2010-01-05 01:48:47
أكد معالي الدكتور حنيف حسن على وزير الصحة على ضرورة تشجيع التحسين المستمر لنوعية الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لافتا إلى أن تعزيز ثقة الناس في نوعية الخدمات الصحية هدف لا يتحقق إلا بالعمل الجاد والمتابعة الميدانية لتحقيق المعايير العالمية في مجال الرعاية الصحية.
وقال خلال توقيع اتفاق مع إحدى المؤسسات المتخصصة في مجال تحقيق الاعتماد الدولي للمستشفيات والمراكز الصحية، أن تقييم المراجعون العالميون لالتزام المؤسسات والمرافق الصحية بمعايير الأداء المقررة من شأنه أن يرسم صورة واقعية لطبيعة الممارسات الصحية والطبية في هذه المرافق، والإسهام في تحليل بيئة العمل الحالية لتطوير الأداء المؤسسي لها.
وذكر وزير الصحة أن رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل الممارسات في القطاع الصحي داخل الدولة من حيث التطور والارتقاء والتميز يجب أن تنعكس على الأداء الشخصي والمؤسسي بما يضمن لنا توفير رعاية صحية متقدمة تتمتع بتطبيق المعايير الدولية في مختلف مجالات الرعاية الصحية.
وقال: إن الأهداف الوطنية التي ترسمها القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، و الرؤى الإستراتيجية العميقة التي يضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تجعلنا نعمل جميعا على توفير الرعاية الصحية للجميع وتقليل المخاطر المتعلقة بالمجال الصحي.
وأوضح معاليه أن المقصود بالاعتماد هو تحقيق أقصى رعاية صحية ممكنة في ظل الموارد المتاحة ، مشيرا إلى أنه عملية متكاملة تتضمن مجموعة من الخطوات التي يتم بواسطتها تقييم المستشفى أو المركز لمعرفة ما إذا كان يحقق مجموعة من المعايير والأسس التي صممت لتطوير جودة الخدمات الصحية المقدمة، لافتا إلى أن هذا التقييم يتم عادة من قبل جهة دولية أو محلية محايدة ومستقلة .
وأشار وزير الصحة إلى أن الوزارة تلقت عروضا من قبل العديد من الهيئات الدولية المانحة للاعتراف، و أنه بعد دراسة مستفيضة لجميع العروض المقدمة للوزارة ، تبين أن المعايير والمقاييس المعتمدة من قبل " اسكوا" ، هي الأنسب والأفضل لأنها تعترف بخصوصيات المجتمع وتبني معاييرها وفقا لما يتماشى مع طبيعية وخصوصية كل دولة، موضحا أن هناك بعض الجهات الدولية لا تعترف بالخصوصيات وإنما تطالب الدول بتطبيق المعايير والأسس المعتمدة لديها .
وقال: إن الوزارة تسعى إلى تحسين النظم الصحية من خلال إدماج المستشفيات وإشراكها، كمكون فعَّال، في شبكة الرعاية الصحية، منوها إلى أنه من أهداف الاعتماد العمل على التحسين المطرد للجودة، وذلك باستخدام أسس الاعتماد لإحداث تغييرات في الممارسة، تحسِّن من جودة الرعاية المقدَّمة للمرضى.
ولفت معاليه إلى أهمية اتخاذ القرارات عن علم، كعنصر من عناصر الاعتماد بحيث يتم توفير معطيات حول جودة الرعاية الصحية،لمختلف أصحاب الشأن، وراسمي السياسات، والمديرين، والأطباء السريريين (الإكلينيكيين) للاستفادة منها في اتخاذ قراراتهم.
وذكر أن من أهداف الاعتماد أيضا تحسين القابلية للمساءلة والتنظيم من خلال جعل مؤسسات الرعاية الصحية قابلة للمساءلة أمام الهيئات القانونية وغيرها من الهيئات، كالهيئات المهنية، والحكومة، وجماعات المرضى، والمجتمع عموماً، وتنظيم سلوكياتها حمايةً لمصالح المرضى وسائر أصحاب الشأن.
وأوضح وزير الصحة أن ثمة نتائج إيجابية سيحصدها المريض والمراجع من الاعتماد الدولي منها على سبيل المثال تحسين مستوى السلامة و الجودة النوعية لخدمات الرعاية الصحية المقدمة للمريض ، والمراجع والمجتمع بصفة عامة ، وذلك من خلال المعايير المبنية على قواعد الخدمات الصحية المقدمة للمرضى .
ولفت إلى أن الحصول على خدمات الرعاية الصحية واستمرارية هذه الخدمات وتقييم حالات المرضى والعناية بهم والاستجابة لمختلف احتياجاتهم ، وتثقيفهم صحيا والالتزام بحقوقهم من خلال فهم واحترام القيم الثقافية والنفسية والعقائدية لكل مريض يعتبر أحد أهم المميزات التي يحققها الاعتماد.
وقال: إن الحد من الأخطار ومنع الحوادث والإصابات ، وتحسين ظروف السلامة للمريض والجودة في تقديم الخدمات، والوقاية من العدوى والحد من انتشار الأمراض من الأركان الأساسية التي يسعى الاعتماد لترسيخها وتحقيقها على أرض الواقع وذلك من خلال توفير مرافق طبية مأمونة وفعالة وعلمية لخدمة المرضى والحفاظ على ظروف ومقومات السلامة.
وأشار إلى أن الاعتماد يعمل أيضا على تحقيق الالتزام باستمرارية التطوير خاصة في توفير الكوادر الطبية المدربة والمؤهلة ذوي المؤهلات العلمية والعملية عالية المستوى.
وحول مراحل المشروع تنفيذ المشروع ذكر معاليه أن الجمعية الدولية للجودة في قطاع الرعاية الصحية " اسكوا" ستقدم تقييما كاملا وشاملا لجميع مستشفيات الوزارة والمراكز الصحية البالغ عددها 67 مركزا ، إضافة إلى عشرة مراكز للطب الوقائي ، ومدرسة للتمريض ، ومركز خدمات نقل الدم والأبحاث خلال مدة أقصاها ستة اشهر ، وذلك للوقوف على النواقص ونقاط الضعف والقوة للعمل على تطويرها .
ولفت إلى أن المدة المتوقعة لحصول المنشآت الصحية على الاعتماد الدولي تتراوح من 3_ 5 سنوات ، في حال توافرت جميع المقومات اللازمة لتقوية نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة .
وذكر أن الوزارة قامت بعقد دورتين تدريبيتين ل 88 شخصا من مسئولي الجودة من وزارة الصحة والمناطق الطبية التابعة لها بالتعاون مع كلية هارفارد ومدينة دبي الطبية لتمكينهم من التعامل مع متطلبات مختلف مراحل العمل .
وقال أنه سيتم اختيار مجموعة من المتميزين من مسئولي الجودة للالتحاق ببرامج تدريبية يحصل المتدرب بعد اجتيازه للبرنامج على شهادة دولية معتمدة من قبل " الاسكوا " ليكونوا نواة للتقييم والتدريب .