أبوظبي – ليلى درويش: تفاجئنا الدراسات والنظريات الحديثة بين الحين والآخر باكتشافات مفيدة لعلاج الكثير من الأمراض وأحدثها العلاج بالتنويم المغناطيسي.
وتعد الدكتورة مليكة حداد طبيبة الأسنان واحدة من أشهر الأطباء في العالم التي تعالج مرضاها بهذه الطريقة "الطبيب" التقت مع الدكتورة مليكة عقب عودتها أبوظبي قادمة من كندا في حوار هادئ عن كيفية العلاج بالتنويم المغناطيسي ومدى إقبال المرضى عليه وما هي الأمراض التي يعالجها وكيفية استخدامه عوضاً عن المخدر في العمليات الجراحية أسئلة كثيرة طرحناها تجدون إجاباتها في السطور التالية من هذا الحوار..
* في البداية من هي مليكة حداد في سطور؟ -** اسمي مليكة حداد طبيبة أسنان جزائرية الأصل أعمل في الإمارات بمدينة أبوظبي منذ 9791 مع زوجي طبيب الأسنان ايضا د· جابي حداد في عياداتنا الخاصة "حداد للأسنان"·· أعشق أبوظبي وبحرها وشمسها وهواءها وهذا ما جعلني استقر هنا ومن الحين إلى الآخر اذهب الى أولادي في كندا حيث يدرسون هناك .
* كيف تستخدمين التنويم المغناطيسي في علاج مرضاك؟ وما فكرته ونشأته؟ التنويم المغناطيسي أحد المجالات العلاجية التي ينتشر استعمالها في الوقت الحالي لعلاج العديد من العلل والأعراض المرضية , خاصة النفسية منها، وهو عبارة عن حالة من التركيز الشديد يصبح الشخص أثناءه أقل ادراكا لما يدور حوله ويستعمل التنويم المغناطيسي لعلاج الحالات النفسية والبدنية وقد صرحت بهذا العلاج الجمعية الطبية الامريكية سنة 1958 لعلاج بعض الحالات ومن المعتقد أنه أثناء التنويم المغناطيسي يصبح الشخص المنوم له قابلية كبيرة لقبول مقترحات ونصائح التي قد تساعد على تغير تصرفاته ،وهدف المنوم المغناطيسي ليس التحكم في الشخص أو اعطاءه اجابات لكن هدفه مساعدة هذا الشخص على حل مشاكله.
و يجب أن تعلم أولاً أن التنويم المغناطيسي علم له أصول تدرس ولقد عرفت الانسانية هذا العلم منذ ألف عام قبل الميلاد·
وفي القرن الثامن عشر بدأ استخدام هذا العلم مع الطبيب العالم مسمربعد أن طور فكرة السائل المغناطيسي الذي اكتشفه الطبيب السويسري"بارسيلز" وكان يستعمله في تخدير مرضاه والراحة بعيدة المدى· وبعد ذلك قام الدكتور "لوبارو بوتيه" في استخدامه على نطاق واسع في مستشفى "اوتيل ديو" في باريس في التخدير وكان هو الذي يساعد الجراحين في اداء عملهم بالتخدير عن طريق التنويم المغناطيسي.
وأول عملية جراحية كبيرة استخدم فيها التنويم في هذا المستشفى كانت سنة 1821، ويعتبرد· "آرثرتيرنر" أول من استخدمه في سنة 1890 في طب الاسنان في انجلند حيث قام بخلع أكثر من 40 ضرساً لمرضى مختلفين بهذه الطريقة ويعد ميلتون اريكسون الامريكي البارع هو أب التنويم المغناطيسي الحديث ومعه "روسيه و بالوالتو".وقد أكدت الدراسات الحديثة وجود علاقة مباشرة بين الوعي والنشاط الواعي.
*وماهي الأمراض التي يمكن علاجها عن طريق التنويم ؟ **السيطرة على الألم , علاج السكر , علاج ضغط الدم , الضعف الجنسي ,والبرودة عند النساء، علاج آلام الظهر والرقبة ،والسرطان , القدرة على الخطابة أمام الجمهور , ثأثأة الكلام "مشاكل النطق ",ضعف الشخصية , الإقلاع عن التدخين , تحسين الأداء الدراسي , الاسترخاء قبل الولادة ،الصداع ،السيطرة على الآلام،وقرحة المعدة،الأمراض والحساسية الجلدية،أمراض الجهاز التنفسي ،السرطان ...الاكتئاب, الإحباط , خيبة الأمل , عدم الثقة بالنفس , السيطرة على الوزن , الخوف من (الحيوانات الاليفة ,الاماكن المرتفعة ,السفر بالطائرة, الاماكن المزدحمة,المغلقة ,المفتوحة) , تحسين العلاقات الزوجية, صعوبات التعلم , تحسين الأداء الرياضي , قطم الأضافر, مص الإصبع , التبول اللأرادي النفسي.
*وماذا عن استخدامه في الاسنان؟ -** مثلما ذكرت يستعمل في طب الأسنان منذ زمن بعيد في أوروبا وأمريكا وهو يساعد المريض في السيطرة على الخوف الفوبيا بشكل عام ويقضي على مشاكل عديدة ربما تظهر خلال علاج الأسنان، ويستخدم بدلا من الأشعة، وما لنسبة للمرضى الذين يعانون السكري وكذلك المرضى الذين لايستطيعون التجاوب مع المخدر البنج وتتعدد استخداماته في مجال علاج أمراض الأسنان الجراحية والسيطرة على الآلام والنزيف، وعض اللسان والريق والقيء.
وتساعد عملية التنويم المغناطيسي في تحمل المرضى الذين لايستطعون تحمل تركيب اطقم الأسنان وتحسين نظافة الفم، ومراقبة العادات السيئة “كعض الشفه” كما انها تضبط التنفس خلال علاج المريض بحيث تجعله يتنفس بشكل طبيعي· مفهوم خاطئ والتنويم المغناطيسي هو حالة استرخاء خالية تماما من أي ضغط أوخوف· والاعتقاد القديم في التنويم خاطيء حيث لايمكن تنويم أي شخص لا يريد أن ينام .
كما أنه يكون في كامل وعيه بمعنى أنه يدرك تماماً مايدور حوله،حيث لايمكن أن نجبره على عمل شيئ ضد إرادته أو مبادئه، و إذا كنت لا تريدين أن ينجح العلاج فلن ينجح ونجد أن بعض الأشخاص لا يستجيبون لمحاولة التنويم المغناطيسي . ومن هؤلاء الأطفال تحت سن السادسة والأشخاص الواقعون تحت أثر الخمر أو المخدر.
والأشخاص اللذين يتناولون أدوية مهدئة أو منومة لا يستجيبون للعلاج بالتنويم الايحائي , وذلك لأن هذه الأدوية تؤثر في كيمائية العقل بطريقة تؤثر في العلاج بالتنويم.
*كيف استفدت من هذا العلم ولماذا فكرتي في دراسته ؟ **استفدته منه الكثير في حياتي العملية والخاصة وتعلمت منه كيف استطيع التحكم في سلوكياتي ووكيف أعيش مع نفس والآخرين في سلام دائم ،وفكرت في دراسته لأنني أحب أن أعرف وأتعرف على كل جديد يخص مهنتي كطبيبة أسنان وهذا العلم يستخدم في أوروبا وأمريكا على نطاق واسع وكنت دائما مهتمة به ومارسته كثيراً مع الأطفال ثم ذهبت إلى أمريكا للمزيد من دراسة هذا العلم وقد قام استاذي د.كليما لوكلير باستخدام التنويم على نفسه حينما أجرى عملية زرع ضرس ولاحظ نتيجة مذهلة في سرعة الشفاء .
*تنقلتي كثيراً بين الجزائر والإمارات وأمريكا كيف ترين ثمة فروق بين المرأة هنا وهناك ؟ **الفرق ربما مازال بعيداً إلا أن أكثر مايفرحني أن المرأة العربية والإماراتية خاصة بدأت تتطور كثيراً في دخولها معترك الحياة العملية وتبؤها مناصب قيادية في مختلف المجالات كمأ أسعدني أيضا الطفرة التي حققتها المرأة الإماراتيةعلى صعيد إدارة الأعمال والبورصة
*زوجك طبيب أسنان مشهور فهل شهرته تسبب لك نوعاً من الغيرة المهنية ؟ بالعكس أنا سعيدة جدأ بنجاحه وليس هناك غيرة بيننا فكل منا له تخصص يكمل الآخر ولاتنس أن وراء كل رجل عظيم إمرأة ثم أنا لدي شهرتي أيضاً.
*وماذا عن طموحات مليكة حداد ؟ **أتمنى أن أصل إلى أعلى درجات العلاج بالتنويم المغناطيسي الذاتي والحمد لله جميع مرضاي بعد التجربة طلبوا مني أن أعالجهم وذويهم بهذه الطريقة .
*بعيدا عن الطب ماهي المهنة التي كنت تتمنين العمل فيها؟ *تمنيت أن أكون باحثة في عالم البحار حيث أنني من عشاق البحر ولا أتصور أن أعيش في أي مكان ليس فيه بحرا فتوجهت بالفعل إلى معهد الاوسينو جرافي في الجزائر العاصمة لألحق بالباحثين هناك إلا أنني لم استطع تحمل دوران البحر لأني كنت أمكث طويلا فيه.