2009-09-08 02:29:51
التجربة الناجحة لفريق طبى بمركز الحسين الأردنى للسرطان فى زراعة خلايا جذعية مأخوذة من دم الحبل السرى لأحد المتبرعين دون أعراض جانبية، تفتح بابا جديدا للأمل أمام أصحاب الأمراض المزمنة خاصة مرضى الزهايمر ومرض باركنسون وإصابات الحبل الشوكى وأمراض القلب والسكر والتهاب المفاصل والحروق.
أعوام طويلة من الجدل شهدتها فكرة العلاج بالخلايا الجزعية والتى تعنى ببساطة "أخذ خلايا من اللبنات الأولى التى يتكون منها الجنين والتى تشتمل على أكثر من 220 نوعا من الخلايا والأنسجة"، وهو أمر أثار الجدل بين الأوساط الدينية والعلمية على مستوى العالم، فقد كان التيار الدينى المحافظ يرفض هذا النوع من العلاج خاصة الدين المسيحى الذى يرفضه تماما منذ اليوم الأول للحمل بينما تجيز الديانتان اليهودية والإسلامية هذه العملية قبل نفخ الروح فى الجنين، ولا تجوز بعد 121 يوما فى المذهب السنى، وبعد ثلاثة أشهر فى المذهب الشيعى، وبعد 41 يوما فى الديانة اليهودية.
وفى مصر أرسل حاتم الجبلى مؤخرا إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، مستفسرا حول الرأى الشرعى فى استخدام هذه الوسيلة فى العلاج حتى يأتى إقرارها مطابقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وهو الأمر الذى وافق عليه المجمع شريطة موافقة المتخصصين من رجال الطب.
وعلى الفور قام الجبلى بتشكيل لجنة للخلايا الجذعية للرقابة على نظم العلاج المستجدة وهى تضم نخبة من الأساتذة الأطباء فى تخصصات التحاليل وأمراض الدم والمناعة والأمراض الباطنية، وذلك لدراسة كل ما يتعلق بالخلايا الجذعية من ممارسات سواء أبحاث أو وسائل علاجية، بعدما حسم الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الجانب الشرعى من هذه القضية بقوله إنها مستجدة لا يعرفها التراث الطبى والأخلاقى الإسلامى ويجب أن يخضع تقييمها للإطار العام لفلسفة الأخلاق فى الإسلام حتى يمكن التوصل فيها لما ينفع البشرية.
نقابة الأطباء من جانبها طالبت بإنشاء ما يسمى بـ "بنك للخلايا الجذعية" وإنشاء "صندوق قومى" لتمويل هذه الأبحاث، وذلك لضمان توافرها لعلاج الأمراض المستعصية وغلق الباب أمام التربح فى هذا المجال وقطع الطريق أمام الخلاف العلمى والفقهى.
الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء أكد ل" اليوم السابع" أن الحديث عن زرع الخلايا الجذعية يتراوح ما بين المبالغة الشديدة والتحفظ الأشد، موضحا أن التعجل فى مسألة زرع الخلايا الجذعية مرفوض تماماً، فهذه الخلايا كانت تؤخذ من الحبل السرى أو بويضات ملقحة لم تستخدم أو من جنين مجهض وغير ذلك من الأمور الكثيرة المرتبطة بالخلايا الجذعية التى يتخفى بعضها وراء الأخلاق وهى بعيدة عنها.
السيد يشير إلى أن الخلايا الجذعية عندما تؤخذ من الإنسان لنفسه فهذا يؤدى إلى قلة المخاطر ولكن مع ذلك فلا أحد يعلم مستقبلها، وستتصدى نقابة الأطباء المصرية لأى طبيب يتسرع فى هذا المجال الجديد والخطير ويقوم بالتجارة بأحلام وآمال المرضى البسطاء من أجل التربح.
أما وزارة الصحة بوصفها المكان الأول الذى تذهب إليه أنظار الجميع فى هذا الشأن فقد أكتفت بالاستفسار عن شرعية أبحاث الخلايا الجذعية، ومنذ ذلك الحين لم تعلن عن أى جديد اللهم إلا تصريحات متناثرة للمسئولين كان أبرزها ما قاله الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى للوزارة بان هذه الأبحاث محل اهتمام وبحث، وأضاف أن المكان المرشح لإجراء هذه التجارب هو المعهد القومى للكبد بشارع قصر العينى والتابع لوزارة الصحة.. وقال إن هذه التجارب على أجندة تطوير المعهد ولكن المهم أن تتم دراسة هذه التقنية جيدا لتحقيق الاستفادة الحقيقية.