2009-09-14 08:31:46
أعرب الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة المصري عن أمله فى علاج نسبة 99% من المرضى فى منازلهم مبكرا، لأنه من المتوقع فى حالة تفشى المرض سوف يصاب 20% من المواطنين أى ما يقرب من 16 مليون شخص وسوف يستمر الخوف من المرض قرابة عامين.
وقال وزير الصحة، أنه من المتوقع أن يصدر قرارا فى أى لحظة لمنع الحج لهذا الموسم إذا تطلب الأمر ذلك وتضاعفت نسبة الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أنه تم تحذير شركات السياحة بعدم التعجيل بعقد ارتباطات مؤكدة لموسم الحج لهذا العام، وأن كل شخص حجز للحج هذه السنة فإن ذلك على مسئوليته الشخصية والوزارة غير مسئولة وقتها عن خسائر شركات السياحة لأن صحة المصريين أهم وأولى بالرعايا ولن نعرضها للخطر.
وأضاف فى حواره مع الإعلامى جمال عنايت لبرنامج "على الهوا" الذى يذاع على تليفزيون أوربت، أنه سيجتمع مع المسئولين قبل 3 أكتوبر، ليقرر ما إذا كان هناك ضرورة لتأجيل الدراسة مرة أخرى أو لا , فالتأجيل الأول تم اتخاذه بناء على تاريخ عودة المعتمرين يوم 20 سبتمبر الحالى، لأن بينهم مدرسين وأهالى طلبة، ومن الممكن أن يصابوا بالفيروس أثناء قيامهم بالعمرة، وقد أضيف على تاريخ العودة فترة الحضانة للفيروس وهى أسبوع تقريبا، وخلال تلك الفترة سوف يتم اتخاذ إجراءات سريعة فى حالة ظهور حالات مرضية.
وأشار الجبلى إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم لإيجاد حل للقضاء على التكدس داخل الفصول، وهناك اقتراح أن تكون الدراسة 3 أيام فى الأسبوع أو أن تكون على فترتين، أو هناك اقتراح آخر وهو دخول مرحلة دراسية تلو الأخرى، وفقا لخطورة انتشار الفيروس ووفقا لنتائج الفحص لملاحظة ما يحدث من أحوال صحية، فنبدأ مثلا بالمرحلة الابتدائية ثم الإعداية ثم الثانوية، فهناك تجربه لنشر 700 عيادة متنقلة تابعة لوزارة الصحة بالمناطق الشعبية والراقية لتوقيع الكشف الطبى على المواطنين وأخذ مسحة من الحلق للتأكد من سلامة المواطن أو إصابته وبالتالى خضوعه للعلاج.
وأوضح الجبلى أن الوزارة ستتخذ إجراءات وقائية عند بدء العام الدراسى وأنه فى حالة إصابة طفل فى أحد الفصول، سوف يأخذ هذا الفصل إجازة لمدة أسبوع كامل، أما فى حالة إصابة أكثر من طفل فى عدة فصول مختلفة سوف تغلق المدرسة حتى يتم التأكد من سلامتهم. مشيرا إلى أن الوزارة أجرت دورات تدريبية للمدرسين لمباشرة الطلاب والتعرف مبكرا على أعراض الفيروس التى قد تظهر على بعض التلاميذ، كما سيكون للقنوات التعليمية دور فى حالة غلق المدارس لتعويض التلاميذ عن الدروس التى ستفوتهم، حيث ستكون الدراسة عبر هذه القنوات إلى جانب الإنترنت.
وقال إن هناك 3 معايير لمعرفة ما إذا كان المرض تفشى أو لا؟ وهى إصابة من 5 إلى 10% من السكان بالالتهاب الرئوى من جراء المرض، والمعيار الثانى لو بدأت نسبة الوفيات تصل إلى من 1 إلى 2%، والمعيار الثالث هو مضاعفة الحالات المصابة بالوباء، ولذلك يجب على المواطنين الأخذ بالإرشادات التى وضعتها وزارة الصحة.
وأكد الجبلى أنه فى حالة تفشى المرض فى أحد الأحياء سوف تغلق المحافظة بأكمالها وسيتم دعوة المواطنين للبقاء فى منازلهم، وسيتم عزل المحافظة أو المنطقة بالكامل أى لن يدخل إليها أحد ولن يخرج منها أحد حتى يتم التأكد من خلوها من الفيروس وشفاء جميع الحالات المصابة، أما بالنسبة للجامعات سوف يتم إلغاء حضور الطلبة الانتساب للجامعة وسيكون اليوم الدراسى من 8 صباحا إلى 8 مساء ويكون لمدة 6 أيام فى الأسبوع، أما فى حالة تفشى الفيروس فى الجامعات سيتم منع الطلبة من الحضور واللجوء للقنوات التعليمية وقناة الجامعة والإنترنت أيضا لتعويض الطلاب.
وقال الجبلى إن الرئيس مبارك ركز فى اجتماعه الأخير بالمسئولين على أخذ الاحتياطيات اللازمة فى مثل هذه الظروف قائلا "علينا الأخذ بالأحوط" مشيرا إلى أن وزارة الصحة تدرس مع وزارة الدفاع عمل معسكرات لعزل العائدين من الحج فى حالة تفشى المرض وعمل اللازم تجاههم حتى لا يدخلوا البلد وهم مصابون، وبالتالى ستكون هناك خطورة لتحول الفيروس لوباء فى مصر، لذا لن نسمح لأى حاج بالعودة لأهله حتى يتم التأكد من سلامته.
وأشار أن وزارة الصحة لديها 2000 جهاز للتنفس الصناعى بالمراكز الصحية والمستشفيات.
وقال وزير الصحة إن الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الصحة تحركت لأول مرة قبل وقوع الكارثة من خلال مرض أنفلوانزا الخنازير، وذلك باتخاذ تدابير احترازية لوقاية المواطنين من الإصابة بالمرض. فمصر لم تعلم شيئا عن هذا الوباء (الفيروس) قبل تاريخ 23 أبريل من هذا العام رغم انتشاره فى بعض الدول كالمكسيك قبل شهرين من هذا التاريخ، إلا أنهم أخفوا حقيقة المرض على مواطنيهم
والدول المجاورة لهم واضطروا لإعلان هذا المرض بعد أن خرج الموقف من أيديهم.
وأشار الدكتور الجبلى إلى عدد حالات الوفيات حتى الآن فى جميع بلدان العالم وصلت إلى ثلاثة آلاف حالة، ومصر تعتبر أقل بلدان العالم فى حالات الوفيات من جراء فيروس أنفلوانزا الخنازير،
وقال إن رد فعل الدولة تجاه الكوارث يختلف عن رد فعل المواطن، فهو لا يقدر حجم الخطر إلا بعد عدد أكبر من الوفيات، ولذلك فنحن سلكنا سياسة الاحتواء، وذلك بإحكام القبضة على منافذ البلاد البرية والموانئ الجوية والبحرية لترقب المرضى بين الركاب الوافدين إلى الوطن، ولذلك نجحنا فى السيطرة على الفيروس وعدم انتشاره بين المواطنين، وذلك بحجز من تظهر علية أعراض المرض
والتعامل معه من خلال الحجر الصحى ومستشفيات الحميات، موضحاً أنه كوزير صحة لدولة بحجم مصر لابد أن يتوقع أسوء احتمالات لانتشار الفيروس والعمل على تحجيمة لتقليل عدد الإصابات
وبالتالى تقليل عدد الوفيات.
وأوضح الجبلى أن الوزارة عكفت من خلال متخصصين لدراسة معدل انتشار المرض فى الكرة الأرضية، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نمط معين ومحدد للمرض, فمثل ما حدث فى شيلى
والأرجنتين وأستراليا غير ما حدث فى جنوب إفريقيا فى فصل الشتاء ففى جنوب أفريقيا ظل كامنا لفترات طويلة وبعد ذلك ظهر بعنف فى نهاية فصل الشتاء.
وأضاف الوزير أن هناك شيئين يمكن أن نواجه بهم هذا المرض وهما التطعيم والتوعية، ولكن التطعيم مازال تحت الاختبار وغير معلوم العواقب، مما يدعو إلى القلق، وذلك حدث منذ أعوام مضت مع فيروس الأنفلونزا الآسيوية، حيث تم تحضير طعم بشكل سريع ولكن كان له آثار جانبية أثرت على المواطنين بعد ذلك، ولذلك فنحن نتوخى الحذر مع الطعم الوارد لفيروس أنفلوانزا الخنازير.
كما ألمح وزير الصحة أن خطورة أنفلوانزا الخنازير تكمن فى إصابة أعداد كبيرة من الشباب من عمر 5 سنوات وحتى 30 عام بنسبة 70%, بالإضافة أن المشكلة الأكبر هى تحور الفيروس، الأمر الذى يجعله شديد الضراوة، حيث يصيب المرضى بالالتهاب الرئوى ولو حدث ذلك فسوف يؤدى إلى
وفاة من 1.5 مليون إلى 7 ملايين شخص وذلك خلال شهرى يناير وفبراير وهما أخطر شهرين يتحور فيهما الفيروس.
ونصح الجبلى بالتباعد الاجتماعى أو بالبعد عن التجمعات بمعنى عدم التكدس فى الأماكن المغلقة
والبعد عن الأماكن المزدحمة وأن تكون المسافة بين الأشخاص لا تقل عن متر ونصف المتر, فهناك قلق شديد من خطورة وسائل النقل فى نقل العدوى، ولذلك تم الاجتماع مع المسئولين بوزارة النقل واستقر الأمر على تطهير وسائل النقل فضلا عن تطهير الفصول الدراسية، متوقعاً زيادة أعداد المصابين بالفيروس فى مصر من أقل من 900 حالة للمصابين بالمرض حتى الآن إلى آلاف خلال نهاية شهر ديسمبر ويناير وفبراير وهى الأشهر التى ينشط فيها الفيروس.