2009-12-31 10:14:37
غريب أمر وزارة الصحة المصرية التي من المفروض أنها وجدت أصلا للحفاظ على حياة صحية سليمة للمواطنيين وتوفير أقصى درجات الرعاية لهم لا أدناها .. ففي الوقت الذي ترفض فيه كبرى شركات الأدوية إعطاء ضمانات بإن اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير ليس له أعراض جانبية خطيرة نجد الوزارة تصر على
شراء المنتج الدوائي وتطالب بالتطعيم به والأكثر غرابة من ذلك تطلب من أولياء الأمور الممتنعين عن الموافقة على تطعيم أبناءهم إقراراً بتحمل المسئولية مع أن المفروض أن تتحمل هي المسئولية كاملة في حال حدث مضاعفات من وراء التطعيم وتعلنها صريحة أنها تضمن سلامة هذا المنتج ما دامت تثق في فاعليته .
كلنا نتردد الف مرة عندما نذهب لشراء سلعة ما ويقال لنا ليس لها ضمان فما بالك يادكتور الجبلي عندما نقبل على شراء دواء ولو حتى بالمجان علمنا أن آثاره الجانبية يمكنها أن تتسبب في هلاكنا .. هل يرضيك أن يغامر احدنا ليس بنفسه بل بأطفاله في الإقبال على التطعيم بدواء إثيرت حوله شكوك كثيرة ؟
وتبرأت الشركة المصنعة من ضمان عدم حدوث أية مضاعفات له تسبب الوفاة.
الغريب في الأمر أن بعض الأطباء الذين يردون أن يدخلوا أبواب الشهرة على حساب الأبرياء يجزمون أن العقار آمن فليكتبوا هم إقرار على أنفسهم بصحة هذه المعلومات وتحملهم لمسئولية حدوث مضاعفات بعد التطعيم بدلاً من الإقرار الذين تطالبون به أولياء الأمور.
وليس غريباً ما أعلنته مجالس الآباء بمدارس القاهرة والجيزة والإسكندرية رفضها تطعيم طلاب المدارس عموما والابتدائية بصفة خاصة بمصل أنفلونزا الخنازير وخوفهم من أن يصبح أولادهم فئران تجارب لمافيا الدواء.
فعلى سبيل المثال لا الحصر أكثر من نصف البريطانيين الذين يعرض عليهم التطعيم ضد وباء أنفلونزا (إتش1إن1) يرفضونه لأنهم يخشون آثاره الجانبية أو يعتقدون أن الفيروس أضعف من أن يثير قلقهم،
وأغلبية الفرنسيين يرفضون التطعيم ضد أنفلونزا،وهذا أيضاً حال أغلبية الفرنسيين الذين يرفضون التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير.
وأسوق لكم مثالا لعلكم تتفكرون
في تاريخ 6 ديسمبر أعلنت "شركة جلاسكو سميث كلاين" الموردة للمصل المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير للوزارة الصحة المصرية عن حصولها على الاعتماد الرسمى من منظمة الصحة العالمية للمصل الذى تنتجه للتطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، والذى يعد الاعتماد الأول والوحيد بين جميع الأمصال المنتجه للوقاية من الفيروس من قبل المنظمة قبل بدء طرحه فى الأسواق ومنها السوق المصرى للدواء.
وقبل ذلك ب10 أيام ،أعلنت منظمة الصحة العالمية انه تم تسجيل عدد غير معتاد من حالات الحساسية الشديدة كرد فعل على لقاح إنفلونزا الخنازير في كندا.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية توماس إبراهام: "إن السلطات الكندية سحبت مجموعة من لقاحات شركة جلاكسو سميث كلاين وتجري الابحاث الازمة لتحديد أسباب هذه الحساسية" ، بدون توضيح العدد الدقيق لهذه الحالات .
لابد من عقد مؤتمر صحفي كبير يجيب عن تساؤلات ومخاوف الناس حول التطعيم ، وأن تعلن الوزار مسئوليتها كاملة لأيه مضاعفات يمكن أن تودي بروح بريئة .. عندئذ يمكن أن يتراجع الكثيرين عن رفضهم للتطعيم ،لدينا مخاوف طبية كثيرة بشأن هذا المصل لابد أن تتبدد.. فالكارثة الكبرى عندما يفقد المواطن الثقة في الوزارة المعنية بصحته ورعايته، أو يشعر أنها ليست حريصة على سلامته.