النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
د. فادي مشارقه : الخلايا الجذعية بوابة الأمل لعلاج أمراض العصر
2009-12-04 06:35:01

أجرى الحوار- عبد الرحمن بدوي: هل تنجح الخلايا الجذعية لعلاج السكري 2 وهل النجاح مرتبط بمدة المرض وكيف تتم هذه العلاجات بالخلايا،وتقريبا كم تكلف مثل هذه العمليات ؟ كل هذه الأسئلة طرحناها على الدكتور فادي مشارقة الطبيب والمحاضر والباحث في السكري والخلايا الجذعية وكان هذا الحوار ..

في البداية يؤكد الدكتور فادي مشارقة أن العلاج بالخلايا الجذعية يعتبر بوابة الأمل لعلاج أمراض العصروخاصة مرضى السكري و سأذكر لكم هنا ما يفيد مريض السكري في العلاج بالخلايا الجذعية وسأقوم بتلخيص جميع المصادر المحتملة للخلايا الجذعية من عدة مراكز دولية والتي من الممكن أن تكون وسيلة علاجية مضمونة ومعترف بها كإحدى الطرق المعترف والمنصوص بها عالمياً . من أين تأتي؟ مصادر الخلايا الجذعية لعلاج السكري : الخلايا الجذعية البالغة والخلايا الجذعية الجنينية وخلايا دم الحبل السري و تعتبر الخلايا الجذعية البالغة هي الأنجح والأفضل والأنسب والأكثر أماناً في علاج المرضى المصابين بداء السكري وذلك بسبب عدم تحولها إلى أورام (Teratoma) داخل الجسم   كما يحدث في الخلايا الجذعية الجنينية، بالإضافة إلى انخفاض معدل رفض الجسم لها كما يحدث عند العلاج باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية أيضاً، هذا بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى استخدام الأدوية المثبطة للمناعة في حالة أن يكون مصدر الخلايا الجذعية من المريض نفسه حيث أن هذه الأدوية تستخدم عندما يكون مصدر الخلايا الجذعية من متبرع وذلك لتجنب رفض الجسم لها. عند علاج المريض بحقنه بالخلايا الجذعية البالغة فإنه يتم سحبها من عدة مصادر من جسم المريض أو من متبرع ولكن الطريقة المتبعة حالياً تتم بسحب هذه الخلايا من المريض نفسه سواء من نخاعه العظمي أو من عينة دم منه . تقوم بعض المراكز حول العالم   باتباع هذا النوع من العلاجات بالخلايا الجذعية البالغة لعلاج المصابين بداء السكري من النوع الأول والثاني وذلك عن طريق أخذ عينة من النخاع العظمي من منطقة الحوض بعد تخدير المريض ببنج موضعي، حيث يتم سحب كمية معينة من النخاع العظمي ومن ثم يقومون باستخلاص وعزل هذه الخلايا، ثم يقومون بعمل قياسات واختبارات معملية وتمييز دقيق لهذه الخلايا وذلك للتأكد من الحصول على النوع المطلوب من هذه الخلايا ولفحص كمية وجودة هذه الخلايا الجذعية البالغة والموجودة في العينة المسحوبة. يتم عمل زراعة مخبرية للخلايا المستخلصة لهدف زيادة ومضاعفة أعدادها وذلك للوصول إلى عدد الخلايا المناسب ليتم حقنها بعد ذلك في جسم المريض عن طريق إدخال قسطرة في شريان البنكرياس، حيث يتم إجراء هذه العملية بوجود تقنيات الأشعة لتوجه الطبيب في الوصول إلى الشريان المراد. وبعد الوصول إلى شريان البنكرياس يتم مباشرة حقن المريض بالخلايا الجذعية ليتم العلاج. وفي أحيان كثيرة يتم اتباع طريقة أخرى لإيصال الخلايا الجذعية داخل الجسم وهي عن طريق الحقن بالوريد، حيث يتم اختيار الطريقة المناسبة لكل مريض على حدة.  

* وهل تعتقد أن استخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري مكلف ؟

** في تقديري أن استخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري يعتبر علاجاً مُكلفاً حيث أن معدل التكلفة العلاجية تعادل ما يقارب 10000 يورو .

* وما هي كيفية هذا العلاج؟

** يعتبر هذا النوع من العلاجات بالحقن بالخلايا الجذعية البالغة مثل أي اجراء طبي وعلاجي يتم داخل المستشفى أو مركز متخصص وبما أنه يتم عن طريق عملية حقن للخلايا بإبرة فإن هنالك احتمالية لحدوث مضاعفات مثل أي عملية أو إجراء طبي أخر، حيث أن المشكة التي قد تواجه بعض المرضى بعد تلقيهم هذا النوع من العلاجات تكمن في حدوث عدوى بكتيرية ينتج عنها ارتفاع في درجة الحرارة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث نزيف ولكن هذا المضاعفات في الغالب ليست خطيرة إن تم التعامل معها فوراً .

* مالذي يتم اتباعه مع المريض بعد علاجه بالخلايا الجذعية؟

** يحتاج المريض بعد تلقيه العلاج بالخلايا الجذعية لمتابعة دورية في المستشفى وذلك لتقييم وضعه الصحي ولضمان سلامته وحصوله على النتائج المطلوبة بعد تلقي هذا النوع من العلاجات، مثل عمل فحوصات دم وبول للكشف على مستوى السكر في الدم ونسبة هرمون الإنسولين وذلك للتأكد من استفادة المريض من العلاج ليتم تدريجياً إيقاف جرعات الإنسولين اليومية .

* إلى أي مدى تقيمون نجاح هذا العلاج وهل هناك طرق جديدة في هذا المجال؟

** في الواقع تعتبر هذه الطريقة ناجحة ومقنعة علاجياً سواء من ناحية الإجراء أو من ناحية النتائج حيث أنها واعدة وناجحة حيث أن العديد ممن تلقوا هذا النوع من العلاج توقفوا عن حاجتهم إلى الحقن بإبر الإنسولين لفترات طويلة تصل إلى 3 سنوات، ومع ذلك يتم تطبيق هذا النوع من العلاجات فقط في دول قليلة .   طرق ناجحة إن ما تم ذكره سابقاً هو ما يتم العمل به حالياً في علاج مرضى السكري حيث أن هنالك طريقة أخرى قامت بها البرازيل في عام 2008 وأثبتت بأنها ناجحة في العلاج ولكنها لا تزال تحت الدراسة. تعتمد طريقتهم على سحب الخلايا الجذعية البالغة من عينة دم من وريد المريض، حيث يتم في البداية اعطاء المريض دواءاً محفزاً يقوم بتحفيز الخلايا الجذعية البالغة في التحرك والإنتقال من النخاع العظمي إلى الدورة الدموية لتستقر هناك ومن ثم سحبها عن طريق أخذ عينة دم من المريض. يتم معالجة واستخلاص وعزل وفحص هذه الخلايا مخبرياً كما يحدث تماماً في حالة سحبها من النخاع العظمي كما ذكرت سابقاً. تم حقن المتطوعين من المرضى بهذه الخلايا المأخوذة من دمهم ونجم عن ذلك نتائجاً واعدة و نجاحاً مقنعاً للمريض والطبيب حيث أن هؤلاء المرضى كانوا ممن تم تشخيصهم حديثاً كمصابين بالنوع الأول من السكري ونتج بعد حقنهم بتوقف بعضهم عن استخدام الإنسولين لفترات طويلة تصل إلى 3 سنوات .

* من وجهة نظركم أي الطرق أفضل للمريض؟

** لا شك أن هذه الطريقة تعد أكثر سلاسة وسهولة من طريقة سحب الخلايا الجذعية البالغة من النخاع العظمي حيث أنها لا تؤلم كما يحدث في حالة سحبها من النخاع العظمي. أعتقد أن الدراسات والأبحاث في بروتوكول سحب الخلايا الجذعية البالغة من دم المريض المصاب بالسكري ثم حقنها به ستركز على هذه الطريقة بسبب نجاحها الملحوظ في الدراسة المذكورة والتي ستكون مستقبلاً بمثابة نقلة نوعية باهرة في عالم الطب لعلاج السكري بنوعيه الأول والثاني وغيره من الأمراض المزمنة. مرضى السكري 2

* أيهم أكثر استفادة من هذه العلاجات مرض السكري الاول أم الثاني؟

** أود الإحاطة هنا إلى أن فئة مرضى السكري المستفيدين من هذا النوع من العلاجات هم مرضى سكري النوع الأول، حيث أن ميكانيكة عمل والعلاج بالخلايا الجذعية البالغة تكمن في الحقن بالخلايا الجذعية البالغة (ذات النوع المحتوي على الخلايا المناعية) لأن هذا النوع من السكري يعتبر مناعي المنشأ حيث أن الخلايا الجذعية البالغة تقوم بإعادة بناء الجهاز المناعي لدى مريض السكري من النوع الأول. الميكانيكية الأخرى تكمن في حقن الخلايا الجذعية البالغة (والتي تم توجيه تمايزها إلى خلايا بيتا المفرزة للإنسولين) والتي تصلح أيضا لمرضى النوع الأول من السكري عن طريق حقنهم بهذه الخلايا لكي يتم إعادة بناء لخلايا بيتا المفرزة للإنسولين لديهم، حيث أن كلتي الميكانيكيتين تصلحان فقط للمرضى الذين يتم حقنهم بالإنسولين أي مرضى النوع الأول من السكري، أو مرضى النوع الثاني من السكري من الذين يتم حقنهم بالإنسولين بسبب تلف في خلايا بيتا المفرزة للإنسولين لديهم . وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن العديد من الأنسجة في الجسم تحتوي على خلايا جذعية بالغة من الممكن علاج مريض السكري بها، ومن هذه المصادر البنكرياس نفسه، والكبد والأعصاب والجلد والطحال والأمعاء والغدة اللعابية وجميع هذه المصادر لا تزال تحت الدراسات الدقيقة والتي من الواعد العمل بها وإدخالها في عياداتنا لعلاج مرضى السكري بها قريباً إن شاء الله .

* وماذا عن الخلايا الجذعية الجنينية ؟

** لن أطيل الشرح العلمي عن دور الخلايا الجذعية الجنينية في علاج داء السكري وذلك لأنها طريقة ليست مطبقة في الوقت الحالي، ولكن للعلم والمعرفة أود أن أشير إلى أن العلاج   بالخلايا الجذعية الجنينية لايزال تحت الدراسة والجدل العلمي بسبب المخاطر المترتبة بعد العلاج بها لمريض السكري وغير ذلك من الأمراض المزمنة والسرطانات . أكثرها قدرة وتعد الخلايا الجذعية الجنينة من أكثر أنواع الخلايا قدرة على انتاج واعطاء جميع أنواع الأنسجة في الجسم وبشكل غير محدود مما يجعلها خطيرة على الصحة بعد العلاج بها وذلك لإحتمالية نشوء أورام داخل الجسم بعد العلاج بها كما ظهر في فئران التجارب، هذا بالإضافة إلى احتمالية رفض الجسم لهذا النوع من الخلايا مما يجعلنا نعطي المريض الأدوية الخافضة للمناعة والتي قد تسبب أعراضاً جانبيةً غير مرغوب فيها .   احذروا الإعلانات

* كثرت الاعلانات حول العلاج بالخلايا الجذعية كيف نحمي المريض من النصب عليه؟

** تجدر الإشارة إلى أن هنالك بعض المراكز الطبية حول العالم تدعو المرضى للتداوي بالخلايا الجذعية الجنينة لعلاج السكري وغيره من الأمراض حيث تهدف هذه المراكز إلى الربح المادي وعدم الإكتراث بالمخاطر التي يتسبب بها العلاج بالخلايا الجذعية الجنينة هذا بالإضافة إلى أن منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية لم تصرّح بهذا النوع من العلاج عن طريق الخلايا الجذعية الجنينية ولهذا أدعوا كافة المرضى توخي الحيطة والحذر من الشروع في العلاج بهذا النوع من الخلايا قبل أخذ نصيحة استشارة الطبيب المختص في هذا المجال لأنه هو الشخص الوحيد الذي بإمكانه اقتراح العلاج المناسب من المصدر المناسب وفي المكان المناسب حسب المقاييس الصحية والعلمية والنظامية . جديد العلاجات . 

* ماذا عن الجديد في العلاج بالخلايا الجذعية ؟

** نقوم حالياً بدراسة أحد أنواع الأدوية التي من الممكن إضافتها إلى الخلايا الجذعية الجنينة وذلك لمنعها من التكاثر غير المسيطر عليه وتثبيط انقسامها المتواصل ومنعها من أن تسبب أوراماً ونأمل في التوصل إلى طريقة آمنة تجعلنا نستخدم هذا النوع من الخلايا بشكل آمن مما يساعدنا على إدخالها كخطوة علاجية لمرضانا قريباً بإذن الله . واختتم الدكتور فادي مشارقه حواره مع "الطبيب" قائلاً: إن الأبحاث والدراسات البريطانية والأمريكية أشارت إلى أن دم الحبل السري المأخوذ من المواليد عند ولادتهم يحتوي على خلايا جذعية بالغة متعددة الأشكال والخواص والتي من الممكن علاج مرضى السكري بها ولكن هذا المصدر لا يزال تحت التجارب والدراسات لإثبات فعاليته في علاج مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني .

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر