2009-11-21 09:01:38
قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك دلائل أولية على أن نشاط فيروس "أتش1أن1" المسبب لأنفلونزا الخنازير بلغ ذروته في مناطق معينة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، لكنها حذرت من أن المرض ما زال بعيدا عن الانتهاء، وذلك وسط مخاوف من انتشار سلالة مقاومة للعقاقير المضادة، رغم عدم وجود دلائل على أن الفيروس يتحور بشكل مستمر.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أن الفيروس يتحرك شرقا عبر أوروبا وآسيا بعد أن وصل ذروته -على ما يبدو- في أجزاء من أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
وأوضحت أن النرويج ودولا أبعد شرقا بينها جورجيا وليتوانيا ومولدوفا وصربيا أعلنت عن زيادات كبيرة في مرض يشبه الإنفلونزا أو عدوى تنفسية حادة، وتعلن أيضا كزاخستان وأوزبكستان وأجزاء من أفغانستان وبشكل خاص العاصمة كابل عن أعداد كبيرة من حالات الإنفلونزا، كما تعلن إسرائيل عن زيادات كبيرة في عدد المصابين.
ونقلت وكالة رويترز عن أنتوني ماونتس من الفريق المعني بالإنفلونزا في منظمة الصحة "في المعتاد غالبا ما تبدأ الإنفلونزا الموسمية في الغرب ثم تتجه شرقا ويبدو أنها تتبع هذا النمط باستثناء أنها جاءت مبكرا جدا هذا العام".
ذروة الانتشار ويمكن للإنفلونزا أن تبلغ ذروة في الانتشار عدة مرات في موسم واحد، وفي هذا السياق قال خبراء إنه يمكن توقع أسابيع أو شهور أخرى من المرض، وأشاروا إلى أنه خلال وباء عام 1957 وهو خريف مزدحم تبعته هدنة ثم ارتفعت الإصابات بشكل كبير مرة أخرى بدءا من يناير/كانون الثاني.
وما زال انتشار المرض كبيرا في كندا حيث إن العدد الأكبر من الذين يزورون الأطباء هم من الأطفال، لكن مسؤولين أميركيين يرون أن هناك مؤشرات على تراجع.
وقالت الدكتورة آن شوشات من المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "بدأنا نشهد نوعا من التراجع في نشاط الإنفلونزا في كل أنحاء البلاد لكن ما زال هناك انتشار كبير للمرض".
وقد أعلن عن تسجيل 6770 حالة وفاة على الأقل في كل أنحاء العالم منذ ظهور فيروس إنفلونزا الخنازير في أبريل/نيسان الماضي، لكن المسؤولين عادة يؤكدون أن المحصلة المؤكدة تمثل مجرد شريحة من الحالات الفعلية حيث لا تجرى اختبارات لمعظم المرضى.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة الصينية أنها ستفرض عقوبات صارمة على المسؤولين المتورطين في التستر على حالات الوفيات بإنفلونزا الخنازير في البلاد، وذلك بعدما شكك مسؤولون طبيون في البلاد بدقة المعلومات حول حالات الوفيات المسجلة في الصين.
وبالفعل بدأت حملات التحصين باللقاحات في دول كثيرة لكن هناك شركات أعلنت عن متاعب في صنع لقاح مضاد للفيروس "أتش1أن1" وما زالت الولايات المتحدة تحاول توزيع اللقاحات لكن وزيرة الصحة الكندية ليونا أجلوكاك قالت إن اللقاح لنصف سكان كندا تقريبا سيجري شحنه خلال نهاية الأسبوع المقبل.
مخاوف التحور ويبحث خبراء الصحة عن أي دلائل على أن الفيروس يتحور إلى صورة مقاومة للعقاقير، وفي العام الماضي اكتسبت النسخة الموسمية لفيروس أتش1أن1 -وهو يمت بصلة قرابة بعيدة لهذه السلالة الوبائية- مناعة لعقار تاميفلو. وقال مسؤولو الصحة البريطانيون إنهم يتحققون حاليا مما يبدو أنه انتشار لسلالة مقاومة للعقاقير من فيروس إنفلونزا الخنازير من شخص إلى آخر. وفي النرويج يتحقق مسؤولو الصحة من سلالة متحورة لدى بعض المرضى قالوا إنها قد تكون مسؤولة عن التسبب في أعراض حادة.
وقال المعهد النرويجي للصحة العامة في بيان إن التحور قد يؤثر على قدرة الفيروس على التوغل أكثر في الجهاز التنفسي وبالتالي التسبب في مرض أخطر.
لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن التحور لا يبدو أنه منتشر في النرويج، حيث ما زال الفيروس حساسا للعقاقير المضادة للفيروسات ولقاحات الوباء. وأشارت إلى رصد تحور مشابه في دول عديدة أخرى بينها الصين والولايات المتحدة في حالات حادة وكذلك في بعض الحالات المتوسطة