وتبدأ الفوائد بعد وقت قصير من الولادة: فالمرضعات يكن أقل فقدا للدم بعد الولادة، كما أن أرحامهن تتقلص لتعود لحجمها الطبيعي بشكل أسرع من النساء اللواتي لا يرضعن أطفالهن. كما أن الرضاعة الطبيعية تعزز صحة الأم الذهنية والعقلية، حيث أظهرت دراسات سابقة أن الأمهات اللواتي لا يرضعن أطفالهن ويقمن بفطمهم مبكرا يكن عرضة أكثر للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
وقد كانت الدراسات السابقة التي بحثت في تأثير الرضاعة الطبيعية على قدرة الأمهات على العودة لوزنهم ما قبل الحمل غير حاسمة، حيث يؤثر على هذا الأمر العديد من العوامل الأخرى مثل: النظام الغذائي ومستوى النشاط. إلا أن دراسة جديدة أجريت على أكثر من 14000 امرأة بعد الولادة أظهرت أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية بشكل حصري لمدة ستة أشهر على الأقل كانوا أقل وزنا من أولئك اللواتي لم يرضعن أطفالهن.
وبالنسبة للنساء اللواتي أصبن بسكري الحمل، فقد أظهرت الدراسات أن خطر اصابتهم بالسكري (النوع الثاني) لاحقا في حياتهم ينخفض بمقدار 4-12% لكل سنة رضاعة طبيعية.
كما أظهرت دراسة أخرى كبيرة دامت لوقت طويل أن خطر الاصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي ينخفض بمقدار 20% لدى النساء اللواتي يرضعن لمدة 12 شهر خلال حياتهم، بينما ينخفض بمقدار النصف عند النساء اللواتي يرضعن لمدة لا تقل عن 24 شهرا خلال حياتهم.
أما بالنسبة لأمراض القلب، فقد وجدت دراسة كبيرة ما زالت مستمرة أجريت على 139000 امرأة بهدف دراسة تأثير الرضاعة الطبيعية على قلوب الأمهات المرضعات أن الرضاعة الطبيعية تخفض خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم بمقدار 11%، والاصابة بارتفاع الدهنيات بالدم بمقدار 19%، وبشكل عام يخفض خطر الاصابة بأمراض القلب بمقدار 10%.
كما ينخفض خطر إصابة النساء اللواتي أرضعن لمدة سنة تقريبا بشكل تراكمي بسرطان الثدي وسرطان المبيض بمقدار 28% على حد سواء.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يستمر الأطفال بتلقي الرضاعة الطبيعية حصريا حتى يتموا عمر الستة أشهر، وتستمر بعد ذلك في الحصول على حليب الأم، جنبا إلى جنب مع غيرها من الأطعمة، حتى يتموا ما لا يقل عن سنة من العمر.
إلا أن هناك حالات حيث لا ينبغي أن تقوم الأم بإرضاع طفلها، كأن يكون الرضيع مصاب باضطراب الاستقلاب الغذائي وارتفاع الجالاكتوز في الدم، أو عندما تكون الأم مصابة بأمراض معينة مثل: وجود عدوى القوباء (الهربس) أو مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو أن تتناول الأم بعض الأدوية التي تؤثر على نمو الطفل.