الحقن بالبوتوكس سلاحك للتخلص من تجاعيد الوجه ولكن ..
2009-12-30 04:30:42
برلين: لم تكن القروية المنحدرة من المناطق الريفية المحيطة بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا ترغب في استعادة نضارة شبابها حينما ذهبت إلى تاتيانا بافيتشيك، مديرة قسم جراحات الجلد التجميلية بجامعة ميونيخ لتجري جراحة تجميلية صغيرة، فكل ما كانت تصبو إليه هو التخلص من التجاعيد بين حاجبيها والتي كانت
تجعلها تبدو متجهمة دائماً. وتشير تاتيانا إلى أن الزبائن الذين يترددون على عيادتها للتخلص من بعض العيوب الشكلية سواء بالحقن أو بالليزر يتنوعون تنوعاً لا يمكن تخيله، فهناك القروية والطالبة وموظفة الخزينة. وتؤكد الطبيبة الألمانية أن السر في هذه الحيل السحرية يكمن في شعار «القليل منها كثير».
وتتمثل أولى النصائح التي تسديها تاتيانا في الابتعاد عن «الغرسات المستديمة»، مشيرة إلى أن جميع التدخلات الجراحية من شد الوجه وتثبيت «مواد الحشو» غير القابلة للتحلل كالألياف الصناعية أو الكريات متناهية الصغر تقوم على فكرة «الغرسات المستديمة». وإذا ظهرت لهذه الغرسات المستديمة آثار جانبية، فسيكون الأمر خطيراً جداً. فمن قامت على سبيل المثال بتركيب ألياف تخليقية عبر شفاهها النحيفة، فلن تتمكن من إزالتها ثانية وقد تعاني بشكل مستمر من عقد صغيرة أو خطوط ظاهرة أسفل الجلد، ما لم تخضع لجراحة تجميلية تالية.
ويعتقد إنغو شوغت من رابطة أطباء الجلدية الألمان بالعاصمة برلين أن جراحات الحد الأدنى تكفي تماماً للتخلص من تجاعيد الوجه. ويُعد العلاج بحقن البوتوكس من أشهر أمثلة هذه النوعية من الجراحات.
ويشير شوغت إلى أن البوتوكس، المشتق من كلمتي بوتيلينيوم وتوكسين، هو المادة الأكثر استخداماً على مستوى العالم في جراحات إزالة تجاعيد الوجه. ويدحض شوغت التحذيرات التي تعتبر بروتين البوتوكس بمثابة سم للأعصاب بقوله :«هو سم شأنه في ذلك شأن الكحول والأسبرين». ويعدد شوغت فوائد البوتوكس ويقول إنه يساعد على شد عضلات الوجه ويحول دون تكون تجاعيد البشرة، كما أنه يستخدم لعلاج الصداع التوتري وفرط إفرازات العرق.
ويمثل الثلث العلوي من الوجه نطاق فعالية البوتوكس، حيث يستخدم في إزالة التجاعيد حول العينين وتجاعيد مفرق الحاجبين التي تسمى بخطوط الغضب وتجاعيد الجبهة الأفقية أو التجاعيد المعروفة باسم « Bunny lines » وهي عبارة عن تجاعيد قصيرة مائلة تتكون على ظهر الأنف عندما يلوي المرء أنفه.
وأوضح شوغت أن كل هذه الثنيات ليست مؤشرات على الشيخوخة، وإنما هي ثنيات تستخدم في الإيماء والتعبير بالوجه. وتجدر الإشارة إلى أن مفعول البوتوكس يمتد من أربعة إلى ستة أشهر، وذلك تبعا للتمثيل الغذائي. وبعد ذلك يخضع المريض للحقن مجدداً أو لا يخضع. وهنا تقول تاتيانا :«التعبير بالوجه هو مجرد عادة». وتقص طبيبة الأمراض الجلدية حكاية مريضة لديها استطاعت خلال أشهر العلاج بالبوتوكس والتي يتم فيها شل عضلات الوجه أن تتخلى بكل سهولة عن عادة قطب الجبين التي تعزز من فرص تكون تجاعيد الوجه.
ونفى كلا الخبيرين وجود مخاطر ناتجة عن الحقن بالبوتوكس، شريطة أن يتم ذلك على يد متخصص محترف. كما نفي شوغت وجود حساسية. غير أن تاتيانا تعود وتؤكد أن الجرعة الزائدة يترتب عليها تجمد الوجه « frozen face »، حينئذ يصبح المريض غير قادر على الإيماء والتعبير بوجهه. وفي حالة الحقن بالبوتوكس بشكل متكرر، يمكن أن تتكون أجسام مضادة داخل الجسم ومن ثم تنشأ مناعة ضد المادة الفعالة.
وبخلاف الحشوات القابلة للتحلل مثل مادة الهيالورون أو حمض اللاكتيك يجب ألا يتم حقن البوتوكس إلا بمعرفة الطبيب المتخصص، وليس أخصائية التجميل أو الممرضة. أما من تسمح لصديقتها المقربة بأن تحقنها بالبوتوكس، فلا تلوم إلا نفسها، إذ قد تترتب على نقص الوعي الصحي أو الحقن في مكان خاطىء أو الخوف من الإبر عواقب وخيمة طويلة الأمد.
ويؤكد أولريش هاير من المعهد الاتحادي للعقاقير والمنتجات الطبية بمدينة بون غربي ألمانيا، أنه لم يتم حتى الآن الإبلاغ عن الآثار الجانبية الوخيمة التي قد تصل إلى حد الوفاة لمادة البوتوكس في مجال التجميل والتي يروج لها البعض من حين إلى آخر. غير أنه يعود ويؤكد على أنه لا بأس من أن يتحلى المرء بقدر من الحيطة والحذر عند التعامل مع هذه المادة.
د. ب. أ.