النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
serag777 الكمأة... فطر الأغنياء وحلم الفقراء
2012-10-13 13:48:17

الكمأة... فطر الأغنياء وحلم الفقراء ...مشاريع لدعم سكان البادية وتشجيعهم على جمع الكمأة كثرة من الناس ينتظرون موسمها بشغف مميز، لابل إن بعضاً منهم قد يختزنها لأيام لافقع فيها، وقد تفننوا في طهوها وإعدادها أشكالاً وأصنافاً،وقلة من الناس تعرف عنه أنه فطر، ينمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل مابين 2سم إلى 50 سم ولاتظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولازهر، ولاجذر له. وكلمة الكمأة تعني الشيء المستتر، وفطر الكمأة ينمو على هيئة درنات تجتمع كل عشرين أو ثلاثين منها معاً، وتكون في حجوم تتفاوت وتختلف، وقد يصغر بعضها حتى يكون في حجم حبة البندق أو يكبر ليصل إلى حجم البرتقالة.‏ تنمو الكمأة في الصحارى أو ربما يحلو له أن ينمو قريباً من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط على سبيل المثال وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشر إلى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج إلى الأسود يعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق الموقع.‏ ينمو الفقع أو الكمأة بكثرة في السعودية، وبلاد الشام، ومصر، والعراق، والكويت، والمغرب، وتونس، والجزائر وأوروبا وخاصة فرنسا وإيطاليا التي تدرب الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الكمأة.‏ فطرالأغنياء وحلم الفقراء‏ تعتبر ثمار الكمأة التي تنمو بشكل طبيعي كفطر في أراضي البادية السورية من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية حيث يبدأ موسم ظهورها عادة مع بداية شهر كانون الثاني ويستمر حتى أواخر فصل الربيع، وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها (حيث يسميها البعض فطر الأغنياء وحلم الفقراء) إلا أنها تعتبر وجبة لا غنى عنها للدمشقيين ولو لمرة واحدة في العام، و التي تأتيهم من سكان البادية السورية الذين يعتبرون جنيها كل عام مصدر دخل جيد لهم رغم صعوبة البحث عنها بين التربة الرملية في البادية التدمرية حتى إن مشاريع دعم سكان البادية وحمايتها كمشروع محمية التليلة في بادية تدمر شجعت السكان في البادية ووفرت لهم الوسائل لجمع الكمأة من خلال حماية آلاف الهكتارات في البادية التدمرية كونها تشكل لهم تحسيناً لوضعهم المعيشي والحياتي حيث تظهر الكمأة عادة مع أواخر فصل الشتاء بعد الأمطار والرعد و البرق و «تفقع» بين تشققات التربة الرملية ولذلك يسميها أهل الخليج بـ (الفقع) في حين يسميها أهل الشام بالكمي و هي باللغة الفصحى الكمأة و هي الأجود.‏ و هناك البيضاء وفي سورية تنتشر أنواع ذات تسميات معروفة مثل: الزبيدي والخلاسي والحبيبية والهوبيري، والزبيدي يميل لونها إلى البياض و هي خفيفة على جهاز الهضم، أما الجبا (الحبيبية) فلونها أحمر قرميدي أو بني وتتميز بنكهتها القوية و رائحتها مميزة، طريقة جني الكمأة صعبة و تحتاج لفترة طويلة ولذلك فإن سكان البادية والمناطق المجاورة لها يذهبون مجموعات أو أفراداً ليبحثوا عن الكمأة، حيث يبحثون في التشققات الظاهرة على سطح أرض البادية ويقومون بالحفر السطحي ضمن هذه التشققات.‏ محاولات استزراعها فشلت‏ وقد باءت جميع محاولات زرع الكمأة حتى الآن بالفشل، خاصة لدى الزراعيين الفرنسيين، أما التفسير العلمي الذي عرف حتى الآن لتكون درنات الكمأة في الأرض، فهو أن البرق يضع تحت تصرف الغلاف الجوي الطاقة اللازمة لتشكيل العديد من الاكاسيد والمركبات الغذائية (مركبات الآزوت)، ويعمل الرعد على ترسيب هذه المركبات، إما على صورة جافة بفعل الثقالة الارضية، و إما على صورة محاليل مائية بفعل حبات المطر، فتصل الطبقة السطحية للارض بعد ان رفع الرعد من قدرتها على تخزين الماء والغذاء اللازمين لنمو فطر الكمأة، ويعتقد العلماء ان يكون الدور الرئيسي للرعد في ارسال بعض الموجات الصوتية التي من شأنها ان تمزق أغلفة أنواع فطر الكمأة الكامنة، فتنشط بوجود الماء والعائل التربة الرخوة و تبدأ عملية (الفقع) إلى سطح التربة.‏ أنواع الكمأة‏ توجد عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض و حجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحياناً أكبر من ذلك , والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود إلى محمرة وهو صغير جداً، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريباً، ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادراً ما يؤكل.‏ في يومنا هذا تعد الكمأة طعاماً معروفاً مألوفاً، بل إنها طعام شهي مرغوب في كثير من بلدان العالم الشرقي، والعالم الغربي معاً، إذ نجد أنهم في فرنسا يجمعونه ويفخرون أن فطرهم من أجود أنواع الفطريات، لهذا فهم يجمعونه ويستهلكونه وقد يصدرون منه، وتقول أرقام الإحصائيات عندهم: إن إنتاجهم من الفقع يتراوح بين مئتي طن وثلاثمئة، كما يشتهر الفرنسيون بجمعه، فقد دربوا لجمعه كلاباً خاصة تتعرف عليه من رائحته المميزة.‏ إن انتشاره في قارة أوروبا منذ القرن الرابع عشر للميلاد يعزوه بعضهم إلى الإسبان أولاً، فيما يخص آخر الطليان بهذا الفضل.‏ المحتويات الكيميائية‏ يبدو أن الإنسان قد استشعر قيمة الفقع الغذائية العالية في قديم الزمان، مما لا يتفق مع النظرة العلمية الحديثة التي تعتمد التحاليل المخبرية، وتبين من تحليل الكمأة احتواؤها على البروتين بنسبة 9٪ والمواد النشوية والتربة بنسبة 13٪ ودهون بنسبة 1٪ لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع، وإن ثلاثة أرباعه 75٪ من الماء، وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم كما تحتوي على فيتامين/ ب /وهي غنية بهذا الفيتامين. كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون، والأوكسجين والهيدروجين وهذا مايجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم أضف إلى هذا رائحة الكمأة المحببة وطعمها الأشهى، مما يغري الكثيرين بالإقبال عليه مهما غلا الثمن وارتفع.‏ في الطب القديم‏ قال الغافقي: ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ويقوي أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول النوازل‏ وقد قال عنه الطب القديم: هي باردة رطبة في الدرجة الثالثة رديئة للمعدة بطيئة الهضم وإذا أدمنت أورثت السكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول. والرطبة أقل ضرراً من اليابسة ومن أكلها فليسلقها بالماء والملح والزعتر ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة لأن جوهرها أرضي غليظ وغذؤاها رديء لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها، والاكتمال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار.‏ وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين، ونذكر هنا أن أطباء الماضي كانوا ينتصرون للكمأة قناعة منهم، أنه يجلو العين ويقوي البصر بل عزا بعضهم قوة الجنس إليها.‏ .. وفي الحديث‏ أجريت دراسة أكلينيكية على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر وقد تبين أن ماء الكمأة أدى إلى نقص شديد في الخلايا الليمفاوية وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية، وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف وفي نفس الوقت أدى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملحمة، ولما كانت معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف فإن ماء الكمأة يمنع حدوث مضاعفات الترخوما أو الرمد الحبيبي.‏ كما تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.‏
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر