حتى لا تطارد الكوابيس .. طفلك!
2009-08-08 02:52:58
يتعرض أطفالنا أحيانا لأحلام مخيفة أو كوابيس مزعجة وإذا فهمنا طبيعة هذه الأحلام ومدلولاتها وأسبابها فإننا سنكون اقدر على فهم أحاسيس الطفل وما يعتلج في نفسه من مشاعر وطريقة استجابته للمؤثرات، وفي هذه الحالة يمكننا مواجهة المشكلة واستخدام الوسيلة الفعالة لحلها وتخليص الطفل مما يزعجه من أحلام ويطارده من كوابيس.
كما نستطيع أن نفهم معاني تلك الأحلام وندرك مدلولاتها, والاهم من ذلك يمكننا مساعدة الطفل في التغلب على الكوابيس التي يتعرض لها أثناء النوم واستبدالها بأحلام أخف وطأة وألطف تأثيرا .. فيما يلي أسوأ أنواع الكوابيس التي تطارد الأطفال في منامهم، حسبما نشر فى جريدة السياسة الكويتية، وأكثرها إيلاماً. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن الأحلام تشير إلى ظروف ومواقف مختلفة في حياة الفرد, إلا أن معاني هذه الموضوعات تتشابه وتكاد تكون هي نفسها من فرد إلى آخر, ومن المفيد أن نشير إلى مدلولات تلك الأحلام والكوابيس وما يستفاد منها والطريقة المثلى لمساعدة الطفل في التخلص من آثارها السلبية وفتح الباب أمام الأحلام الأقل كآبة والأكثر أنساً وبهجة . التعرض للمطاردة :Being chased هذا النوع من الكوابيس هو أسوأها وأكثرها انتشاراً، حيث يحلم الأطفال أنهم يتعرضون للمطاردة من جانب الوحوش والغيلان والأشرار، بل إن الطفل قد يحلم بأنه يتعرض للمطاردة من جانب أشياء غير حية "كالجرارات وسيارات الشحن والطواحين الهوائية... إلخ". ويحاول الطفل الهرب والاختباء من دون جدوى، وهذا يدل على أن هناك شيئاً يخيف الطفل ويلح على خاطره ولابد من مواجهته، وسيظل يطارد الطفل إذا لم تتم المواجهة. وعلى الأم والأب أن يعرفا هذا الشيء الذي يزعج الطفل ويرهبه، ولهذا ينبغي توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الطفل لمعرفة طبيعة هذا الشيء والكشف عن أي تشابه بين الحلم وأي شيء معادل في الحقيقة وفي المواقف الحياتية الواقعية، وفي هذه الحالة يمكن للأب أن يعرف المشكلة "كزميل مؤذ للطفل في الروضة، أو مادة دراسية بالغة الصعوبة والطفل لا يفهمها والمدرس مستاء من الطفل، أو وجود حيوان يخيف الطفل عند الجيران... الخ". وبمجرد معرفة السبب يمكن للأب مواجهة المشكلة وإيجاد حل لها . الأمواج العالية والغرق : من بين الكوابيس المخيفة التي يتعرض لها الطفل كابوس الأمواج العالية وهو يلعب على الشاطئ، ويرى الطفل أن أمواجا تتعقبه "كأمواج تسونامي" ولا يستطيع الهرب منها وقد يستيقظ من النوم في هذه الحالة وربما يرى الطفل نفسه فجأة وسط مياه البحر العميقة ويكاد يغرق، وعلى الأب أن يعرف أن الماء في الأحلام يعني الانفعالات والمشاعر الجياشة، ومثل هذه المشاعر في عالم الواقع تكاد تكتسح الطفل، ولهذا ينبغي أن يعرف الأب طبيعة تلك المشاعر في نفس الطفل في عالم الواقع، وتماما كالمطاردة التي تعني مشكلة تؤرق مضجع الطفل وينبغي مواجهة المشكلة الشعورية التي تقلق الطفل وتزعجه أيضا وعلى الأب أن يساعد الطفل على استخدام التعبيرات والألفاظ التي تشرح حالته الشعورية المعقدة حتى لا تتفاقم المشكلة وتزداد تعقيدا، وبعد أن يعرف الأب المشكلة فإنه يواجهها ويبذل جهده من أجل حلها . فقدان أشياء مهمة : كثيرا ما يرى الطفل حلما مزعجا يتمثل في ضياع أشياء عزيزة عليه كدمية يحبها أو حيوان محنط يأنس له, أو لعبة يهوى حملها واللعب بها... الخ، وفي هذه الحالة ينبغي أن تعرف الأم أو الأب ما تمثله اللعبة من أشياء تهم الطفل، فإذا حلم مثلا أنه فقد الدب الصغير الناعم الذي يحمله معه إلى الفراش كي ينام فإن ذلك معناه أن الطفل بدأ يشعر بعدم الأمان، وإذا فقد شيئاً عزيزاً عليه جدا مثل كأس فوز في مباراة فان ذلك قد يعكس اهتزاز ثقته بنفسه أو احترامه لذاته . في جميع الحالات ينبغي على الأم أو الأب أن يوجه للطفل أسئلة عدة حتى يعرف أساس المشكلة بالضبط ويعرف المدلولات التي تساعده على تحديد طبيعة المشكلة، واتخاذ كل ما يلزم من اجل حلها وتهدئة الطفل وإشاعة مشاعر الطمأنينة في نفسه.