2011-01-12 02:48:39
الشارقة – الطبيب
أعلن الدكتور عبد الله عبدالعزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجية أن فريقا بحثيا عربيا ترعاه المؤسسة وتموله نجح في تحقيق سبق علمي عالمي فشلت فيه كثير من الفرق البحثية العلمية العالمية يتعلق بالتوصل إلى علاج لمرض السرطان من خلال استخدام الجهاز المناعي للجمال.
وقال النجار خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته المؤسسة اليوم ان فريق العمل بدأ في هذا البحث منذ عام 2008 وتوصل بعد مرور 3 سنوات إلى نتائج مبهرة لم تحدث على المستوى العالمي ..مشيرا الى أنه تم التأكد من نتائج البحث وفق الإجراءات العلمية بعد اختبار الدواء المستخلص من بول وحليب الإبل على فئران التجارب المختبرية ولم يتبق إلا اختبار العلاج الجديد المستمد من الجهاز المناعي للجمال على الإنسان. وأوضح بأن الاختبارات المعملية على النوق بدأت في جامعة الشارقة واستكملت في معهد السرطان في بغداد.. مشيرا الى ان العلاج الجديد تم تسجيله عالميا في فبراير الماضي بمكتب براءات الاختراع البريطاني. وأشار الدكتور عبدالله عبدالعزيز النجار إلى تخوف الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان من أن يرتفع عدد المصابين بالمرض في العالم وفق دراسات الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان إلى 16مليون مصابا بحلول عام 2020 ..وقال ان أكثر من نصف هذه الحالات ناشئة في الدول النامية حيث يقتل السرطان 6 ملايين نسمة سنويا في العالم ..مشيرا الى ان السرطان يعد ثاني سبب للوفيات في الدول المتقدمة ويأتي بعد أمراض القلب والأمراض المعدية والطفيلية في المنطقة العربية حيث بلغت الإصابة به معدلات مخيفة وصلت الى ما بين 100 إلى 150 حالة كل 100 ألف نسمة بمعدل زيادة للإصابة بالمرض بلغت 213 في المائة سنويا حسب دراسات الرابطة العربية لمكافحة السرطان. وأضاف رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجية بان هذا الاكتشاف الرائد وجهت إليه تمويلات كبيرة أسس لها برنامج عبداللطيف جميل لدعم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي في العالم العربي وإنطلقت بها الشركة العربية للتقنية الحيوية "اى بي سي" وهي شركة عربية متخصصة في البحث والتطوير ويتولى فريقها البحثي القيام بهذا العمل العلمي الرائد. من جانبه قال الدكتور صباح جاسم رئيس الفريق البحثي بالشركة العربية للتقنية الحيوية " اى بي سي " إن الفريق البحثي بدأ العمل عام 2008 على مجموعة من الجمال "النوق" خاصة أن الجهاز المناعي للإبل يعد من أقوى الأجهزة المناعية ومن ثم البدء في سحب عينات من الحليب والبول حيث وجد الفريق أن الجهاز المناعي للجمل متجدد رغم أنه كل مرة يتم سحب عينة من الحليب أو البول يستخلص معها جزء من جهازه المناعي . وأضاف بانه بعيدا عن الإضافات الكيميائية أو تغير الصفات الحيوانية للجمال قام الفريق بإعادة برمجة الجهاز المناعي للنوق من خلال نظام غذائي محدد ومادة معينة لا تؤثر على طبيعة الجمل أو بيئته أو طبيعة المردود المستخلص منه وكانت النتائج الأولية مبهرة. وأوضح بأن المادة المبرمجة طبيعيا والمستخلصة من بول وحليب الإبل تعالج سرطان اللوكيميا "الدم" وهي قابلة للتطوير لتعالج أنواعا مختلفة من سرطان الرئة والكبد والثديين وغيرها خاصة أن الحقيقة العلمية تؤكد أن الجهاز المناعي للإبل من أقوى الأجهزة المناعية. وشدد الدكتور صباح جاسم على أن التجارب التي أجريت على الفئران المعملية أثبتت نجاحها بنسبة 100 في المائة وتمثلت هذه التجارب في قيام الفريق البحثي بحقن الفئران بخلايا سرطانية إنسانية مما أدى إلى ظهور أعراض مرض السرطان عليها خلال فترة تراوحت ما بين 4 الى 6 أسابيع . وقال انه تم تقسيم هذه الفئران إلى مجموعات نقلت إلي احداها الخلايا السرطانية ولم تعالج بالمادة المطورة من حليب الإبل فماتت فيما نقلت لمجموعة اخرى الخلايا السرطانية الإنسانية وعولجت بمادة عامة حيث امتد عمرها لبعض الوقت لكنها ماتت هي الأخرى .. أما المجموعة الأخيرة والتي نقلت إليها الخلايا السرطانية الإنسانية وتم حقنها بالمادة العلاجية المطورة فقد شفيت تماما بعد حقنها لمدة يومين متتاليين فقط وفق جرعة محددة. واضاف الدكتور صباح جاسم بانه على الرغم من مرور 6 شهور كاملة لا تزال هذه الفئران على قيد الحياة وسلوكياتها عادية تماما شأن الفئران السليمة .. كما وجد الفريق أن هذه المادة المطورة تحمل خلايا ذكية قادرة على مهاجمة المادة السمية في الخلايا السرطانية دون أن يكون لها أي مضاعفات أو آثار جانبية. وشدد على أن المادة العلاجية المستخلصة من بول الإبل تقود إلى نفس النتائج المبهرة التي ترتبها المادة المستخلصة من الحليب ولم يتبق إلا تطبيق العلاج على مجموعة من البشر المرضي بعد الحصول على الموافقات الحكومية والإدارية وتوفير التمويل اللازمة للمرحلة النهائية. من جهته أوضح الدكتور أحمد الألوسي مدير برنامج المنح البحثية بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بأن المؤسسة قدمت تمويلا أساسيا للمشروع من خلال منحة عبد اللطيف جميل وسبق إعتماده بواسطة لجان علمية عالمية قامت بتحكيم المشروع والتأكد من التزامه بالمعايير الدولية وأخلاقيات البحث والتطوير المعتمدة عالميا خاصة أن المؤسسة معنية بدعم المجتمع العلمي العربي والعقول العربية والانتقال بها نحو عالمية المعرفة مع توفير المناخ المحفز لها حتى لا تترك مجتمعاتنا العربية وتهاجر للغرب وهذا يكبد الدول العربية خسائر قدرت بنحو 200 مليار دولار. وأضاف بأن المؤسسة دعمت هذا الفريق البحثي ماليا وفنيا ..موضحا بأن هناك أكثر من 27 ألف إصابة سنويا ونحو 70 إصابة يوميا بالمرض وان 15 في المائة من مرضى السرطان هم من الأطفال دون الخامسة عشرة حسب الإحصاءات العالمية. وقال المواطن سعيد مطر عبيد بن دلموك الكتبي الذي قدم مجموعة من النوق في مزرعته بالإمارات في منطقة وشاح بالذيد في الشارقة إن الفريق البحثي التابع للمؤسسة العربية أولى عناية كبيرة بمجموعة الجمال التي خضعت للاختبار حيث خصصت المؤسسة طبيبا بيطريا لمتابعة التغيرات الناتجة عن النظام الغذائي الجديد الذي تم اتباعه دون أن يخفي قلقه في بداية التجربة إلا أن الاهتمام الطبي برعاية النوق وصحتها أدى لعدم حدوث أى تغيرات سلبية علي الجمال. وأكد أنه وافق على أجراء التجارب على عدد من النوق بمزرعته لأن مكانة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عربيا وإماراتيا وجدية الفريق البحثي جعلته يؤمن بمصداقية المشروع وضرورته دون فرض أي ضمانات وترك للفريق البحثي حرية التنقل في المؤسسة . واشار إلى أن الجمال تمثل قيمة ومكانة عالية لدى العرب والإماراتيين لكونها تمثل جزءا أصيلا من الحياة اليومية في المأكل والمشرب والمعاملات التجارية وهناك جمال يزيد سعر الناقة الواحدة فيها على 6 ملايين درهم .. مؤكدا أن كل المواد التي استخدمت في تغذية النوق التي خضعت للتجربة كانت طبيعية. وأعرب في النهاية عن فخره بإبله ومزرعته التي شاركت في هذا البحث العلمي والذي سيحدث ثورة عالمية سيتحدث عنها العالم. وحول أهم الصعوبات التي واجهت هذا المشروع الخلاق أكد الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار أن البحث العلمي العربي بصفة عامة يواجه صعوبات معقدة في توفير التمويل اللازم .. داعيا إلى تأسيس صندوق عربي لدعم علاج مرض السرطان في الدول العربية تدعمه المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال وكل المهتمين باسترجاع عصر النهضة العربية حيث كان العرب قادرين على إنتاج المعرفة وتقديم ابتكارات لم يتمكن الغرب بكل موارده التمويله والتقنية الضخمة من الوصول إليها. وأوضح رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن هذا الصندوق الخاص بدعم علاج السرطان يمكن أن يتم تحت مظلة برنامج الوقف العلمي والتكنولوجي الذي تديره المؤسسة والذي حصل على فتاوى وتوصيات شرعية تجيز التبرع له من خلال أموال الصدقة والزكاه لعلماء شرعيين أجلاء من بينهم فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ الدكتور على جمعه مفتي الديار المصرية والشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مجموعة مؤسسات الإسلام اليوم وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور خالد المذكور رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التابعة للديوان الأميري في الكويت والشيخ الدكتور عجيل جاسم النشمي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت سابقاً والشيخ الدكتور أحمد الكبيسي رئيس جمعية العلماء بالعراق وعضو المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً والدكتور عيسى زكي عيسى عضو هيئة الإفتاء بوزارة الأوقاف ورئيس الهيئة الشرعية لبيت الزكاة بالكويت والشيخ الدكتور علي محي الدين القرة داغي الأستاذ بجامعة قطر ورئيس جامعة التنمية البشرية والخبير بالمجامع الفقهية الدولية وعضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.