كتب : محمد العدولى مرض السكري لا يتعلق فقط بالأغذية التي تحتوي على السكر ، ولكن أيضا بالحالة النفسية. فهناك دراسة تزعم أن الاكتئاب أو الاجهاد يمكن أن يؤدي إلى مرض السكري. ويمكن في المقابل أن يؤدي السكري أيضا إلى الاكتئاب.
و قال الباحثون"لقد تم الافتراض بأن مرض السكري و الاكتئاب بينهما علاقة ذات اتجاهين" . فقد قام فريق من كلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن ، بدراسة العلاقة بين مرض السكري والاكتئاب لدى 65381 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 حتي 75 عاما في عام 1996. و تم تصنيف جميع المفحوصين بأنهم يعانون من مشاكل الاكتئاب ، وأعراض الاكتئاب ، و يستخدمون الأدوية المضادة للاكتئاب ، أو تم تشخيصهم بالاكتئاب من قبل طبيب. و عبر أكثر من 10 سنوات من الدراسة ، تم تشخيص 2844 إمرأة مصابة بالسكري من النوع 2 و وجود مشاكل الاكتئاب لدى 7415. وأظهرت النتائج أن النساء المكتئبات 17 في المئة أكثر عرضة لتطوير مرض السكري ، بعد ضبط عوامل الخطر الأخرى ، مثل النشاط الجسدي ومؤشر كتلة الجسم . وكان الناس الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب لديهم خطر 25 في المئة للإصابة بمرض السكر أكثر من أولئك الذين لا يعانون الاكتئاب. النساء المصابين بداء السكري 29 في المئة أكثر عرضة لحدوث الاكتئاب. و لدى النساء اللواتى يتناولن الأنسولين لمرض السكري خطر مزيد 53 في المائة أعلى من النساء غير المصابات بالسكري. وأظهرت النتائج أن الاكتئاب قد يكون له تأثير على مخاطر الاصابة بمرض السكر لدى البدين الذى لا يمارس نشاطا بدنيا. وبالإضافة إلى ذلك ، فإن النتائج تعزز ملاحظة إقتران السكري مع الضغط النفسي. وتظهر أعراض مرض السكري فى ارتفاع مستويات السكر في الدم وعدم القدرة على انتاج الانسولين. و تتسم عموما بكثرة التبول والعطش ، و الرؤية المشوشة ، وخدر في اليدين أو القدمين. في حين أن أعراض الاكتئاب مثل اليأس والقلق أو الشعور بالذنب ، وقلة النوم ، وفقدان الشهية أو المفرطة ، وإلى فقدان الرغبة في الحياة. و المستويات العالية من الاكتئاب تؤثر على نسبة السكر في الدم و أيض الأنسولين ، من خلال الافراج عن هرمونات الاجهاد أو الكورتيزول. بينما يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى التوتر المزمن. لذا العلاقة بين مرض السكري والاكتئاب ليست مسألة أنماط الحياة غير الصحية ، ولكن لها أيضا جانب بيولوجى.