انتبهوا أيها الآباء ..سن البلوغ... تغيّرات جسديّة كثيرة
2009-08-21 01:28:42
سن البلوغ مرحلة انتقالية من عمر الطفولة إلى المراهقة. تحلّ هذه الفترة بين عمر العاشرة والثانية عشرة لدى الفتيات وبين الثانية عشرة والرابعة عشرة لدى الفتيان، فتؤدي إلى نضوج الخصائص الجنسية الأولية (العضو الذكري، الخصيتان، الفرج، البظر...) والثانوية (نمو الشعر، نمو القامة...).
سن البلوغ ظاهرة ضرورية لا مفرّ منها تقود إلى تغيّرات مهمّة سببها الأساسيّ الدماغ. يُحدث هذا الأخير تغيّرات داخلية وخارجية في الجسم عبر إحداث انقلاب في عمل الهرمونات.
في مرحلة البلوغ، تسرّع منطقة {تحت المهاد} الدماغية التي تنظّم عمل الأمعاء وتتحكم بجزء من نظام الهرمونات، إنتاج الهرمون المُطلَق لمواجهة الغدد التناسلية Gn-RH . يؤدي هذا النشاط إلى تحفيز الغدة النخامية.
تحرّر الغدة النخامية الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن تكوّن هرمونات عدّة، نوعين من الهرمونات الجنسية: الهرمون المنبّه للجريب ( FSH ) وهرمون ملوتن ( LH ). بالتالي، يؤدي هذان الهرمونان اللذان يُفرَزان بكميّات كبيرة دوراً مهماً في نموّ الغدد التناسلية (المبيض والخصيتان) وعملها.
لدى الذكور
تسمح هذه الهرمونات حسبما ورد في "الجريدة" للخصيّتين بإنتاج كميّة أكبر من الهرمون الذكري التستوستيرون ونضوج السائل المنوي. تنتهي مرحلة سن البلوغ مع انتهاء عمليّة تكوّن الخلايا الذكرية (السائل المنوي). من أولى المؤشرات على دخول الصبيّ في مرحلة البلوغ تطوّر الخصائص الجنسية الأولية التي تتمثّل بنموّ الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية. بين سن العاشرة والرابعة عشرة، يزداد حجم الخصيتين، كما ينمو العضو الذكري وكيس الخصية. أما المؤشرات الأخرى التي تطبع فترة البلوغ لدى الذكور، فهي تطوّر الخصائص الجنسية الثانوية: ينمو الشعر على العانة ثم في منطقة الإبط والصدر والوجه. ثم يبدأ قذف المني الليلي في عمر متفاوت بين الفتيان، لكنّ هذه العملية لا تشمل أي سائل منوي أو القليل منه فحسب. على صعيد آخر، تتسارع عملية نمو القامة بشكل ملحوظ: يزيد طول الصبيان، والفتيات أيضاً، بمعدل 8 إلى 10 سنتيمترات سنوياً. تنتهي عملية النمو حين تلتحم الغضاريف نهائياً. تتبع زيادة الوزن النمط نفسه. خلال مرحلة البلوغ، يتزايد عرض الكتفين، تنمو العضلات، ويصبح الصوت أجشّاً بشكل واضح. أخيراً، قد يظهر حبّ الشباب لدى الشبان والشابات على حد سواء.
يطال بعض التحوّلات كنموّ العظام، ومشاكل البشرة، أو تغير الصوت، للجنسين معاً. تماماً كما يشهد الفتيان تغيرات كبيرة، تواجه الفتيات الوضع نفسه.
التحوّل إلى امرأة
للهرمون المنبّه للجريب ( FSH ) وهرمون ملوتن ( LH ) اللذين يفرزهما الدم تأثير على جسم الفتاة. فهما يسمحان بإنتاج كمية كبيرة من هرمونات الأستروجين والبروجستيرون المسؤولة عن التغيرات الجسدية والفيزيولوجية التي تحصل في مرحلة البلوغ. كذلك تقود هذه الهرمونات إلى نموّ الخلايا الجنسية الأنثوية أي البويضات.
بسبب هذا الانقلاب في عمل الهرمونات، تتطوّر الخصائص الجنسية الأولية والثانوية لدى الفتيات. يبدأ الجسم باتّخاذ شكل جديد تتمثّل أولى مؤشراته في نموّ الصدر منذ سن العاشرة تقريباً. في الفترة نفسها، يزيد عرض عظام الحوض ليتمكّن هذا الأخير من حمل طفل مستقبلاً ويزيد حجم الكتلة الدهنية، تحديداً في منطقة الأرداف، الأفخاذ، والأوراك. ثم يبدأ الشعر بالظهور على العانة ثم تحت الإبط.
تترافق هذه الخصائص الثانوية مع الخصائص الأولية أي نموّ الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية. يشهد الفرج والبظر تغيرات ملحوظة ويزداد حجم الرحم. أخيراً، تبدأ الدورة الشهرية بعد سنتين تقريباً من مرحلة البلوغ، لكنها تكون غير منتظمة في البداية.
سن البلوغ مرحلة بيولوجية مفصليّة لتطوّر الإنسان كونها تسمح بتكاثر الخلق. لا تقتصر التغيرات على المستوى الجنسي فحسب بل تطال مظهر المراهق الخارجي أيضاً.
تمتدّ هذه التغيرات كلّها على مدى سنوات وتمهّد للدخول في مرحلة المراهقة وبداية سن الرشد.