شلل او ضعف يصيب اكثر من نصف عضلات الوجه نتيجة اصابة العصب السابع ويكون السبب في اغلب الحالات مجهوله. وتحدث الاصابة به فجأة، وتشفى اغلب الحالات اي ما يقارب 75% الى 85% خلال الاسابيع الثلاث الاولى من الاصابه. ويصيب كل الفئات العمريه بما فيها الاطفال ونسبته بين الرجال والنساء متساويه ولكنه يزيد في مراحل الحمل الاخيره ، وتتفاقم اصابته مع مرضى السكري. كما انه يمكن ان يصيب الجهتين.وتزيد نسبته في فصل الشتاء . ونستعرض علم الامراض لهذه الاصابه نجد انه يقسم الى ثلاث انواع ، فالاصابة المعتدله او البسيطة تؤدي الى مايسمى بالشلل المؤقت للعصب “neuropraxia” وفي هذه الاصابة هي الشائعه ويكون العصب سليم ولكن سرعة توصيلة تكون بطيئة مقارنة بالطبيعي وتشفى سريعاً. اما النوع الثاني وهي الاصابة المتوسطة قد تؤدي الى قطع تدفق بلازما المحور في العصب وبالتالي قطع المحور العصبي حيث يحدث تدهور وانتكاس للعصب من 2-3 اسابيع. ويحدث الشفاء التام خلال شهرين. اما النوع الثالث وهي الاصابة الخطيرة قطع العصب الوجهي “neurotmesis” ويحدث التدهور والانتكاس خلال مدة قصير من 3-5 ايام وفيه يحدث النمو للعصب ببط شديد حيث يتراوح نمو العصب من 2 الى 3 ملم باليوم، والشفاء يتطلب وقتا طويلاً وربما ينتهي الامر بالمريض بما يسمى التزامن او الالتحام “synkinesis” وهو عباره عن فشل العصب الوجهي في الشفاء فتحدث ان تنمو الياف عصبية جديدة بعد حدوث الشلل خلف العصب تتصل بطريقة خاطئة بعضلات الوجه وهذا يعتبر ضرر او إعاقة دائمة فينتج عن ذلك حدوث بعض الاعراض مثل : نزول الدموع عند الاكل ، وعند محاولة الابتسام ترمش العين ، رجفه وتشنجات عضلية بالوجه . دعونا نتعرف على العصب السابع : العصب السابع يشبه الى حد كبير سلك هاتف يحتوي على 7000 ليفه عصبيه فرديه كل ليفه عصبيه تحمل الاشارات الكهربائيه الى عضله معينه بالوجه ، فتنتقل هذه الاشارات العصبية "المعلومات" خلال اليفه العصبيه لعصب الوجه لتتجه الى عضله معينه لتجعل الشخص يضحك ، او يبكي او يبتسم وهذا يعني ان العصب يعمل على إحداث التعابير المختلفه بالوجه لذا فقد اسماه بعض العلماء عصب التعابير الوجهيه. ان العصب السابع لا يحمل فقط المعلومات الى العضلات بل تشمل مسئوليته الغدد الدمعية، والغدد اللعابية وعضلة العظم الركابي في الاذن الوسطى وكذلك يكون مسئولا عن التذوق في مقدمة اللسان . فهذه الوظائف المعقدة جدا للعصب الوجهي قد تتأثر نتيجة اي ضرر يلحق بالعصب فينتج عنها بعض الاعراض التي سنذكرها لاحقا والتي من اهمها : جفاف العين او الفم ، إرتجاف ، ضعف او شلل الوجه ، او اضطراب التذوق . والان وبعد هذه المقدمه المختصره عن شلل الوجه يجدر بنا ان نتعرف على :_ ماهي الاعراض ؟ ماهي الاسباب ؟ المعالجه الطبيعية ؟ التاهيل الجراحي ؟ الاعراض الشـائعه : بشكل عام تؤدي الاصابه به الى تشوه الوجه مما يجعل المصاب ينعزل عن المجتمع وهذه احد اهم اثاره النفسية والاجتماعيه على المصاب. ومن اهم الاعراض : عدم القدرة على إغماض العين ، عدم القدرة على تجعيد الجبهه ، عدم القدرة على النفخ او التصفير ، ميلان الفم ويظهر جليا عند محاولة الابتسام او الضحك "ابتسامه ملتويه" ، نزول الماء من زاوية الفم اثناء الشرب او المضمضة ، الم تحت الاذن ، تجمع الاكل بين الخد واللثه ، خدر او تنميل بالجهه المتأثرة خاصة حول الشفتين ، نزول الدمع "دموع التماسيح" او جفاف العين . الاســباب : لايوجد اسباب معروفه ، وعلى اية حال ان للاسباب التالية دوراً كبيراً في حدوث الاصابة : - العدوى والالتهابات الفيروسية المباشرة للعصب السابع . - الامراض الفيروسية مثل النكاف والحصبة الالمانية . - اصابات البرد (التعرض للتيار الهوائي البارد ). - اصابة العصب مباشرة كالحوادث او العمليات الجراحية . - الاصابات الوعائية والدماغية مثل السكته الدماغية . - الضغط المباشر على العصب بسبب ورم او عظم . - مرض السكري . - الثلث الاخير من الحمل . - الوراثه . العـــلاج يعتمد العلاج على التشخيص الصحيح والسريع والبدء بالعلاج المناسب وإحالة المريض الى اخصائي العلاج الطبيعي. كما ان الحالة النفسية للمريض لها دورا كبيرا في التحسن. لذا لابد من توضيح الاصابة للمريض ومشاركته وتطمينه بان اغلب الحالات اي مايقارب 70% الى 80% تتشافى باذن الله تعالى خلال بضعة اسابيع من خلال المواظبه على العلاج والمتابعه . يمكن ان نقسم العلاج التأهيلي الى مايلي : الاجراءات الوقائية بعد الاصابة، العلاج بالادوية، العلاج الطبيعي و العلاج الجراحي . الاجراءات الوقائية بعد الاصابة وتتضمن التالبي : ينصح عادة باتخاذ بعض الاجراءات الوقائية بعد الاصابه مثل استعمال الدموع الاصطناعية لمنع جفاف قرنية العين وبالتالي حمايتها من التقرح ومرهم ليلاً او استعمال جهاز الرطوبه بالغرفة للحفاظ على القرنيه ليلا رطبة. لبس رقعة او تغطية العين واستعمال النظارات السمشية ،الابتعاد عن ضوء الشمس والتلفاز ، مضغ العلكة باستمرار لتنشيط العضلات والاعصاب . العلاج بالادوية : حيث تشمل المعالجة الدوائية الكورتيزون ومضادات الفيروسات واستعمال الباراسيتامول مثل البانادول . العلاج الطبيعي : يلعب العلاج الطبيعي دورا هاما في العلاج والتحسن السريع حيث يخضع المريض الى جلسات علاجية تشمل : • اعطاء بعض التمارين لاعادة تاهيل عضلات الوجه ويتم تطبيقها امام المرآه . • استعمال الاشعه تحت الحمراء . • الاشعه او الموجات القصيرة لتخفيف حدة الالم والتهابات . • التنبية الكهربائي لنقاط محدده على الوجه تعمل على اعادة عمل العضلات والاعصاب . • هناك مساج خاص يتم عمله من قبل المعالج وبطريقه معينه . قد يستمر المريض بالتردد على اخصائي العلاج الطبيعي مدة قد تصل الى شهر في حالات الاصابة المتوسطة اما الاصابات الحادة قد تتطلب وقتا وجهدا اكثر.