كانت نتائج الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع متضاربة و غير حاسمة، فبعضها اقترح ان الحمل و الولادة قد يرفع من خطر حصول النوبات القلبية و السكتات الدماغية و البعض الآخر أثبت عكس ذلك.
بدأت الدراسة الجديدة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، حيث شملت أكثر من 1300 امرأة، أعمارهن فوق الخمسين عاماً، و ينتمين في معظمهن إلى الطبقة الوسطى من المجتمع، في منطقة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
طلب من المشاركات في الدراسة إعطاء معلمومات كافية عن التارخ الإنجابي لهنّ، من حيث عدد مرات الحمل التي استمرت لأكثر من 3 أشهر و عدد الأبناء الحاليين و معلومات أخرى حول استعمالهنّ لموانع الحمل المحتوية على الأستروجين و عن اعراض و وقت انقطاع الطمث عندهنّ، كما تم تحديد العوامل التي تزيد خطر الاصابة بأمراض القلب في كل مشاركة على حدة، و كان معدل عدد الأطفال عند المشاركات في الدراسة هو طفلين.
استمرت الدراسة لعقدين من الزمن، توفي خلالها نصف المشاركات تقريباً لاسباب تتعلق بأمراض القلب أو السكتات الدماغية، إلا أن نسبة الاصابة بهذه الأمراض كانت أقل في النساء اللواتي أنجبن 4 أطفال أو أكثر مقارنةً مع اللواتي لم ينجبن على الاطلاق.
لم يتوصل العلماء في الوقت الحالي إلى الكيفية التي تحمي فيها عملية الحمل و الانجاب من الأمراض القلبية أو السكتات الدماغية، و لكن يعتقد بان تعرض الجسم لهرمون الاستروجين الذي يفرز خلال الحمل يساعد على حماية القلب.
من جهة أخرى، علق علماء آخرون على نتائج الدراسة بأنها لم تكن دقيقة من حيث أنها شملت فئة محدده من المجتمع هي فئة الطبقة الوسطى في ولاية كاليفورنيا، والتي تتمتع في العادة بصحة أفضل و تمارس النساء فيها عادات صحية أفضل، مثل المحافظة على الوزن و الابتعاد عن التدخين و ممارسة التمارين الرياضية و غيرها من العادات التي تساعد على تقوية و حماي القلب و الشرايين، أكثر مقارنة بالطبقة الدنيا من المجتمع أو بالنساء في مدن او حتى دول أخرى، مما يعني عدم القدرة على تعميم هذه النتائج.
