2009-11-02 09:14:54
سبع نساء ابتلاهن الله تعالى بسرطان الثدي وخضن رحلة طويلة للعلاج منه تكللت بالنجاح، ورغبة منهن في التخفيف عن النساء اللواتي لا يزلن يعانين منه، أسسن منذ العام 2003 مع أخريات مجموعة سمينها "سند".
فبعد نجاح تجربتهن في مقاومة سرطان الثدي والشفاء منه بدأن خوض معركة الهجوم والتضييق عليه، وعرضن قصصهن مع سرطان الثدي على المريضات به لتشجيعهن على مقاومته وعدم الاستسلام له.
بارقة أمل
المجموعة رأت النور في مركز الحسين للسرطان بالأردن، وبدأت فكرتها من السيدة ياسمين أبو جابر، التي تقول إنها أصيبت بسرطان الثدي عام 1998، وعندما شفيت منه فكرت في تأسيس مجموعة دعم للمصابات بالمرض.
وتلفت ياسمين إلى أن إدارة مركز الحسين للسرطان شجعتها على الفكرة، حيث قامت بجمع صديقاتها من المريضات السابقات ليشكلن المجموعة التي تضم اليوم 13 سيدة شفين من السرطان في مستشفيات عدة.
ورغم بارقة الأمل الذي تمثله هذه المجموعة، فإن أعضاءها يتحدثن بواقعية عن أن مساندتهن تستهدف بالأساس المصابات بالمرض في مراحله القابلة للشفاء.
ووفقا لإحصاءات رسمية، فإن الإصابات بسرطان الثدي هي الأعلى في سجل الإصابات بالسرطان في الأردن، حيث سجلت 765 إصابة عام 2006 بنسبة بلغت 18% من الإصابات المسجلة بالسرطان.
ودفع نمو مرض سرطان الثدي بمعدل 3% سنويا السلطات الأردنية لوضع برنامج وطني لمكافحته، لا سيما أن 35% من المصابات بالسرطان يعانين من سرطان الثدي.
تحكي الدكتورة إيمان عوض التي خاضت تجربة الإصابة بسرطان الثدي وشفيت منه، كيف أنها "ولدت من جديد بعد الشفاء منه"، وقالت إن "الحياة بعد السرطان تختلف عنها قبلها"
ولادة بعد الشفاء
وتحكي الدكتورة إيمان عوض التي خاضت تجربة الإصابة بسرطان الثدي وشفيت منه، كيف أنها "ولدت من جديد بعد الشفاء منه"، وقالت إن "الحياة بعد السرطان تختلف عنها قبلها".
وأضافت "إحساسي بكل شيء اختلف، بحياتي وزوجي وأولادي، حتى إحساس الآخرين بي أصبح أكثر جمالا".
أما لمى سجدي فتقول إنها تعرفت على فكرة مجموعات الدعم لمرضى السرطان خلال رحلة علاجها في الولايات المتحدة، مما أكسبها خبرة عن طبيعة عمل هذه المجموعات وأهميتها لمرضى السرطان.
سهام أبو بكر تحدثت بدورها عن أهمية توعية الرجل بكيفية التعامل مع زوجته المصابة ومساندتها، ونوهت لأهمية الدور الذي تقوم به العيادة التعليمية التي تعرف المصابة بمراحل علاجها منذ اليوم الأول لجلوسها على سرير الشفاء.
فائدة كبرى
وتوضح الباحثة الاجتماعية في مركز الحسين للسرطان رجاء الصالحي أن "سند" تحولت من فكرة تطوعية "لعمل مؤسسي لدعم المصابات بمرض سرطان الثدي".
وتقول "المجموعة لا تكتفي بزيارة المريضات على سرير الشفاء، بل يقدمن خبرتهن لكيفية تعامل الزوج والأولاد مع السيدة المصابة في مراحل العلاج المختلفة"، وتشير إلى أن المجموعة تقيم نشاطات عدة وتشارك بمؤتمرات وحملات توعية.
وتؤكد الصالحي على "الفائدة الكبرى" من نقل تجربة سيدات نجحن في تجاوز سرطان الثدي للمجتمع، الذي تقول إنه لا يزال يعاني من مفاهيم مغلوطة وتوعية غير كافية بمخاطر المرض.
وتشير إلى أن الدعم النفسي الذي تقدمه المجموعة للمريضات بسرطان الثدي يرفع من كفاءة الجهاز المناعي.
الجزيرة