2009-11-09 03:16:29
برلين : تزدهر عمليات تجميل الجسد البشري المعروفة بتعديل الجسم في ألمانيا هذه الأيام. وتتزايد في بعض قطاعات المجتمع عمليات وضع الأنابيب المجوفة وتسمى الانفاق الجسدية في شحمات الأذن أو القطع المتعمد لإحداث ندوب في الجلد.
وهذه الممارسات التى يدخل فيه المرء تعديلات على جسده هي أمر يفوق تلك الأشكال التقليدية المعروفة منذ قديم الأزل من إحداث ثقوب فى مواضع معينة من الجسم أو رسم وشم على الجلد.
و ما يعرف بالنفق أو الثقوب الكبيرة فى الجسد هي أنبوب كبير مجوف يستخدم لتوسيع فتحة في جلد مرتديها وهي تقليد يرجع لزمن بعيد . فالعديد من قبائل أمريكا الجنوبية وأفريقيا تستخدم الانفاق الجسدية كرمز على المكانة مثل الشرائح المعدنية التى تعلق فى الشفاه . غير أن إدخال تعديلات على جلد جسم المرء يلقى رواجا الآن فى الغرب.
فحتى فترة الثمانينيات من القرن الماضي كان ثقب الجلد يعتبروه الكثيرون عملا استفزازيا . ولكن وبحلول التسعينيات أصبح شائعا أن ترى حواجب مثقوبة ووضع أقراط حتى في اللسان. وعلى الساحة الفنية أصبح وشم أسفل الظهر مشهورا للغاية إلى حد أنه أحيانا يثير بوصفه " أختام للدعارة". وفي الوقت نفسه أصبح الوشم وثقب الجسم مقبولا بشكل عام في دول عديدة.
ويقول ديرك هوكلر "إن انفاق الجسد تلفت الإنتباه بشكل حقيقي". ويمتلك هذا الشخص البالغ 33 عاما أستوديو لتعديل الجسم في برلين الشرقية أسمه "الصلب العاري" أو "نيكد ستيل".
ويقول إن كثيرين يرغبون في عمل نفق غائر في شحمة الأذن وهناك القليل منهم يرغب ذلك في الأعضاء التناسلية. ويقول هوكلرالذي يوجد ثقبان بقطر واحد سنتيمتر في كلا أذنيه " أنتشر هذا الأمر في السنوات الخمس الأخيرة".
ويحتاج الأمر إلى الصبر على تمدد جلد الجسم. وعادة يستغرق الأمر أربعة أسابيع قبل إمكانية تمديد الجلد مليمترا واحدا. وتستخدم كماشات توسيع لدفع الجلد بعيدا عن بعضه وتركيب قرط جديد. وبعد ملليمترات قليلة يمكن عمل نفق يتخذ شكل قرط من العظم أو الصلب الذى لا يصدأ .
ويمكن للفتحات التي يصل قطرها إلى سنتيمتر واحد أن تقفل من نفسها بمرور الوقت ولكن هذا لم يعد ممكنا مع الفتحات الأكبر .
ويقول بيتر الذي أحدث فتحة كبيرة فى إحدي إذنيه "أنني أرغب في فتحة قطرها 16 ملليمترا في أذني لأني أعتقد أنها ستبدو أفضل". وكان قد عمل ثقبا في شحمة أذنه اليسرى في أستديو بهامبورج. وفي تلك اللحظة كان قطر الفتحة 10 ملليمترات. ويقول الشاب البالغ 36 عاما إنها غير مؤذية بالمرة.
ويقول توتو يراتش صاحب استوديو للوشم وأحداث الثقوب " يعتقد البعض أن هذا الأمر يبدو مثيرا ." ويتعجب يراتش في بعض الأحيان من سذاجة بعض زبائنه مشيرا إلى أنهم " يشكون إذا عرفوا فى المتجر إن الحليب قد تخطى موعد صلاحيته ولا يشعرون بأى قلق حيال الوضع الصحى لاستوديو إحداث الثقوب والوشم ."
ويشير إلى أن هناك 7 آلاف أستوديو خاص بأحداث تلك الثقوب في ألمانيا وهي لا تخضع لأي لوائح ولا يتحلي العديد ممن يمارسون هذا النشاط بالمسئولية .
والأطباء وعلماء النفس لهم مخاوفهم. فأطباء الأمراض الجلدية مثل توماس ديرشكا لا يعتقد كثيرا في هذا الإتجاه الخاص بتمديد الجلد. ويقول "جلد الجسم مثل الشنطة البلاستيكية.في البداية تكون ناعمة جدا ولكن بمجرد شدها لا تعود إلى شكلها الأصلي". وأشار ديرشكا إلى أنه يدمر أيضا الكولاجين الموجود في خلايا الجلد.
ويقول طبيب علم النفس والمؤلف إريك كاستين "شق الجلد والثقوب هي إتجاهات جاءت إلى أوروبا متأخرة سنوات من أمريكا". ويعتقد أن الكثيرين ممن يختارون تعديل اجسادهم سوف يدفعون أي ثمن لكي يبدون غريبى الأطوار ويتعمدون البحث عن تجربة مؤلمة.
غير أن هوكلر يعتقد أن التفسير " بسيط للغاية " و لا يعتبر نفسه شخص يتطلع إلى تجربة مؤلمة . ويعتقد إن هناك العديد من الأسباب التى تفسر لماذا يقدم البعض على تعديل اجسادهم .
ويقول إن هؤلاء الذين كانوا مراهقين فى التسعينيات من القرن الماضي يرغبون الآن فى شىء يتناسب مع ما يشغلونه من مناصب حاليا . وأن ثقب بسيط مثل قرط فى آرنبة الأنف يمكن ببساطة إزالته دون أن يترك أ ى أثر واضح .
د.ب.ا