لا زالت حفنة من البشر معدومي الضمير يتربحون على أوجاع المرضى من خلال الإعلانات الوهمية عن منتجات "مزعومة" لعلاج الكثير من الأمراض، ولكي يهربوا من المسائلة يقومون ببث هذه الإعلانات على فضائيات خارج بلدهم.
فبعد التضييق عليهم في الصحافة المطبوعة وجدت شركات النصب باسم الطب والتي أطلقنا عليها "التيلي نصب" ضالتها المنشودة عبر الفضائيات التي راودها هذا النوع من الإعلانات غير الشرعية التي لا تراعي قيماً ولا أخلاقا المهم أن تمسك بالفريسة وتمتص جيوبها وكأنها عدو مسلط لإزهاق أرواح الناس عبر الموت البطيء حيث لا رقابة ولا رقيب.
فهذا إعلان لعلاج الكبد وفيروس سى، وهذه لعلاج السرطانات، وهذا لزيادة القدرة الجنسية، وهذا لعلاج العقم، وهذا لعلاج الصلع، وهذا لعلاج السمنة والنحافة، وهذا لعلاج المفاصل والعظام، بالإضافة إلى أكذوبة اللاصقة السحرية للتخلص من السموم، كل هذا وذاك من الخرافات وغيرها من مئات المنتجات الوهمية المستترة تحت شعار الطب، فمن منا لم يشاهد هذه الإعلانات مراراً وتكرراً في اليوم الواحد؟،
بعد أن اكتسحت هذه المنتجات أسواقنا من خلال اجتياحها شاشات الفضائيات لدرجة أن البعض أنشأ قنوات لترويج هذه المنتجات حيث أن الإعلانات موجودة بالفعل مستغلين ضعف الأمل لدى المرضى وضعف التوعية والثقافة الطبية التي يجهلها الكثيرون المواطنين، فما كان أمام هؤلاء المرضى سوى الخضوع لهذه المنتجات وفتح الأبواب لها، آملين فى إنقاذ الطبيعة لهم بعد أن عجز الطب عن علاجهم.
ويبقى السؤال من المسئول عن هذه الموجات الغاشمة التي تضربنا في أعز ما نملك وهى صحتنا وأرواحنا ؟ وكيف يسطو هؤلاء النصابين على الفضائيات دون حساب أو رقابة؟ وأين وزارة الصحة وفرض القوانين والعقوبات لهؤلاء الذين مازالوا يتربحون على أوجاع المرضى ويتاجرون بصحتهم؟