معين في جسمك من الفيتامينات فانك تحصل معظم حاجتك من الغذاء بشكل عام إن كان غذاؤك متكاملا ، إلا في بعض الحالات مثل فترة النقاهة من الأمراض و الحمل والرضاعة للنساء فإنها تحتاج لبعض العناصر أكثر من غيرها.

دكتور محمد السقا عيد
استشارى طب  وجراحة العيون - عضو الجمعية الرمدية المصرية

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر