2009-11-07 12:03:33
أطلق مستشفى "بوليكلينيكو جيميلي" في روما هذا الأسبوع علاجا لحالات الإدمان على الانترنت المنتشرة بشكل متزايد بين الشباب الذين يغوصون في عالم افتراضي لألعاب الفيديو والتحادث الالكتروني إلى درجة يفقدون معها أي اتصال بالواقع.
وقال فيديريكو تونيوني الطبيب النفسي المكلف بتنفيذ هذا المشروع إن حالات الإدمان على الانترنت تشكل مع مرور الوقت مشكلة شائعة قد تطال 40% من مستخدمي الانترنت وفق ما أظهرت بعض الدراسات التي وضعت حول هذا الموضوع.
وكانت دراسة أجراها المعالج النفسي الأميركي ايفان غولدبيرغ حول هذه الظاهرة عام 1995 أشارت إلى أن مدمني الانترنت يعانون من أعراض شبيهة بتلك التي تصيب مدمني المخدرات والكحول مثل مشاكل في النوم وتشويه لمفهوم المكان والزمان إضافة إلى مواجهة صعوبات في التواصل مع المحيط والإصابة بحالات قلق وإحباط عند الابتعاد عن شبكة الانترنت.
وقال ماركو البالغ من العمر 25 عاما وهو احد المرضى الذين قصدوا الطبيب تونيوني إنه يمضي معظم وقته على الانترنت ولا يفارق شاشة جهاز الكمبيوتر الا للنوم او تناول الطعام. واضاف الطالب في العلوم الاقتصادية الذي ترك مقاعد الجامعة قائلا إن هذه الحالة تطورت لدي شيئا فشيئا اذ راح يكرس وقتا أطول لتصفح موقع فايسبوك والتحادث الالكتروني إلى العاب الفيديو حتى وصلت إلى مرحلة اقتصر فيها اهتمامه الوحيد على هذه الممارسات.
وأكّد إن فكرة العودة إلى حياته السابقة حين كان يرتاد الجامعة ويمارس لعبة كرة القدم مع أصدقائه تقلقه كثيرا، ومجرد الذهاب إلى عيادة الطبيب المختص من اجل استشارته يطرح مشكلة على المدمنين بشكل كبير، وكتبت مستخدمة للانترنت وقعت باسم مستعار اينكونيتا في منتدى "نينتي انسيا" أو "لا للخوف الالكتروني" الذي أسسه معالج نفسي أنها مدمنة انترنت وترغب في طلب المساعدة من طبيب بيد انها لا تتمكن من ذلك، وتعرف انكونيتا عن نفسها من خلال رسم لامرأة منطوية على نفسها مع جناحي فراشة ووجهها مخبأ.
ويشتمل العلاج الذي يقترحه مستشفى بوليكلينكو جيميلي الفريد في ايطاليا على مراحل عدة، في المرحلة الأولى يقوم المعالج النفسي عبر لقاء فردي أو أكثر بتفحص إن كانت حالة الإدمان مرتبطة بمرض نفسي آخر مزمن يحتم على المريض تناول الأدوية، في المرحلة الثانية يشارك المرضى مرتين في الأسبوع في حصص للعلاج ضمن مجموعة مدتها ساعة ونصف الساعة.
وقال تونيوني إن التواصل العاطفي مع مرضى آخرين أساسي في العلاج، وأضاف أنه يسمح بالتعلم مجددا على كيفية التواصل مع الأخر. ويضيف أن الانترنت عالم افتراضي فمستخدم الانترنت يتملكه وهم بان في استطاعته السيطرة على الآخرين والتحكم بالصورة التي يرغب في عكسها لهم. أما الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الإدمان فهي بين 15 و40 عاما.
وأعرب الطبيب تونيوني عن قلقه إزاء الشباب الأصغر سنا الذين كبروا مع الانترنت ذلك أن طرقا جديدة في التفكير وفهم الواقع نمت لديهم. وبالنسبة لكثيرين منهم لا تخطر في بالهم فكرة الإدمان على الانترنت فهم يجدون انه أمر طبيعي أن يمضوا وقتهم على الانترنت.
قنا