2009-08-21 01:15:09
واشنطن –قنا: كشفت دراسة أجريت مؤخرا عن زيف طريقة يستخدم فيها الاسمنت الطبي لإصلاح الشقوق في عظام العمود الفقري للمسنين. ويعالج عشرات الآلاف من الأميركيين في كل سنة باستخدام اسمنت العظام معظمهم من النساء كبيرات السن اللواتي
تعانين من مراحل متأخرة من مرض هشاشة العظام حتى أصبحن غير قادرات على الوقوف باستقامة.
وقسم الباحثون في الدراسة 209 من المشاركين الذين تعدت أعمارهم منتصف السبعينات من بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا إلى مجموعتين حيث تم إجراء جراحة إصلاح الشقوق في العمود الفقري باستخدام الاسمنت الطبي لمجموعة منهم وإيهام المجموعة الأخرى بالخضوع للعلاج ذاته. وقام الباحثون في الدراسة التي أشرفت عليها عيادة "مايو" في روتشستر بولاية مانيسوتا بالولايات المتحدة الأميركية بملاحظة مرضى المجموعتين على مدار ستة شهر.
وقال الدكتور راشيل بوخبيندر في مستشفى كبريني بمالبورن استراليا إن المجموعتين تحسنتا بنفس القدر، كما كانت نسبة الألم والعجز في المجموعتين هي ذاتها بعد ستة أشهر. وقال الدكتور ديفيد كاليس طبيب أشعة في مستشفى مايو كلينيك الذي شارك في الدراسة إن هناك أيضا مرضى اعتقدوا بشفائهم وتحسنهم من بين أولئك الذين حصلوا على العلاج الوهمي.
وأوضح الباحثون أن ذلك هو مثال آخر علاج طبي واسع النطاق تمت إجازته دون القيام بدراسات كافية لإظهار أمنه وفاعليته. وتجدر الإشارة إلى أن نظام الرعاية الطبية الخاص بكبار السن في الولايات المتحدة والذي يطلق عليه اسم "مديكير" يدفع 1500 دولار إلى 2100 دولار لإجراء جراحة الاسمنت الطبي لإصلاح الشقوق في عظام العمود الفقري بالعيادات الخارجية.
وأكد الدكتور جيمس وينشتاين من مدرسة الطب في دارتموث في افتتاحية مرافقة للنتائج التي نشرت في الأخير من دورية نيو انغلاند الطبية ضرورة إعادة النظر في الجراحة. وقال عندما تشير أفضل الأدلة إلى حظ متساو بين خيارات العلاج فإن من الضروري أن يكون خيار المريض مبنيا على المعرفة. ويعاني حوالي 750 ألف أميركي من ضغوط مؤلمة وكسور في عظام العمود الفقري في كل سنة.