2010-11-23 10:12:55
كتب : محمد حمزة على هامش صفحة الحياة يعيش الكثير من الناس ، منهم من ولد أصلاً على الهامش ومنهم من أدخلته الظروف إلى هذا الكهف المظلم دون أدنى إرادة وكل بنسب متفاوتة .
و على هامش الحياة يعيش الشاب "عبد الرحمن حسن عبد الرحمن السيد المراسي" البالغ من العمر24 سنة على كرسى متحرك فاقداَ إرادته بعد أن كان عاملا يأكل من قوت يومه ويرتزق من عرق جبينه ويلعب مع أصدقائه ويتكلم بلغة سليمة مفهومة ليس بها ضعف أو وهن . كان يعمل مع والده في مهنة تركيب السلالم للمنازل والعمارات وشاء القدر له أن ينزلق علي الأرض فيقع على رأسه من الخلف فى الشارع ، ولكنه قام من على الأرض واستكمل يومه بصورة عادية ، رغم شعوره ببعض التنميل في أطراف يديه وقدميه ،وتوقع أن ذلك نتيجة طبيعية للوقعة ، ومر مرور الكرام. وتكرر الحدث مرة أخري في نهاية اليوم ولكن فى البيت وأيضاَ عندما قام من الوقعة شعر ببعض التنميل فى أطرافة الأربعة ولكن سرعان ما راح هذا التنميل ، ولكنه لم يفكر بالأمر بل احتسبة أمرا عاديا. وبعدها بدأ يلاحظ أن نظرات الناس إليه مختلفة ، وأتضح له أن تلك النظرات نتيجة للإختلال فى مشيته الغير متوازنة التى لايشعر بها فيبدو للناس كأنه متناول للمخدرات ، و دون أن يعرف ما السبب في ذلك وما الذي طرأ عليه من تغيرات ، عاد يمارس حياته بصورة عادية إلى حد ما . ومرت أيام قليلة ، وفى يوم ذهب هو وأبيه لتركيب سلالم في إحدى المنازل ولكن فى منتصف العمل سقط أبيه من على درجات السلم فأغمى على "عبد الرحمن" فور رؤية أبيه ساقطا علي الأرض ؛ وبعد افاقة ابيه وتعافيه ، وافاقة عبد الرحمن هو الآخر، بدأت الأعراض تزيد بصورة ملحوظة وأصبحت حركته صعبة تكاد تكون ضعيفة جداَ وشعر بعدها بالتبول اللاإرادي ؛ و ظن أن تلك الأعراض ما هي إلا مضاعفات للوقعتين التين أصابتا رأسه في البداية إلى جانب الصدمة النفسية التى أصابته كنتيجة لسقوط أبيه من فوق السلام . لكن يلعب القدر مرة ثانية أشد أدواره قسوة حينما يذهب " عبد الرحمن " ليتعالج عند طبيب مخ وأعصاب فيعطيه علاجاَ للكبد مكون من 60 حقنة ككورس علاجى ، ولأن ما على الغرقان سوى التعلق بالقشة ، لكن كانت تلك القشة هى التي قصمت ظهره بل وشلت قدميه ، وجعلته يجلس على الكرسى المتحرك. ثم كانت المرحلة الأخيرة للعلاج فى مستشفى الحسين الجامعى ، حيث تلقى "عبد الرحمن" العلاج على يد د/ شوري مصطفي وكان تشخيص الحالة كالتالي:- "المريض يعانى من مرض التيبس المتناثر بالجهاز العصبي مما أدى إلى صعوبة الحركة والمشي والمريض يحتاج إلى العلاج بعقارالأنترفيرون بيتا كمحاولة لتحسين الحالة لمدة عامين" . والآن يتعالج عبد الرحمن بعلاج مسكن للحالة وهو "Solu- Medrol" عبارة عن جرعة حقن كمسكن للحالة يبلغ ثمن الحقنة كل شهر180 جنية ، علماَ بأن تكلفة العلاج الصحيح لحالته والذى قد يعطى نتيجة هو 7500 جنية والعلاج الصحيح يحتاج الى سفره للخارج للغضوع لإشراف طبي . نبذة عن المرض :- مرض التصلب العصبى يعتبر من أشهر الأمراض العصبية ،ولكننا لم نعتد سماعه فى الوطن العربي،ولكن يكثر الإصابة به فى كندا وأمريكا وأوروبا . فاسبابه حتى الآن غير معروفة ولكن ترجح الدراسات أنه كلما بعدت عن خط الإستواء كلما قل معدل المرض وعلى العكس كلما اقتربت من خط الإستواء ؛ إضافه أيضا إلى العامل الوراثي ، وعادة ما يصيب الشباب في عمر 20 – 40 أى في بداية حياتهم . كذلك هناك علاقة بين تناول الدهون والانتكاسات النفسية والتدخين وبين ذلك المرض . ويعد عدد المصابين بهذا المرض في كندا لوحدها 50000 أي نسبه الإصابه من بين واحد لكل 500 فرد أو واحد لكل 1000 حسب اخر الدراسات والإحصائات الكندية . و تزيد نسبة الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد فى النساء عن الرجال ، وعادة ما يصيب الشباب فى عمر 20-40 فى بداية حياتهم والنساء حتى عمر الخمسين . ومرض التصلب العصبي المتعدد هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من المخ والمخيخ و جذع الدماغ والنخاع الشوكي، وهو يؤثر على محور العصب وهي الذراع الطويلة للخلية العصبية.