2009-07-27 12:39:51
مكسيكو: ما كادت المكسيك تتنفس قليلا أثر تراجع وتيرة انتشار مرض أنفلونزا الخنازير الذي كان انطلق من أراضيها في نيسان/أبريل وأودى بحياة 138 من سكانها، حتى عاد هذا الوباء اليها بقوة وسجل ارتفاع شديد في وتيرة الإصابات به في جنوب شرق البلاد في تموز/يوليو الحالي .
لكن السلطات الطبية تؤكد أن الفيروس لا يزال تحت السيطرة رغم ارتفاع عدد الإصابات به في منطقة تشياباس التي يتجاور فيها المزارعون الفقراء مع الأماكن السياحية، والتي تشهد حركة كبيرة للمهاجرين القادمين من أميركا الوسطى والمتوجهين إلى الولايات المتحدة . وقد "ا كتشف" المكسيك أنفلونزا الخنازير في نيسان/ابريل لكن العلماء اثبتوا أن أول إصابة به تعود إلى 24 شباط/فبراير في سان لويس بوتوسي شمال مكسيكو حيث أصيبت رضيعة لا يتجاوز عمرها ستة اشهر، قالت عائلتها أنها لم تكن أبدا على احتكاك بالخنازير، لكنها شفيت . غير أنه إذا كانت أنفلونزا الخنازير لا تزال تحت السيطرة في المكسيك حاليا، من المتوقع أن يعاود هذا الوباء انتشاره بقوة ما إن تنخفض درجات الحرارة في تشرين الثاني/نوفمبر . وصرح بابلو كوري مستشار الحكومة في هذا الملف لفرانس برس "قد نكون تضررنا من كوننا أول من تعرض إلى أنفلونزا الخنازير، لكن ذلك أصبح الآن امتيازا استراتيجيا لأننا نعلم ما يجب القيام به وكيف نقوم به ". وأفادت الوزارة أن المكسيك التي يبلغ عدد سكانها نحو مئة مليون نسمة، تملك احتياطا من نحو مليوني جرعة من اللقاح المضاد لهذه الأنفلونزا، كما طلبت 20 مليون جرعة أخرى لتوزيعها في كانون الأول/ديسمبر إذا تمكنت المختبرات الدولية من توفيرها في الوقت المناسب . وقال كوري ان حملات التوعية ستستانف في تشرين الأول/أكتوبر "لتذكير الناس بان حياة عادية يجب ان تستوعب بعض التصرفات الجديدة ". وقد انطلقت عمليات خاصة تستهدف المناطق الاكثر تضررا ابتداء من تشياباس حيث سجلت ثمان من الوفيات العشر في البلاد والتي تعد الآن إصابات أكثر من العاصمة حيث كانت معظم الحالات الأولى في نيسان/أبريل . وأفادت وزارة الصحة أن عودة أنفلونزا الخنازير إلى تشياباس "كانت خارجة عن السيطرة" في منتصف تموز/يوليو حيث كانت تقع ما بين 100 إلى 130 إصابة جديدة يوميا. لكن السلطات المحلية أقل تشاؤما ولم تفرض قيودا على النشاطات العامة . وفي نيسان/ابريل كانت القيود صارمة وأغلقت المدارس والثانويات والجامعات والمطاعم والملاعب والمواقع السياحية في مكسيكو. وامتدت هذه الإجراءات الاحترازية لاحقا إلى بقية أنحاء البلاد . وقالت مسؤولة في معهد التشخيص والمراجع الوبائية في مكسيكو "من الصعب القول أين بدأ الوباء لكن العينات الأولى لا تأتي من المناطق الريفية ". واليوم لم نعد نرى تقريبا أقنعة على الوجوه في مكسيكو لكن درجة حرارة المسافرين ما زالت خاضعة للمراقبة على شاشات المطارات . وسواء عادت الأنفلونزا نهاية السنة أم لا فإنها قد زادت في إنهاك اقتصاد البلاد المتداعي أصلا بسبب الأزمة العالمية والعلاقات الوثيقة بأزمة الولايات المتحدة . وقد أفرغت أنفلونزا الخنازير الفنادق من السياح لعدة اشهر بينما تعتبر السياحة ثالث مورد في البلاد بعد النفط والدولارات التي يرسلها المهاجرون في الولايات المتحدة إلى ذويهم . ا ف ب