2009-08-09 08:56:25
غزة -قنا: أظهرت دراسة حديثة أن 73 في المائة من أطفال فلسطين يعانون اضطرابات سلوكية ونفسية نتيجة للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ويحتاجون إلى ترفيه وتفريغ نفسي.
وأكد الدكتور أنور البنا رئيس جمعية الدعم النفسي الاجتماعي للشباب أن أكثر من 4000 مواطن يعانون من مشاكل سلوكية ونفسية.
وفى تقرير أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اتضح أن الأطفال الذين استشهدوا في الحرب على غزة بلغوا نحو
(330) طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
وأشار أخصائيون في العلاج النفسي أن الأطفال في قطاع غزة يعانون صنوف الآلام النفسية والعضوية جراء العدوان الاسرائيلي منها الصدمة النفسية والكوابيس الليلية والتبول اللا إرادي والفقر والأمراض المزمنة كضغط الدم والسكري ولين العظام.
ولفت التقرير إلى انتشار حالات التشرد ومساهمة الفقر والاضطرابات الاجتماعية في ذلك بشكل كبير إلى جانب شيوع عمالة الصغار في ظروف قاهرة ولا إنسانية ومخالفة للقوانين إلى حد أن تحول أطفال غزة من الدراسة إلى بائعة متجولين هنا وهناك، إضافة إلى كل تلك الظروف فإن العنف ضد الأطفال سجل ارتفاعاً ملحوظا حسب التقرير.
وكشفت نتائج أخرى في دراسة ميدانية أجرتها جمعية أرض الإنسان بمشاركة وتمويل منظمة الصحة العالمية عن أن 2ر31 في المائة من أطفال قطاع غزة يعانون الإصابة بمرض لين العظام نتيجة نقص فيتامين /د/ في الجسم.
من جهته أكد عايش سمور مدير مستشفى الأمراض النفسية في غزة أن 30 في المائة من الأطفال في القطاع يعانون مشكلة التبول اللاإرادي بسبب استحكام الخوف، مشيراً إلى مشاكل عصبية أخرى مثل قضم الأظافر والأحلام الليلية المخيفة وآلام جسيمة غير معروفة السبب والبكاء والانطواء.
وقال سمور إنه منذ مطلع العام الجاري زادت نسبة الأطفال الذين يترددون على المستشفى حيث يستقبل حالياً 33 طفلا شهرياً، مؤكداً أن هذا يمثل زيادة بنسبة 30 في المائة عما كانت عليه الأمور العام الماضي.
واشار إلى أن 47 بالمائة من الأطفال أصبحوا مصابين بصدمات نفسية دون أن تعي أسرهم ذلك، وقال "أطفال غزة ليسوا مثل الأطفال الذين يعيشون حياة طبيعية، فهم يعيشون في ظل معاناة نفسية صعبة من جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي مما يؤثر سلباً على حياتهم وصحتهم النفسية وقدرتهم على التأقلم مع الحياة".
وحسب دراسة أجراها برنامج غزة للصحة النفسية تبين أن كل طفل فلسطيني تعرض لأكثر من تسعة أحداث صادمة.
وأشارت الدراسة إلى أن 60 في المائة من الأطفال تعرضوا لصدمة نفسية متوسطة و 7ر6 في المائة تعرضوا لصدمة نفسية بسيطة، في حين أن 3ر33 في المائة من الأطفال تعرضوا لصدمة نفسية شديدة.
كما ذكرت الدراسة أن نسبة 6ر15 في المائة يعانون بدرجة خفيفة من أزمة ما بعد الصدمة في حين أن 2ر62 في المائة يعانون بدرجة متوسطة، بينما يعانى 20 في المائة بدرجة شديدة، كما أظهرت الدراسة وجود علاقة طردية بين تعرض الأطفال للأحداث الصادمة ودرجة الاضطرابات النفسية الناتجة عن ذلك.
ويقول إياد السراج مدير برنامج غزة للصحة النفسية إن الطفل الفلسطيني فقد أهم ركن في حياته وهو الشعور بالأمان بسبب الغارات والقصف والدمار، وكشف عن أن 15 في المائة من أطفال غزة يعانون خللاً في القدرات العقلية سببه سوء التغذية.
وأضاف إن الكبت والعنف المتراكم داخل الطفل الفلسطيني أثرا على قواه العقلية وإبداعه وجعلاه يلجأ إلى طرق وأفعال متطرفة يعكس من خلالها ما في داخله من ألم وإحباط.
وحذر مدير المركز الفلسطيني للديمقراطية في مدينة نابلس أحمد عايش من ارتفاع وتيرة العنف الموجه ضد الأطفال في المجتمع الفلسطيني.
وكشف عايش عن نتائج دراسة أجراها المركز مؤخرا، حيث أظهرت الدراسة أن نسبة 91 في المائة من عينة الدراسة قالوا إنهم يعتقدون بأن العنف ضد الأطفال بات ظاهرة خطيرة تحتاج إلى علاج، فيما رأى 85 في المائة أن هناك ارتباطاً بين العنف وتردي الأوضاع الاقتصادية للأسرة وازداد العنف الموجه ضد الأطفال، وأن 82 في المائة يعتقدون بان العنف ضد الأطفال أخذ في الازدياد نتيجة غياب القانون والسلطة الرادعة فيما رأى نحو 80 في المائة أن نشر ثقافة حقوق الطفل والثقافة القانونية من شأنه المساهمة في حماية الطفل من العنف.
وأشار الاستطلاع إلى أن 79 في المائة رأوا أن العنف ضد الأطفال مرتبط بحالة الإحباط واليأس السياسي التي يعيشها.