أدوية الحوامل .. وأضيق الحدود
2009-06-18 05:47:46
ينبغي على الحامل ألا تتناول أدوية إلا فى أضيق الحدود وبالرجوع إلى الطبيب المختص، فالأدوية يمكن أن تسبب اضطرابات لها ولجنينها، بل يمكن أن تؤدى إلى إطالة مدة الحمل، والإجهاض، وفى بعض الحالات يتعرض الطفل للوفاة ، فالأسبرين مثلا دواء يستخدمه الكثير من الأفراد ومنهم الحوامل بدون روشتة طبية
رغم أنه يمكن أن يؤدى إلى عدم اكتمال نمو الجنين والولادة المبكرة والولادة الوضع مما يترتب عليه زيادة حجم الجنين ومن ثم تعريض حياة الأم والجنين للخطر، وأيضا يمكن أن يسبب النزيف والإجهاض ، فالأسبرين يسبب تهيج الجهاز الهضمى والنزيف، ولم يثبت أي اثر له فى حدوث تشوهات للأجنة. كما أن المضادات الحيوية متعددة، وتسرف فى تناولها بعض الحوامل دون إشراف الطبيب المعالج رغم أثارها الجانبية، مثل التتراسيكلين الذى يتم تناوله لعلاج حب الشباب ويسبب تشوهات فى عظام الجنين مما يؤثر فى تكوين الهيكل العظمى، ويمكن أن يصيب الأم بتليف فى خلايا الكبد، وكذلك دواء الكلورامفينكول الذى يستخدم لعلاج التيفويد لو تناولته الأم فى الشهر الأخير دون المتابعة مع الطبيب فيؤدى إلى اضطرابات فى التنفس لدى الجنين وهو ما يعرف بالطفل الأزرق، وكذلك السلفا إذا أعطيت فى الأسابيع الثلاثة الأخيرة تؤدى إلى اضطراب فى العينين والجهاز العصبى للمولود، فى حين أن مضادات الفطريات مثل علاج الكانديدا يجب إعطاؤها أثناء الحمل موضعياً .. وليس عن طريق الفم كما هى العادة حالياً فى حالات عدم حدوث الحمل، وهناك أدوية لا ننصح باستخدامها فى أثناء الحمل كالتى تنشط عضلة الرحم مثل البروستاجلادين لأنها تسبب ولادة مبكرة، ولكن على العكس فالأدوية المثبطة لعضلة الرحم يمكن إعطاؤها فى حالات الولادة المبكرة . و تناول الحامل للفيتامينات ضرورى خاصة فى الشهور الأولى بسبب أعراض الحمل مثل الوحم والقىء، والتى تجعلها لا تحصل على العناصر الغذائية من خلال الوجبات بالقدر المطلوب، وبالتالى فهى تحتاج لتعويض ذلك من خلال تعاطى الفيتامينات فى صورتها الدوائية، وهذا بالرجوع إلى الطبيب لأن الحامل تحتاج إلى فيتامين ب لتعويض النقص فى حمض الفوليك حتى لا تحدث تشوهات للجنين، وكذلك فيتامين ج، بالإضافة إلى بعض العناصر الغذائية مثل الحديد والزنك، ولكن إعطاء فيتامين أ ود يمكن أن يسببا تشوهات للجنين فى حالة تناولهما بجرعات كبيرة . وننصح كل حامل أن تبتعد عن استخدام أية دواء دون استشارة الطبيب، والاهتمام بالغذاء الصحى والمتنوع حرصاً على صحتها التى تنعكس على سلامة الجنين، حيث أكدت دراسة حديثة أجريت فى بريطانيا أن صحة الإنسان فى سن الستين أو السبعين تتأثر بمدى سلامته وهو جنين فى رحم أمه، فالأمهات اللاتى لم يتناولن غذاء صحى يتعرض أولادهن لأمراض خطيرة فى الكبر مثل أمراض القلب، والابتعاد عن التدخين فهو يقلل وزن المولود ويزيد نسبة الوفيات بين الأجنة، وتجنب الكحوليات لأنها تسبب تشوها فى جميع أعضاء الجنين . عزالدين الدنشارى - أستاذ الأدوية والسموم بجامعة القاهرة