بالنسبة اليهم بمنزلة هاجس يؤرق مضاجعهم، رغم ما أنجزوه من إنقاص كيلوغرامات كثيرة من أوزانهم!
من البداية، ليس كل شيء سهل المنال، كما تتوقعين، فالحل لن يكون في وصفة سحرية تتناولينها ثم تنامين وتستيقظين وقد حققت حلمك، لكنه مع ذلك ليس بمعجزة، وإرادتك هي التي تجعله في متناول يديك.
قد ينطوي الحل على مجرد تكريس 25 دقيقة يوميا لممارسة تمارين بسيطة في البيت بمساعدة الدراجات الثابتة، وقد يكفيك اتباع نظام غذائي خاص، لتري بعينيك هذه الدهون والانتفاخات في البطن وعلى الخاصرة وفي الأفخاذ السمينة بدأت تتلاشى، ليتخذ جسمك مظهرا متناسقا إلى حد كبير.
العوامل والأسباب
هناك معطيات كثيرة يمكن اتهامها بالتسبب في عدم نقصان الوزن من تلك المناطق، مثل وجود خلل في هرمونات الأنوثة أو شكل الجسم، مما يؤثر في رشاقته، وكذلك النمط المعيشي والغذائي السيئ، والركون إلى الراحة وعدم الحركة، ووجود مقاومة من قبل الجسم لأي محاولة تخسيس، رغم كل ما يبذل من تمرينات رياضية قاسية، مما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى اليأس والاستسلام.
ومن الأسباب أيضا، تأثير فترة الحمل والولادة، التي غالبا ما تخلف الترهلات في أسفل البطن. وقد يكون العامل الوراثي سببا كبيرا، فمن المعروف أن جسم السيدة الشرقية يميل إلى تكديس الدهون في بعض المناطق.
وقد يعود السبب إلى وجود خلل أو خمول في الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى ضعف عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية، فتبدأ بالتراكم في صورة دهون في مناطق معينة من الجسم، علاوة على أن هرمون الأستروجين يعتبر المسؤول عن تنظيم عملية تخزين الدهون في مناطق محددة من جسم المرأة، مثل الذراعين والفخذين وحول محيط الخصر.
الحلول في متناول يديك
من المؤكد أنك تريدين الحل المثالي والصحيح، وأنا معك في هذا الأمر، فهناك وسائل علاجية ووقائية وإجراءات كثيرة تتفاوت درجاتها، لكن تنبهي إلى أن لكل جسم طبيعته التي تحدد الوسيلة العلاجية المناسبة له. فهناك أجسام لا تحتاج إلى أكثر من تنظيم عملية تناول الطعام، وبعضها يحتاج إلى ممارسة بعض أنواع الرياضة مع النظام الغذائي، وفي المقابل هناك من تحتاج إلى اللجوء للعلاجات اللا جراحية التي أثبتت جدواها في حل هذه المشكلة، من دون اللجوء إلى مبضع الجراح أو إجراء عمليات شفط الدهون من المناطق صعبة التخسيس.
تحركي أولا!
ممارسة التمارين الرياضية، كالمشي السريع والهرولة في البيت، والمشي في الجو الطلق، وركوب الدراجة الثابتة، والسباحة، وتمارين الأيروبكس والقيام بالحركات التي تعمل على شد المعدة وتقوية عضلات الذراعين، وصعود ونزول السلم لمدة 10 دقائق مرتين يوميا، أمور قد تشعرك بالملل والتعب في بداية الأمر، لكن بعد مرور شهر على ممارستها ستصبح عادة متأصلة في نفسك، وستحصدين ثمارها في التخلص من الترهلات والانتفاخات في بعض المناطق من جسمك. فهذه التمارين تمثل أهمية كبيرة ليس فقط للحفاظ على الوزن وشد العضلات فقط، بل أيضاً للحفاظ على صحة وحيوية وكفاءة أجهزة الجسم المختلفة مثل القلب والدورة الدموية.
تناولي الغذاء المناسب
اتباع النظام الغذائي المناسب لحالتك لن يغير في نمطك العادي كثيرا، ما عليك فعله هو أن تتناولي المزيد من حصص الخضار والفواكه، وشرب المزيد من الماء الصافي، بحيث لا يقل عن 8 أكواب يوميا لتتخلصي من سموم الجسم، وهذا كله سيجعل من رحلتك في تخسيس المناطق الصعبة من جسمك أمرا محسوما إذا حافظت عليه.
الميزوثيرابي والإكسنت
بعض العلاجات السريعة قد تكون ضرورية بالنسبة اليك، فالعلم الحديث وما أفرزه من تقنيات تكنولوجية لم يترك هذه المشكلة. ففي السابق كانت حالة الترهلات الشديدة في البطن لا يتم التخلص منها إلا بإجراء عمليات شد، كما أن عدم التمكن من إنقاص الوزن في منطقة الفخذين كان يستدعي إجراء بعض الجراحات لتصحيح الجلد الفضفاض وشده وشفط رواسب الدهون التي تتراكم بعد عمليات إنقاص الوزن.
لكن شد البطن والمعدة، وتصحيح مظهر الوركين والأرداف وما تحت الثديين، بات في متناول اليد من غير اللجوء إلى مبضع الجراحين، حيث يمكنك العلاج عن طريق بعض الأجهزة التكنولوجية الخاصة، مثل جهاز «إكسنت»، الذي يعمل من خلال تقنية الذبذبات الصوتية على تفتيت الكولاجين وتحفيز الخلايا المنتجة له على سرعة الإفراز من جديد وبكميات كبيرة، مما يعمل على شد ونحت الجسم وتنسيق القوام وتخسيس المناطق التي لا تتجاوب مع أنظمة إنقاص الوزن. ويستخدم هذا الجهاز مع بعض المواد الطبيعية والغذائية للبشرة والجسم معا.
ومن الطفرات الجديدة أيضا، جهاز ليزر «آيبو» الذي يمكن أن يخلصك من مشكلة بعض المناطق التي يصعب تخسيسها بأنظمة الريجيم، فهذا الجهاز الخاص يقوم بإذابة الشحم والدهون من خلال إخراجها عن طريق الغدد الليمفاوية، وذلك باستخدام ما يشبه المجسات التي تعمل على توجيه الشحوم المذابة إلى ناحية الغدد لتخرجها من الجسم
ومن التقنيات الأخرى، تقنية الميزوثيرابي التي تعتبر من أحدث ما توصل إليه العلم في علاج السمنة الموضعية، وهي تقنية آمنة ذات مكونات طبيعية لا تدخل فيها أي مواد كيمياوية ضارة، وليس لها أي آثار جانبية، لكن شرط استخدامها كعلاج من قبل المتخصصين فيها، حيث إن لها جرعات تتحدد وفق كل حالة.
نصائح مهمة
• لا تتهوري وتحاولي التخلص من وزنك الزائد بسرعة كبيرة وبطريقة قاسية، لأن ذلك قد يسهم في عدم تجاوب جسمك مع أي عملية إنقاص وزن مستقبلا وثباته عند حد معين.
• لا تنجرفي وراء عقاقير التخسيس وشد البطن والفخذين والوركين، التي تروج لها بعض الشركات في الجرائد الإعلانية، فهذه العقاقير ليست حلا سحريا، إنما أدوات لابتزاز المال.
• اجعلي الصحة والرشاقة شعار نظامك الغذائي، وأنا لا أقول لك كوني نباتية، لكن تناولي وجباتك بصورة طبيعية مع تجنب الدهون والمأكولات المقلية والوجبات السريعة والنشويات والكربوهيدرات، خصوصا عند العشاء. أكثري من الخضار والفواكه الطازجة، وقللي وجبة الطعام التي تتناولينها، حتى يصبح ذلك جزءا من عادتك اليومية، وامضغي الطعام جيدا قبل بلعه.
• احصلي على كميات كافية من النوم العميق، لأن ذلك سيساعد على حرق السعرات الحرارية بطريقة سلسة.
• احرصي على عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة، ولتكن الفترة بين النوم وتناول الطعام لا تقل عن 4 ساعات.
دكتور أيمن عبد الله
أخصائي العلاج الطبيعي والسمنة والنحافة