وحول أعراض شيخوخة الجلد يقول الدكتور نبيل الوتار أخصائي أمراض الجلدية والتناسلية لنشرة سانا الصحية.. ان شيخوخة الجلد تترافق عادة مع فقدان مظاهر الشباب وتتميز بترهل الجلد وبالتجاعيد وغالباً ما تبدأ التبدلات في المناطق المكشوفة منه وقد يصبح الشعر أنعم أو رمادياً كما يمكن أن تنتشر الأوعية الدموية الدقيقة (التوسعات الشعيرية والوعاؤومات الدموية) والآفات المصطبغة (الشامات) وفرط التقرن المترقي (التقرنات الضيائية والدهنية) اضافة إلى زيادات دقيقة (حليمات) تظهر على الوجه.
ويضيف.. ان هذه التغيرات قد تحدث مبكرا في الثلاثينيات من العمر وتسيطر على المناطق المكشوفة والمعرضة للشمس وخاصة الوجه فيلاحظ ارتخاء الجفن العلوي وظهور تجاعيد خطوط العبسة بينما يظهر في الأربعينيات ارتخاء الجفنين العلوي والسفلي وتزداد تجاعيد خطوط العبسة وتجاعيد حول العينين وتبرز بوضوح تجاعيد المنطقة الانفية الشفوية الوجنية بينما يلاحظ في سن الخمسينات انتفاخ تحت العينين يزداد مع الوقت وتراكم الشحوم تحت منطقة الذقن وارتخاء الأجفان والجبهة و تهدل الخدين وميل الأنف الى الأسفل في حين تصبح عضلات الرقبة بارزة لتظهر في الستينيات وما بعدها زيادة في طيات الجفن العلوي ويفقد الجلد مرونته ويزداد عمق خطوط الجبهة وتظهر الخطوط الطولانية حول الفم والثنيات في جلد العنق ويزداد تهدل الخدين شدة.
ويشير الطبيب الوتار إلى أن العوامل الوراثية تساهم بتسريع التأثر بالنتائج الفيزيائية لأشعة الشمس مغيرة تصبغات الجلد مبينا انه نادرا ما يحدث الهرم المبكر نتيجة ارتباطه مع مرض جهازي مثل الشياخ (بروجيريا) وتقرن الجلد الصباغي وخلل التقرن الخلقي والسكري ومتلازمة (ويرنير) ومتلازمة (داون) الى جانب ان كمية الإشعاعات الشمسية التي يتعرض لها الشخص أثناء حياته أهم عامل خارجي يؤثر على شيخوخة الجلد حيث تسبب تلفا في الجلد جراء تضرر كمية الميلانين المسؤولة عن اعطاء الحماية الطبيعية للجلد.
ويبين أن العديد من الباحثين توصلوا الى نتيجة بعد إجرائهم فحوصاً نسيجية عدة لخزعات الجلد في المناطق المعرضة وغير المعرضة للشمس ومن مختلف أنماط الجلد ودرجات لونه مفادها أن درجة التلف تنجم بشكل متناسب مباشرة مع التصبغات الملازمة وتلاحظ هذه التبدلات في الجلد القوقازي حيث يكون الاختلاف في درجة التلف مرتبطا بنمط الجلد فذوو البشرة السمراء أو السوداء يتعرضون بشكل أقل للتبدلات الناجمة عن الشمس.
وعن عوارض الشيخوخة يوضح الوتار أنها تلاحظ في الجلد الهرم الذي يصبح عادة شاحباً ومعتماً ومجعداً وأحياناً جافاً وخشناً ومتقشراً بينما يصبح الشعر دقيقاً خشناً وباهتاً وينمو ببطء نتيجة بطء طور البناء للشعرة وتقل كمية شعر الإبط والعانة المرتبط بالأندروجينات مع احتمالية اختفائه كليا فيما يقل إفراز الغدد الدهنية والعرقية الداخلية والخارجية وتتدهور الركودة الدموية الوظيفية بشكل خفي في الحاجز الوظيفي كمنظم للحرارة وكمنتج لفيتامين د وللتوافق المناعي الذي يحدث في الوقت نفسه.
ويلفت الى أن تبدلات الجلد المتعرض للضوء تكون متناسبة مع كمية الإشعاعات الشمسية المتلقاة محدثة تبدلات خفيفة تتجلى في جفاف الجلد والأتوبية (الاكزيما) والتجاعيد المتعددة وأحيانا ًالتوسعات الشعيرية والبقع البنية المصطبغة (الشامات الشيخية) وذلك بالنسبة للجلد المعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة إضافة إلى الإحساس بالحرقة وظهور التصبغات البرتقالية وخشونة الجلد التي تنقص من المرونة فتشكل أثلاماً عميقة مع توسعات شعيرية خفيفة كما تتجلى التبدلات في الآفات التقرانية (التقران الشمسي) والسرطانات قاعدية الخلايا وشائكة الخلايا.
ويضيف ان التبادلات النسيجية تتميز كذلك بسماكة الطبقة القرنية وضمور البشرة وتسطح في الوصل البشروي الادمي وتنكس في حزم البروتين الرئيسي في الانسجة (الكولاجين) التي تتحول إلى كتل عديمة الشكل كما تنقص الألياف المرنة والمواد الأساسية الحيوية المميزة لتبدلات الجلد مشيرا الى أن تصبغ الجلد هو الحاجز الدفاعي الطبيعي الأول ضد التعرض الطويل للشمس كما ان علاقة العمر بفقدان المرونة الشيخي تشاهد عادة في عمر الستين فما فوق بالنسبة لأصحاب الجلد الفاتح في حين تلاحظ بنسبة 50 بالمئة لدى أصحاب الجلد الغامق.
وحول التشخيص يوضح الطبيب انه يعتمد على الأعراض السريرية ومع ذلك فإن بعض الآفات تحتاج لفحوص إضافية مثل التحري المباشر عن الفطور من خلال إجراء فحص نسيجي لمقطع من الجلد لإثبات التشخيص السريري ولاستبعاد حدوث سرطانات قاعدية الخلايا أو شائكة الخلايا أو ورم قتاميني خبيث (ميلانوما) لافتا الى وجود عدة وسائط ونصائح لتحسين مظهر الجلد من الشيخوخة أهمها حمايته بعمر مبكر من التلف الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية من خلال تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس واستخدام واق شمسي مناسب يحتوي العديد من الزيوت النباتية كزيت الزيتون و زيت جوز الهند و زيت بزر القطن وزيت السمسم والتي تعمل على امتصاص جزء من أشعة الشمس واشعاعات غير مرغوب بها قد تؤدي لالتهاب الجلد بالتماس.
ويشرح آلية عمل الواقيات الشمسية بالقول ان عملها أشبه بعمل فلاتر تنقية المياه إذ تعمل الفلاتر الشمسية على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ذات الإشعاع ب بشكل رئيسي والتي تعتبر مسؤولة عن ترهل الجلد على المدى البعيد بينما تترك الإشعاعات فوق البنفسجية أ لتعبر الجلد مبينا أن الكريمات الواقية من الشمس تحتوي على مواد عاتمة مثل أكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم التي تعكس أو تمتص أشعة الطيف الشمسي وتسمح فقط بتلون قليل للجلد.
ويشير الطبيب إلى أن تلك المستحضرات رغم كل ذلك غير مرغوب بها من الناحية التجميلية لأنها لا تعطي غالباً الحماية الكافية من التلف الضيائي وفي هذه الحالات فاستخدام المواد الواقية من الضياء (الكاروتينية) عبر الفم أو غيرها يصبح مستطباً مثل البيتا كاروتين والكانتاكزانتين كما تساهم بدورها بإحداث تلون برونزي برتقالي غير مشابه للبرونزاج الطبيعي مبيناً أن الوقاية من شيخوخة الجلد لا تعتمد فقط على الوقاية من الشمس وإنما لصحة الجلد عموما اللجوء الموثوق للمطهرات والمرطبات والمغذيات والمجملات النوعية لبعض أنواع الجلد.
وبالنسبة للمكونات الفعالة في الوقاية من شيخوخة الجلد يشير إلى أننا نجدها في فيتامين أ و إي ونجدها في المستحلبات التجميلية والقناعات والهلامات المخصصة لتحسين مظهر الجلد الهرم إضافة إلى المنتجات المضادة للتجاعيد التي تعمل على ترطيب الجلد بشكل جيد وتزيد بالتالي ترطيب القرنية وبذلك تقلل من ظهور التجاعيد مشيراً إلى ضرورة الحرص لدى انتقاء تلك المواد من خلال استشارة مختص لاسيما مع اقتحام مواد عدة مجهولة ومغشوشة للأسواق تحت عنوان حماية الجلد من الشيخوخة.
وعن المركبات الموضعية التي قد تؤثر على التبدلات العميقة للجلد يشير إلى أنها تكاد تكون معدومة فالكولاجين له فعالية خاصة في أي مركب مرتبط بتغذية الجلد كما تعتبر العديد من الكريمات الهرمونية عديمة الفائدة وقد يؤدي تكرار استعمالها لاحتمال الامتصاص الجهازي للمركبات الفعالة عدا عن التأثيرات الجانبية مضيفا ان هناك بدائل أخرى مهمة ومتوفرة لتقييم المعالجات التجميلية لشيخوخة الجلد مثل التغطية الماهرة لتبدلات الجلد بالمنتجات التجميلية الشائعة لتحسين مظهره إضافة إلى الجراحات التجميلية.