المشكلة هي أن قلة من البالغين لديهم القدرة على المحافظة على عوامل صحة القلب المثالية مع تقدمهم بالعمر، حيث أن العديد من متوسطي العمر يتبعون أنظمة غذائية غير صحية، ويكتسبون وزنا، ولا يمارسون الأنشطة البدنية. وهذا النمط من الحياة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الدهنيات في الدم، والسكري وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
في هذه الدراسة، حتى مع وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب فقد كان الناس قادرين على المحافظة على انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إذا بدؤوا العيش بنمط حياة صحي منذ ان كانوا صغارا. وهذا يدعم الفكرة القائلة أن نمط الحياة قد يلعب دورا بارزا أكثر من الوراثة.
وكان غالبية الأشخاص الذين حافظوا على خمسة عوامل لنمط حياة صحي منذ مرحلة الشباب (بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وعدم تناول الكحول، وعدم التدخين، اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام) كانوا قادرين على البقاء في هذه الفئة منخفضة المخاطر في سنوات منتصف العمر.
في السنة الأولى من الدراسة حين كان متوسط أعمار المشاركين فيها 24 عاما، كان ما يقارب 44% منهم لديهم خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبعد عشرين عاما، كان فقط 24.5% منهم ضمن فئة الخطر المنخفض لأمراض القلب.
بلغ 60% من هؤلاء الذين حافظوا على جميع أنماط الحياة الصحية الخمسة مرحلة منتصف العمر مع المحافظة على مخاطر القلب والأوعية الدموية منخفضة، مقارنة مع أقل من 5% من الذين لم يتبعوا أي من ممارسات أنماط الحياة الصحية.
استخدم الباحثون بيانات تم جمعها على مدى 20 سنة من دراسة أجريت للبحث في خطر إصابة الشباب الضغار بأمراض الشريان التاجي (كارديا). حيث بدأت في عام 1985 وعام 1986 مع عدة آلاف من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-30 عاما، والتي استمر فيها نفس مجموعات المشاركين منذ ذلك الحين.
لهذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من ثلاثة آلاف مشارك لتحديد انخفاض خطر أمراض القلب والشرايين والعوامل الشخصية لنمط حياة صحي. وشملت هذه البيانات: ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكر في الدم، ومؤشر كتلة الجسم، وتناول الكحول وتعاطي التبغ والنظام الغذائي وممارسة التمارين.
وأكد الباحثون أنه إذا تبنى الجيل الجديد من الشباب نمط حياة صحي، فسوف يكسبون ما هو أكثر من صحة القلب. فالعديد من الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين لديهم خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر سوف يعيشون حياة أفضل وأطول وسوف تنخفض تكاليف رعايتهم الصحية وهم كبار السن، كما أن هناك الكثير من الفوائد للحفاظ على حياة وصحة منخفضة المخاطر.