2009-08-12 02:57:43
ازداد انتشار الاورام النسائية بشكل عام خلال العقود الاخيرة من القرن السابق في معظم المجتمعات الغربية وكذلك المجتمعات الفقيرة بشكل واضح على الرغم من اتخاد الاجراءات الوقائية تفادياً لتزايد الحالات التي غالباً ما تكون صعبة العلاج خصوصاً في المراحل المتقدمة من المرض.
أما في مجتمعنا والى سنوات قريبة فقد كانت حالات اصابة النساء بسرطان الجهاز التناسلي قليلة جداً وكنا نادرا ما نشاهد مثل هذه الحالات على مدى الشهور اما في الوقت الحاضر فاصبحنا نشاهد وبشكل يومي حالات اورام سرطانية نسائية جديدة. فقد ازداد وبشكل ملحوظ معدل الاصابة بسرطان الثدي الذي يحمل الرقم واحد في معدل الاصابة بالسرطان بين النساء. وكذلك ازداد معدل الاصابة بسرطان المبيض والرحم وكذلك سرطان عنق الرحم. لا يعرف وبشكل قطعي الاسباب الرئيسية المسببة للاورام الخبيثة التي تصيب النساء ولكن يوجد عوامل عديدة تزيد الفرصة بالاصابة بهده الاورام.
فالاسباب قد تعود لطفرات جينية اي عيوب في الصبغات الوراثية او وجود تاريخ عائلي من الدرجة الاولى او الثانية لحدوث السرطان. وقد تلعب بعض الامراض الفيروسية دورا كبيرا في حدوث هذة الاورام وكذلك امراض الجهاز المناعي. ومما لاشك فيه ان نوعية الغذاء والمواد الحافظة للغداء وكذلك استخدام المبيدات الكيمائية لحماية المحاصيل الغذائية تساهم وبشكل كبير في احداث هذه المشكلة الطبية الصعبة.
ومن المعروف حسبما ورد في "الرياض" ان التعرض للمواد المشعة واستخدام بعض المواد الكيميائية والعلاجات الهرمونية من المسببات المعروفة للاورام. لا نعرف بالضبط لماذا ازدادت حالات الاورام الخبيثة النسائية في مجتمعنا خلال السنوات الاخيرة مقارنة بالعقود السابقة خصوصاً ان هذه الاورام اصبحت تظهر وبشكل واضح في النساء الاصغر سناً بالمقارنة بمعدلات السن العالمية لحدوث الاورام. صحيح ان معدلات الاصابة في مجتمعنا لا تزال اقل بكثير بما يحدث في المجتمعات الاخرى ولكن الملاحظ ان الحالات في تزايد. فهل العبء النفسي او التحول في نوعية وجودة الغذاء او هناك اسباب أخرى لا نعلمها ادت لحدوث تغيرات في الطفرة الجينية الوراثية.
وقد لاحظنا ازديادا كبيرا جداً في حدوث الاورام الحميدة مثل الاورام اليفية للرحم والمبيض وكذلك تغيرات في عنق الرحم بحدوث التهابات مزمنة في عنق الرحم او الاصابة ببعض الفيروسات التي تساهم بشكل كبير في حدوث تغيرات سرطانية. قد يعتقد البعض ان الازدياد في عمر المرأة الى سن متقدمة قد تصل الى السبعين والثمانين من العمر مقارنة بالاعمار السابقة من اسباب ازدياد ظهور هذة المشكلة، قد يكون هذا الاعتقاد صحيحا ولكن من الملاحظ ان غالبية الحالات التي نشاهدها تحدث في اقل من هذا العمر بكثير. وللاسف اصبحنا نشاهد حالات اورام سرطانية للمبيض لدى فتيات في مرحلة سن المراهقة اي قبل السن العشرين من العمر وازداد ايضاً حالات الاورام الحميدة للمبيض وكذلك تكيسات المبيضين وبشكل كبير. الموضوع مهم جداً وفي حاجة ماسة لاجراء دراسات وطنية متكاملة. وللاسف نفتقد لسجلات احصائية دقيقة شاملة تعم جميع مناطق المملكة، فالسجلات المتوفرة حالياً على نطاق محدود ومخجل لا يتوافق مع ما تشهده البلاد من تطور في جميع مجالات الحياة وتخص بعض المستشفيات الكبيرة فقط. وكذلك ايجاد قاعدة بحثية متخصصة عن طريق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة الصحة والجامعات بالتعاون مع كبار المراكز العلمية المتقدمة وذلك للوصول للاسباب الرئيسية لهذه المشكلة وايجاد الحلول الناجعة لها.