2009-11-01 11:25:47
تبدأ ألمانيا غداً في تشغيل أول وأكبر جهاز إشعاعي من نوعه في العالم لعلاج الأورام السرطانية باستخدام تقنية الأيونات الثقيلة. الجهاز سيساهم في علاج الأورام السرطانية النادرة خاصة أورام المخ والعمود الفقري.
تشهد ألمانيا غدا الاثنين 2 نوفمبر/تشرين الثاني تشغيل أول وأكبر جهاز إشعاعي من نوعه في العالم لعلاج الأورام السرطانية باستخدام أيونات الكربون. ومن المنتظر أن يعالج هذا الجهاز 1300 مريض سنويا تحت إشراف مركز العلاج بالأيونات في جامعة هايدلبرج. وذكرت مصادر جامعة هايدلبرج اليوم أن الجهاز العملاق تكلف 119 مليون يورو وأضافت أن معدلات استهلاك الكهرباء في هذا الجهاز تعادل استهلاك الكهرباء في مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة.
وأوضحت الجامعة أن الجهاز الجديد معقد في صنعه كطائرة الإيرباص وأنه سيخصص لعلاج أنواع الأورام السرطانية النادرة والتي يصعب علاجها بواسطة الجراحة المعتادة مع الاعتماد على تكنولوجيا البروتون والأيونات الثقيلة.
ويستخدم الجهاز برمجيات خاصة لتوفير المعلومات من صور الأشعة بالكمبيوتر للمساهمة في تحديد الجرعات المطلوبة من أشعة العلاج بدقة متناهية تصل إلى أجزاء من الملليمتر. وكانت التجارب الأولية على الجهاز قد شملت علاج 450 مريضا من أورام في المخ وأسفرت عن نتائج طيبة. الجدير بالذكر أن تكاليف علاج المريض باستخدام الجهاز الجديد تبلغ 20 ألف يورو وتتحملها شركات التأمين الصحي في ألمانيا.
ومن المعروف أن علاج الأورام السرطانية بالأيونات الكربونية يختلف عن الطرق التقليدية للعلاج بأشعة جاما، حيث أن هذه الطريقة تساهم في تسديد الأيونات بدقة متناهية إلى الخلايا المصابة دون أن تلحق الضرر بالأنسجة السليمة المحيطة بالورم. وتعد هذه الطريقة مثالية لعلاج أورام المخ والعمود الفقري إضافة إلى بعض الأورام الموجودة في منطقة الحوض مثل البروستاتة.
وتنطلق أيونات الكربون من "معجل الجزيئات" بسرعة توازي نصف سرعة الضوء مع القدرة على التحكم في سرعة الانطلاق وعدد الأيونات لعلاج الأورام حسب عمقها وحجمها.
ويترك العلاج بأيونات الكربون علامات في الأجزاء التي تعرضت للإشعاع، بحيث يمكن للطبيب المعالج تمييز الأجزاء التي عولجت من قبل وتفريقها عن الأنسجة السليمة. من ناحية أخرى يتم في جامعتي ماربورج جيسن (وسط ألمانيا) وكيل (شمال ألمانيا) بناء وحدتين من نفس النوع.