وخلال تجربة هى الأولى من نوعها قام بعض العلماء الألمان بحقن فئران مصابة بداء السكري بروتين فرتاكسين، مما أدى إلى زيادة إنتاج الأنسولين. هذه النتيجة يفسرها غيتسوف كالتالي: "مادة البروتين تحمي الخلايا المنتجة للأنسولين من التلف". لهذا يأمل العلماء الألمان بإنتاج دواء يقضي على المرض في خضم السنوات الثمانية القادمة، إذ أن" تزويد المريض بهذا الدواء في وقت مبكر يجعل الخلايا المنتجة لمادة الأنسولين تتكاثر بسرعة ".
ويعتبر مرض السكري أحد أكثر أمراض الحضارة شيوعا، فمنظمة الصحة العالمية تقدر عدد المصابين به بـما يناهز 230 مليون نسمة. العلماء الألمان يكتشفون بروتينا قد يساهم في السنوات القادمة في السيطرة على هذا المرض القاتل تدريجيا.
يعتبر مرض السكري (Diabetes mellitus) وباءا عالميا، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين به بـ 230 مليون نسمة، وهذا يعني إصابة شخص واحد من كل ستة أشخاص به. ويعرف الأطباء مرض السكري بأنه مرض ينتج عن ارتفاع في نسبة السكر في الدم، وهي حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين، الذي تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول الى خلايا الجسم حيث يتحول الى طاقة تساعد الجسم على الحركة. وعندما يقل الأنسولين، الذي تفرزه غدة البنكرياس في الجسم فان السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه، ولذلك نراه يظهر في البول.
وهناك نوعان من مرض السكري: النوع الأول المعتمد علي تعاطي الأنسولين، وهو يعود إلى عدم إفراز البنكرياس لهرمون الأنسولين، وقد يظهر في أي عمر ويصيب واحد في المائة من المواليد. وحتى الآن لا يتوفر علاج لهذه النوع سوي تعاطي حقن الأنسولين. ويعتقد الأطباء أن سبب ظهور هذا المرض هو المناعة الذاتية لوجود أجسام مضادة تتلف خلايا بيتا البنكرياسية، التي تفرز الأنسولين. يذكر أن أغلب مرضي هذا النوع الوراثي تحت سن الثلاثين وهم نحاف وتتأخر لديهم فترة البلوغ وعلاماته المميزة.
النوع الأكثر انتشارا
أما النوع الثاني من مرضى السكري، فهم غير معتمدين علي حقن الأنسولين. وهذا النوع أكثر انتشارا ويمثل95 في المائة من المصابين بمرض السكري والمتميزين ببدانتهم. وعادة تظهر أعراض هذا المرض في مراحل متأخرة من العمر ولاسيما فوق سن الأربعين، وهو يعود إلى أن البنكرياس يفرز كميات قليلة من الأنسولين لا تكفي لحرق الجلوكوز في الدم والمحافظة على معدله الطبيعي في الدم. وغالبا ما يكتشف هذا المرض بالصدفة عند إجراء تحليل دوري.
وعلى النقيض من النوع الأول لمرض السكري، يمكن للمريض أن يخفف من أعراض المرض عن طريق نقص الوزن. لكنه قد يلجأ للأقراص المخفضة للسكر والتي تحث البنكرياس علي إفراز الأنسولين في حال فشل الريجيم. ومع مرور الوقت قد يكف البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين ويصبح المريض محتاجا لحقن الأنسولين، وعندها يتشابه النوع الثاني مع النوع الأول. تجدر الإشارة إلى أن عدد الألمان الذين توفون سنة 2005 بسبب هذا المرض يفوق24000 شخص.