ويقول عكاشة إنه لا يوجد شعب فى العالم دمه أخف من الشعب المصرى بسبب اعتماده على النشويات وتناوله للكشرى والتى تمثل أفضل أكلة شعبية لتحسين المزاج، لافتا إلى أنه خلال محاضرة كان يلقيها في مؤتمر علمى بألمانيا تلقى 22 نكته في رسالة قصيرة خلال ساعة واحدة بعد أن قام أحد المواطنين العراقيين بضرب بوش بحذائه، فأبلغ الحاضرين بذلك فانفجروا من الضحك خاصة بعد أن سألهم كم نكتة وصلتهم من دولهم فقالوا واحدة.
مشيرا إلى أن كم التعليقات الساخرة التى تعقب نشر خبر هام على مواقع التواصل الاجتماعى تذهل العقول من خفة دم الشعب المصرى.
وأشار إلى أن الصينيين واليابانيين يتناولون الأسماك بكثرة و ينعكس ذلك على جودة صحتهم النفسية ولكن روح السخرية والفكاهة لديهم قليله مقارنة بمواطنى البحر الأبيض المتوسط الذين يتناولون المكرونة الاسباجتي بكثرة وهى مكونة من الكربوهيدريتس فتجد دمهم خفيفا.
وأكد أن الطعام يلعب دورا كبيرا جدا فى الصحة الجسدية والنفسية والعاطفية فى كل مراحل الحياة، و المرأة الحامل تغذيتها تؤثر فى الجنين كما تؤثر فيه الرضاعة فمن يرضع من ثدى أمه يختلف تماما من ناحية الوظائف العقلية والمعرفية عن من يرضع بلبن صناعى.
وكذلك في أثناء الفطام والمراهقة والكبر والشيخوخة، وأرجع ذلك إلى أن الأطفال الذين يرضعون من الأم يحصلون على الأحماض الدهنية الأساسية المتوفرة فى اللبن الطبيعى.
ولقد أثبتت أبحاث علمية كثيرة أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار خاصة السكريات والنشويات يرتفع معدل الإنجاز الأكاديمي لديهم في المدرسة والجامعة فيصبح التفكير والتركيز أضعافا من لا يفطر.
كذلك وجد أن شعور الأطفال بالجوع ترتفع ميوله العدوانيه وسلوكهم ينحرف عن الطبيعى وإذا أعطيت لهم وجبات بها مكونات معينه يقل العدوان والعنف و يحسن كثيرا فى الانتباه فى الدراسة والمذاكرة.
وعن تأثيرات مكونات الطعام المختلفة على حالة الإنسان المزاجية والنفسية والعقلية وضع أستاذ الطب النفسى جدول ننفرد بعرضه، جاء أوله البروتين أوضح أنه متوفر في اللحوم واللبن والبيض والجبن والسمك والبقول والنشويات: أهم موصل كيميائى فى المخ، بمعنى أن البروتين يحتوى على مادة "الدوبامين و نورابنفرين" وهما مسئولان عن زيادة الانتباه والتركيز والنشاط.
والنشويات موجودة فى الفاكهة والسكريات والحبوب وهى مسئولة عن السيروتونين وهو مسئول عن الاسترخاء والهدوء وطمئنه المزاج ولذلك تعمل الشيكولاته على تحسين المزاج، نظرا لاحتوائها على مادة "سيروتونين" إلا أنها تسبب زيادة الوزن ولذلك يمكن الاعتماد على الشيكولاته السوداء التى لا تسبب زيادة الوزن وتعمل ترفع من التواصل العاطفى.
ويضيف عكاشة بأن الوجبات التى تعتمد على سعرات حرارية مرتفعة تتسبب فى نقص مجرى الدم للمخ مما يشعر متناولها بميوله للنوم و قلة التركيز.
مشيرا إلى ضرورة أن يحتوى الطعام على نشويات و بروتين ودهنيات وفيتامينات ومعادن بشكل متوازن وأنه لا يمكن الاعتماد على أنظمة الرجيم لإنقاص الوزن التى يتناول فيها نوع واحد من الطعام لأن تأثيرها يكون سىء جدا على مزاج الإنسان وحالته الجسدية، كما أن الوزن يعود مرة أخرى بمجرد توقفها.
وأوضح أن هناك ما يعرف بالنشويات المركبة وهى بطيئة الامتصاص من الجسم للمخ ولذلك مفعولها يمتد لفترات طويله والاعتماد عليها سوف يغنى تماما عن تناول الأطعمة ما بين الوجبات الأساسية لأنها تعطى إشارات دائمة لمراكز الشبع باستمرار وببطىء.
مؤكدا أن الطعام المحتوى على الكربوهيدرات يحتوى على فيتامين ب وهو ضرورى لعدة عمليات نفسية وعصبية وجسدية.
وأشار إلى أن النشويات موجودة فى العيش والبطاطس والمكرونة والأرز والحبوب والشوفان والقمح والبطاطس السكرية والموز الأخضر والنودلز والأرز البنى والمكرونه البنى، والنشويات السكرية منها الشيكولاته والكيك و البسكويت.
وعن الفيتامينات يقول إن الفيتامينات الذائبة في الدهون هى فيتامين a , d , e ,k، مشيرا الى أن الخلايا العصبية فى المخ مكونه من الدهنيات وخاصة الأحماض الدهنية الأساساية واميجا ٣ واميجا ٦.
موضحا أن هذه الأحماض الدهنية الأساسية لا يستطيع الجسم إنتاجها ولذلك يجب أن يكون مصدرها من الطعام لأنها تشكل الخلية العصبية فى المخ وهذه الدهنيات هى التى تصنع التوصيلة بين الخلية العصبية وباقى المسارات العصبية فى المخ وبالتالى أهميتها فى التفكير والتركيز مهمة جدا .
والأبحاث في كل بلاد العالم تشير الى أن زيوت الاوميجا ٣ و ٦ والموجودة فى الأحماض الدهنية لها تأثير ايجابى وحماية شديدة جدا لأمراض القلب و السلوك والصحة النفسية الإيجابية.
كما تشير عدد من الأبحاث إلي أن عدم إصابة المواطنين في منطقة بالقطب الشمالى والجنوبى وفى انترتيكا بالاكتئاب نتيجة تناولهم المستمر للأسماك.
وعندما غيروا عادتهم الغذائية واعتمدوا على الجبن والمعلبات زادت لديهم نسبة الاكتئاب فى القطب الشمالى والجنوبى وكان معظم طعامهم معتمدا على السردين والأسماك والسالمون الغنيين بالاوميجا.
وأضاف بأن معظم الأبحاث التى أجريت على الأحماض الأمينية "تريبتوفين " أظهرت أنه عندما يدخل الجسم والمخ يتحول إلى سيروتونين والأخير له أهميته في تحسين المزاج وفي النوم وفي زيادة القدرة الجنسية.
ولذلك العقارات المضادة للاكتئاب تعتمد نصف وظيفتها على زيادة السيروتونين فى المخ ويبدو أن هناك علاقة بين خلل السيروتونين فى المخ وظهور الأمراض الاكتئابية، لافتا الى أن مادة " تريبتوفين" متوفرة فى البيض واللحمة و البقول.
أما فيتامين ب نياسين، فيمكن أن يرفع الشعور بالنوم لأن نقص مادة النياسين تسبب أرق وإعياء وتعب واكتئاب واضطراب فى الذاكرة، كما أن نقص حمض الفوليك يسبب اكتئاب، ومضادات الأكسدة تعمل على تحسين الذاكرة وهى أحد علاجات مرض اللزهايمر.
وعن كميات المياه اليومية التى يجب تناولها ودورها فى حالة الإنسان الجسدية، يقول عكاشة: النسب الصحيحة لاحتياجات الجسم هى 35 مل لكل كيلو جرام في اليوم، فمثلا إذا كان وزنك 70 كجم فيجب تناول 2.5 لتر مياه فى اليوم وعدم تناولها يسبب الجفاف والإحساس بالإرهاق والتوتر والعصبية والشعور بضعف عام وصعوبة فى التركيز وصداع وإمساك.
وعن بعض المأكولات الأخرى التى تساهم بشكل سريع فى تغيير المزاج قال: الفراولة تقلل من التوتر والشيكولاته تحسن من الحالة النفسية وتشعر بالسعادة ومفعولها قصير الأمد والكافيين يرفع من قدرة التركيز ويحسن المزاج ولكنه قد يضر على المدى الطويل.
وترفع النشويات من إفراز هرمون السيرتونين الذى يجعلك تشعر بالسعادة ويذهب الاكتئاب ولذلك تناول الاسباجتى واللازانيا ليلا يعطى نوم هادىء ولذيذ وأحلام ناعمة بخلاف تناول اللحمة المشوية قد تسبب لك أحلاما سيئة ونوم متقطع والفاكهة والخضار تساعد على الهضم بصورة أفضل مما يحسن المزاج والذاكرة.
كما ثبت علميا أن السمك والشاى الأخضر والعصائر و البيض واللبن والطعام المتوازن المحتوى على جميع الأصناف يحسن الذاكرة.