س،ص لكل بحر شاطئين، ولكل عملة وجهين ،ولكل معادلة رياضية حدين ،ولصبر المريض على بلائه نوعين . س،ص هما حدى جل المعادلات الرياضية قد يتكافآن وقد لا يتكافآن أما مرضاي س،ص فلا يتكافآن. أما (س) فهو كهل قارب السبعين من عمره ،مصاب بداء السكرى واصيب بالعمى أوكاد ،يأتى وحده للمستشفى كل مساء ليتعاطى إبرة الإنسولين ،متحسسا طريقه بعصاه . قسمات وجهه صافية يلهج لسانه بذكر الله، راضيا لايشتكى ،وشاكرا لايتسخط .أسلم عليه فيعرفنى من صوتى ولا يغفل عن العلوم والأخبار(إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب) ص 44. وأما (ص ) فهو مريض فاق الخمسين من عمره مصاب بمرض الربو يأتينى متجهما لايبتسم أبدا ،لايشكرمطلقا . مقطب الجبين وكأنه خرج لتوه من أتون حرب مستعره ،اذا أطلت معه النقاش لن تسلم من الجدال وربما تطور الحال الى العراك. ما أجمل قول سيدنا على(إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور -لك أجر وثواب-، وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور -عليك وزر وذنب-) ندعوا ل- س- بالشفاء ونلتمس منه الدعاء ونغبطه على جمال صبره وكمال أجره بإذن الله. وأما – ص – فنعذره وندعوا له بالهداية والشفاء. اللهم اجعلني ( س ) ولا تجعلني (ص ). والحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثير من الناس .