حذّرت دراسة جديدة من أن العمل بصورة شاقة ولساعات طويلة يمكن أن يسبب الموت ويزيد مخاطر الاصابة بالأمراض القلبية.
ووجدت الدراسة التي نشرتها صحيفة ديلي إكسبريس ، التي شملت 6000 موظف بريطاني تتراوح أعمارهم بين 39 و61 عاماً، أن الأشخاص الذين يعملون ساعات اضافية بانتظام في المكاتب هم أكثر عرضة وبنسبة 60% للاصابة بأمراض القلب والوفاة من غيرهم. وحذّرت الأشخاص الذين يعملون 10 أو 11 ساعة يومياً من أنهم يعرضون أنفسهم لمخاطر صحية كبيرة، نظراً لأن بريطانيا لديها أطول ساعات عمل من أي دولة في الاتحاد الأوروبي، حيث يبلغ متوسط ساعات عمل البريطانيين 41.6 ساعة في الأسبوع بالمقارنة مع 40.1 ساعة في الدول الأوروبية الأخرى. وقالت الدراسة إن العمل الاضافي مضر للصحة ويجعل الموظفين يشعرون بالإجهاد المستمر ويملكون وقتاً محدوداً للاسترخاء، ويعرضهم لخطر الاصابة بالأزمات القلبية أو الذبحات الصدرية. واضافت أن 369 موظفاً بريطانياً عانوا من أمراض قلبية أدتهم إلى وفاتهم بسبب ساعات العمل الطويلة، وأن العمل الاضافي كان سبب 60% من حالات الاصابة بأمراض القلب أو الوفاة، بالمقارنة مع الموظفين الذين لا يعملون ساعات اضافية. وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة ماريانا فيرتانن اختصاصية علم الأوبئة في المعهد الفنلندي للصحة المهنية وكلية لندن الجامعية، إن "التوازن بين العمل ووقت الفراغ مهم جدا." وتضيف الطبيبة "إذا كنت تعمل لساعات طويلة، فالحقيقة هي أنك يمكن أن تتعرض لمستويات أعلى من التوتر وليس لديك الوقت الكافي للعناية الصحية.. ينبغي على الأطباء أن يضعوا ساعات العمل الطويلة على قائمة عوامل الخطر المحتملة لأمراض القلب." وتابعت الدكتورة فيرتانن وزملاؤها أكثر من ستة آلاف من موظفي الخدمة المدنية البريطانية ممن ليس لديهم تاريخ من أمراض القلب لمدة متوسطها 11 عاما، واختير المشاركون من دراسة أكبر ومستمرة تجريها الحكومة البريطانية   منذ عام 1985. ويقول الدكتور غوردون مكانز أستاذ علم الصيدلة السريرية في جامعة غلاسكو، في المملكة المتحدة، إن هذه النتائج هي "نوع من جرس إنذار.. لذا ينبغي على الأطباء توخي مزيد من الحذر بشأن صحة القلب للمرضى الذين يعملون لساعات طويلة."