2009-11-11 02:53:07
أكدت دراسات حديثة أن احتساء الشاى بشكل دوري يعود بفوائد جمة على الصحة، وبالأخص لمرضى السرطان والقلب، الأمر الذي يجعل منه مشروب ذو تأثير سحري على الصحة
ويحتل الشاي بانواعه المختلفة أهمية كبرى في الدول العربية والعديد من دول العالم فهو المشروب الثاني بعد المياه ويعد ركنا رئيسيا في بعض الثقافات الشعبية
وقد ارتبط الشاي منذ القدم بالثقافة الأرستقراطية البريطانية التي خصصت له فقرة هامة في الساعة الخامسة مساءا للاستمتاع بمذاقه بمصاحبة "الكيك" الانجليزي الشهير، إلا أن التاريخ يؤكد أن الشاي يرتبط بموروثات شعبية أقدم من تلك الثقافة التي نسبتها بريطانيا لنفسها بعد أن سيطرت على تجارة هذا النوع من النبات خلال استعمارها للعديد من الدول الأسيوية. وسعى العلماء والباحثون عبر العصور للتعرف على فوائد مشروب الشاي الذي لا تخلو منه وجبات الطعام في معظم دول العالم، ومن الثابت علميا منذ وقت ليس بالقليل أن قدرة الشاي على مقاومة تجلط الدم تساعد في مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن دراسات حديثة أثبتت أن تلك الفوائد قد تفقد فعالياتها إذا تم احتساء الشاي ممزوجا بالحليب، وذلك على العكس من الاعتقاد السائد بأن هذا المزج يؤدي إلى تجنب أضرار الشاي نفسه. وفي محاولة للتأكد من تأثير مزج الحليب باللبن، قام الباحثون بمستشفى "شاريتيه" بكلية الطب في برلين بدراسة آثار تناول الشاي على 16 سيدة وصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث، ويتمتعن بصحة جيدة. وخلال تلك الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة "يوروبيان هارت جورنال" العلمية، تم تقسيم النساء المشاركات بحيث احتست بعضهن نصف لتر من الشاي الأسود، وتناول بعض آخر الشاي ممتزجا بنسبة 10% من اللبن منزوع الدسم، في حين تناولت مجموعة ثالثة الماء المغلي بديلا عن الشاي. وقام الباحثون بقياس درجة تمدد الغشاء المبطن لجدران الأوعية الدموية "إندوثيليوم" في كل حالة، والتي يتحدد درجة تمدد قطرها وفقا لمقدار تدفق الدم، وتستطيع الأوعية الدموية في أوردة الأشخاص الأصحاء الارتخاء والتمدد في حالة زيادة تدفق الدم. ولاحظ العلماء أن احتساء الشاي الأسود "يزيد بشكل ملحوظ" من تمدد الإندوثيليوم المقاس بتدفق الدم، "في حين أن تناوله ممزوجا بالحليب، يحد بشكل كامل من هذا التمدد"، وتوصلوا إلى أن الحليب "يحول دون فوائد الشاي الإيجابية على الأوعية الدموية". ويرى العلماء أن هذه الظاهرة تعود إلى مادة "الكازين"، وهي المكون الأساسي لبروتينات الألبان، والتي يمكن ان تتسبب في خفض تركيز مركبات "الكاتشين" في الشاي، التي يعتقد انها تسهم في حماية الدورة الدموية للإنسان. واستكمالا لفوائده الغنية للصحة، كشف مقال طبي نشرعلى أحد المواقع الالكترونية حول دراسة أجريت في الصين، أن احتساء قدح من الشاي يوميا على الأقل قد يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان المرارة بنسبة 40%. وشملت الدراسة التي أجراها فريق من باحثي المعهد الوطني لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة في مدينة شنغهاي، 627 شخصا مصابا بسرطان القنوات المرارية، وألف و37 مصابا بالحصوات المرارية، و959 من الأصحاء، الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي. وقد وقع الاختيار على مدينة شنغهاي الصينية بالتحديد نظرا لأنها شهدت في الأعوام الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد المصابين بهذا النوع من السرطان. ولاحظ الباحثون أن النساء اللاتي يتناولن الشاي بشكل دوري تقل لديهن احتمالات الإصابة بكل من سرطان المرارة "بنسبة 40%" وسرطان القنوات المرارية "35%" والحصوات المرارية "27%"، بينما لم يلاحظ في الرجال صلة هامة بين تناول الشاي والإصابة بهذه الأمراض. ويعتقد الباحثون أن النتائج السلبية للأبحاث على الرجال قد تكون تأثرت بارتفاع معدل المدخنين بين الذكور الذين خضعوا للاختبارات. ولم تتضح بعد الآلية التي تجعل الشاي يعود بهذه الفوائد المتعددة على الصحة، ولكن العلماء يعتقدون أنها ترجع لمجموعة مركبات في الشاي تسمى "بوليفينول"، لها خواص مضادة للالتهاب والأكسدة، وعلى الأخص مادة "غالات الابيجالوكاتيشين، أو EGCG" المستخرجة من نباتات الشاي. ويرى العلماء أن تلك المادة تؤثر إيجابيا على عملية تكون هرمون الاستروجين وبعض العمليات الهرمونية الأخرى، مما قد يفسر اختلافات التأثير من تناول الشاي بين الرجال والنساء