النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
مرض مزمن .. بقلم / صباح الحكيم
2012-03-13 10:52:22

مرض مزمن يصيب الماشي والراكب .. يصيبك بالاختناق .. وفجأة تشعر بالشلل التام في الحركة وتظل مقيداً حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. وللأسف إنه المرض الوحيد الذي ليس له علاج عند أي طبيب ولا في أي مستشفى .. كما أنه مرض ليس له دواء داخل الصيدليات أو في الطب البديل ..

إنه مرض أصعب من الأمراض المزمنة  التي يمكن التعايش معها بالمسكنات وتنظيم الغذاء والدواء وهدوء الأعصاب، فأزمة مواقف السيارات أصبحت محبطة ولا تطاق لما ينتج عنها من اختناقات مرورية وتوترات عصبية ومخالفات مادية وضياع وقت وتعطيل مصالح بل ومخاطر،  وفوق ذلك لا تبدو في الأفق أية حلول.. وما أقوله ليس جديداً ولا اختراعاً، ولو سألنا مسئولي المرور وخبرائه عن حجم مشكلة المواقف وسلبياتها وخسائرها سيقولون بأنهم ضحايا الواقع مثلنا وأكثر، لأنهم يتحمّلون عبء الاختناقات والفوضى المرورية جراء عدم وجود مواقف للسيارات عند العديد من الجهات  ..

 ورغم ما تشهده من تطور وصروح طبية ومولات  كبيرة وعشرات الفروع من البنوك والمؤسسات وغير ذلك، سنجد محيطها في حالة اختناق مروري مزمن يعطل حركة الشوارع ويؤذي السكان الذين لا ذنب لهم سوى وجود مثل هذه الجهات بجوارها. وبعض المستشفيات الكبرى ذات الخمس نجوم كما يقال، بها مواقف لكن ليست بالقدر الكافي، وفوق ذلك غياب التنظيم أمام مداخلها، فلا وجود للمرور ولا عناصر الحراسة تحرك ساكناً، والنتيجة حالة تلبك مروري وشلل تام عند نزول المرضى  والزوار، وكذا محيط البنوك ومراكز التسوق والمدارس ومكتبات كبرى وطبعا عند المساجد.

ليس القطاع الخاص فقط من يهمل مواقف السيارات بل العديد من الأجهزة الحكومية مثلما هو الحاصل مع الأحوال المدنية والجوازات ومكاتب الشهر العقارى والسجل المدنى والبوسطة والمحكمة .

مهازل لا توصف  في القاهرة الكبرى ،وغيرها من الجهات التي لم تضع في اعتبارها أهمية المواقف ولا حتى تفكر في مشكلة الطوارئ إذا ما حدث مكروه في منطقتها كالحرائق لا سمح الله، ولا ندري بماذا نفسر هذا التجاهل لخدمة حضارية أساسية وللسلامة العامة تفرّقت بين القبائل (اجهزة الحى  - المرور – المحافظة ) ويبدو أنه لا أمل في رؤية شاملة ولا إرادة في علاج هذا الواقع بحلول جذرية أو مسكنات بتنظيم السير والوقوف، وأصبحنا أسرى هذا الواقع اليومي الذي يوتر الأعصاب ويعطل المصالح ويزيد المخالفات.

أدعوكم لتأمل المشهد في محيط جهة حكومية أو خاصة لا توفر مواقف خاصة كافية خاصة بها، حيث نجد سلوكيات سلبية لا علاقة لها باحترام حق الغير، بل تشوّه الأخلاق والسلوك عندما تبحث عمن أغلق عليك الطريق فلا تجده لأنه خرج من سيارته ولم يعد ولا تعرف له مكانًا ولا زمنًا يعود فيه، ولا حيلة لك سوى الانتظار المرّ أو تدخل الجهة وتنادي بموديل السيارة ورقم اللوحة وحروفها في منظر يثير ضحكك قبل الآخرين!.

للأسف .. هذا حالنا لا يخفى على أحد ، إن كان المرور أو أصحاب المشاريع الذين صمّوا آذانهم وأغمضوا عيونهم عن الشكاوى من أزمة المواقف عندها، فلا نجد رجل مرور واحدا على الأقل في أوقات الذروة رغم علمهم بها وكانوا يتواجدون، لأنهم يعاقبو الشعب عما فعلوة تجاة الدخلية اثناء الثورة .ويريحون  أنفسهم بعد (سهر ) على الطرق، وأيضا داخل المدن بعد ترتيب الكاميرات، ولا موظف أمن وحراسة من هذه الجهات ينظم الوقوف والحركة، ولا المرور  لديها خطة والقضية لم يعد لها صاحب ولا مسؤول، ولا جهة تشكوها أو تشكو لها لتجد حلا، خاصة وأن شهور العام كلها أصبحت مواسم ذروة طوال العام الدراسي والإجازات ورمضان والأعياد.

إن المشكلة تتفاقم ولابد من حل، فما المانع لو أن مستشفى كبيرا أقام مبنى للمواقف ولو برسوم كالمعتاد، وكما هو حاصل في بلاد الله وعند خلق الله المنظمين المتطورين في تخطيطهم، ولا يتركون أمورهم للعشوائية لأنهم ينظمون الحاضر بدقة ويخططون للمستقبل، أما نحن فنصنع المشاكل ونعرقل بها حاضرنا ولا نتحمل مسئوليتها، والأدهى الإصرار على ترحيلها للمستقبل وكأنها كرة لهب، ونظل في هذه الدوامة وعندما تقول: ما الحل؟ يقولون: فى الخطة الخمسية القادمة او مع الحكومة الجديدة سوف تنظر هذة القضية .او ربما بوجود الرئيس القادم سوف تكون معة عصا سحرية لحل جميع مشاكلنا . .. فهل نسوا أن الله تعالى يساعد الذين يساعدون أنفسهم؟ كيف لو حدث حادث أن تصل سيارات الشرطة  أو الإسعاف إلى هذه الجهات بينما محيطها مختنق. فهل يستمر حالنا على هذه الفوضى بسبب غياب المواقف؟! أو بسبب غياب الضمير لعلى وعسى يضع مرشح الرئاسة هذا الموضوع من ضمن برنامجه بدل من حزام الامان واللوح ذو الثلاث ارقام.

Sabah_mr@hot mail.com.

أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
عدد التعليقات : 2
التعليقات
1 - حمى الفوضى
2013-07-29 00:31:09
حقا انه مرض مزمن..و لكن العلاج ليس في يدالطبيب و لكنه في يد المريض نعم..فنحن من نملك الداء و نحن من نمتلك الدواء..فالدواء فينا جميعا .. فقد يضع الطبيب خطة لعلاج المرض.. و لكن.. هل يستجيب المريض للدواء؟ و هل سيستمع لكلام الطبيب لكي يتم شفاؤه؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال مطروح عل المريض.. فهل من مجيب؟! احيانا يكون اجبار المريض على اخذ الدواء فيه مصلحة كبرى تعود عليه و بالتالي على من حوله لانهم بالتبعية يتبعونه و يتألموا لالمه.. و اذا صح المريض صح كل من حوله..بمعنى.. اذا صح الفرد صلحت الجماعة و بالتالي و بالتبعية سيصلح كل المجتمع لذلك .. اقترح اجبار المرضى بداء الفوض و عدم النظام و عدم النظافة بالالتزام بالاجبار على النظام و النظافة.. و نحن لا نقل ابدا عن البلاد الاجنبية و بعض البلاد العبية التي طبقت النظام الاجنبي على ايادينا نحن.. فلماذا اذا لا نبني نحن لانفسنا هذا النظام الدقيق و نلتزم به نحن من باب اولى .. على الرغم من اننا عندما نسافر للخارج او حتى لتلك الدول العربية نلتزم التزاما دقيقا جدا جدا بكل قواعدهم الصارمة سواء في المرور او النظام او النظافة.......الخ اذا.. فلماذا لا نحاكيهم و نقلدهم فيما يفعلونه و نحن نمتاز بذكاء العقول و حسن البصيرة لكل الامور و لسنا اقل ابدا من احد فصفوة العقول لدينا نجدها بالخارج.. و صفوة الايدي الماهرة لدينا نجدها بالخارج.. فلماذا لا نعطي لهم الفرصة ليأتونا بصفوة الافكار و الاطروحات الاصلاحية لبلادنا الجميلة و نهيأ لهم الفرص لكي نستوعب طاقاتهم الخلاقة لخلق و احياء بلادنا الجميلة لتصبح اجمل و اجمل و ليزيلوا من عليها الصدأ و ليستخرجوا منها الكنوز الثمينة و لتطبيق تلك الافكار الصائبة في المرور و النظافة و النظام و خلافه.. ارى.. ان نظام الغرامات و العقوبات يطبق عل الصغير و الكبير و يعمم.. و اعتقد ان ها النظام كان عندنا و لكن لفترة قصيرة و لكنه لم يعمم في كل المناطق و لكنه كان ناجح جدا .. فلماذا لا يكتمل و نجبر كل المرض من ذوات النفوس الضعيفة اللذين يؤذوننا بفوضاهم و عدم التزامهم بالنظافة و النظام بان يأخذوا كبسولات النظافة و النظام اجباريا و لك عن طريق اكتشاف اخطائهم ثم حسابهم عليها عن طريق عيون رقابية (كاميرات) تثبت في كل الشوارع لتلتقط كل مخالف عل ان تؤخذ منه المخالفة في الشارع الاخر فورا ولا ننتظر لحين تجديد الرخصة الى اخره و يصدر قانون بمنع اي مول تجاري او سوبر ماركت او عمارة سكنية بان تبنى بدون بناء جراج او تخصيص اماكن للانتظار و ان تقسم في الشوارع اماكن نلتزم بها لسيارات الاسعاف و المطافي و البوليس و لابد من وجود رصيف يحترم لكي يمشي عليه المعاق و هذا بند في غاية الاهمية صدقيني.. الحلول سهلة و التنفيذ سهل و لكن الاصعب هو السلوك و لكن مصر فيها كل الامل و شعبها هو الامل ذاته لانه شعب يحب من حوله فما بالك بذاته الصلبة الجميلة الوديعة الرائعة .. صدقيني كلي بل كلنا عندنا امل فالله و في هذا الوطن الجميل الرائع و الله المستعان عاشقة مصر..بنت بلادها
بنت بلادها
2 - كلام فى الجووووون
2013-07-29 00:31:09
الكلام دة صح الصح
DINA GAMAL
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
إعلانات مبوبة
الإيجارات
الوظائف
السيارات
عقار

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر