2010-01-30 07:31:29
كشف الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، عن نجاح الفريق البحثي التابع للمؤسسة في التوصل إلى اختراع عربي سيحدث نقلة نوعية عميقة في الاقتصاد الزراعي والأمن الغذائي العربي
من خلال التوصل إلى مركب عضوي من 5 عناصر يشكل "مبيدا طبيعيا" يعالج ديدان النيماتودا، والفطريات الضارية بالتربة، ويزيد من خصوبة الأراضي الزراعية، وإنتاجيتها للخضروات والفاكهة بمعدل 20%.
وتبلغ نسبة المواد الطبيعية فيه أكثر من 94%، وبالتالي فهو صديق وغير مضر بالتربة أو الصحة العامة للمواطنين، ويساهم في مكافحة مرض السرطان الفتاك بسبب المبيدات الكيماوية.
وعبر الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار عن سعادته بالتوصل إلى هذه المنتج وتحويله الى استثمار تكنولوجي، خاصة وأنه تعبير حقيقي عن دور البحث العلمي والابتكار التكنولوجي في خدمة التنمية الاقتصادية، وتحسين مستوى المعيشة للموطنين العرب. ومعربا عن تقديره وافتخاره بجهود العالم والباحث الدكتور خضر أبو فول والدكتور صباح جاسم والفريق المعاون، لتقديم اختراع مهم ونوعي يساهم في الارتقاء بمستوى المعيشة العربي والدولي، كما أعلن الدكتور عبداللـه عن تحويل الاختراع الى منتج زراعي طبيعي حصل على موافقة واعتماد وزارة البيئة بالدولة معربا لشكره الجزيل لمعالي راشد بن فهد وزير البيئة لتقديره للجهود البحثية المحلية وتوفيره الدعم والتسهيلات اللازمة لحصول الموافقات بالدولة والتي تعتبر الأولى من نوعها بتحويل ابتكار محلي حاصل على براءة اختراع دولية لمنتج يباع في الأسواق.
أضاف الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار أن اختراع هذا المبيد الطبيعي، يأتي تحت مظلة، الاستثمار في المعرفة، والتي تعد الضمانة الأساسية للارتقاء بمستوى المعيشة، ومواجهة التحديات والأزمات الاقتصادية محليا وعالميا. ومتناسبا مع تنظيم منتدى المعرفة العربي، الذي عقد تحت عنوان: "نحو إقامة مجتمع المعرفة العربي.
وحول تأثير المبيدات الكيماوية والمعدنية على الإنسان ضرورة الاعتماد علي المبيدات العضوية الطبيعية، قال الدكتور عبد اللـه النجار: تؤثر المبيدات الكيماوية سلبا على الإنسان، من حيث إنتاج الجسم للطاقة، وخصوبة الإنسان وقدرته على إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات، واتلاف الكبد وتليفه كخط دفاع في جسم الإنسان، وتدمير الجهاز العصبي، وحدوث ثقل في الأطراف للأيدي والأرجل، والاحساس بالتوتر والأرق عند النوم والقلق العصبي. كما تسبب المبيدات الكيماوية فقدان الذاكرة والاضطراب الذهني والشلل. كما أثبتت الدراسات العلمية علاقة قوية بين المبيدات الكيماوية وحدوث تشوهات للأجنة, أما من حيث تأثير المبيدات الكيماوية على التربة، فهي متنوعة وخطيرة، وأهمها: تأثير على السلبي على النبات والجينات فيه، وأحداث تشوهات، وإنتفاخات شبيهه للأورام، وتأخر انقسام الخلايا، والإضرار بخواص التربة الحيوية.
في سياق متصل، قال الدكتور خضر صبحي أبو فول، الباحث الرئيسي في الفريق البحثي بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أنه في البداية يتوجه بالشكر للمؤسسة العربية، على رعاية هذا البحث، وتوفير البيئة المناسبة والتمويل اللازم لإنجازه والتوصل إلى هذا المركب "المبيد الطبيعي". موضحا أن المركب، عبارة عن بوتقة من المركبات الطبيعية، حصلت على براءة اختراع عالمية، وهو تصنيع عربي 100%، كنتاج لجهد علماء عرب بتمويل واستثمار عربي. وتتسم مجموعة المركبات الطبيعية، بأنها متكاملة لخدمة البشرية في المجال الزراعي، لعلاج الرعب والأمراض الفتاكة التي تصيب المواطنين العرب، والبشر من جراء استخدام المبيدات الكيماوية، لما لها من آثار سلبية على الصحة العامة للمواطنين، في مختلف أنحاء العالم. كما أن المركب صديق للبيئة، وخالي من أي مواد كيماوية، وبالتالي يساعد في إعادة التوازن البيئي للتربة الزراعية العربية، حيث يعيد للتربة خواصها الطبيعية، كما يعيد للنباتات رونقها ولونها الطبيعي.
أضاف الدكتور خضر أبو فول أن هذا المركب الطبيعي، استغرق في البحث جهود مضنية وتمويل ضخم لمدة 36 شهرا متواصلا برعاية المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. ويضم هذا المبيد الطبيعي، خمسة من المركبات الطبيعية، التي تعمل متكاملة وبكفاءة عالية، تم اختبارها في مختبرات عربية وعالمية. ويعمل على مكافحة الآفات الزراعية الضارة بالمحاصيل والفاكهة. هذا المبيد الطبيعي "المركبات الخمسة" طبيعية وآمنة 100%، وتعمل على مقاومة فطريات التربة، وبعض فطريات المجموع الخضري، وخاصة فطريات أشجار النخيل المباركة، لمعالجة مرض اللفحه السوداء ومرض الدبلوديا، حيث تمنع انبات جراثيمها، وقتل الميسليوم، ومنها ما يستخدم لمقاومة الديدان الثعبانية الخطيرة بكافة أنواعها. ويمنع هذا المركب فقس البيض لديدان النيماتودا، والقضاء على كافة الأطوار الأخرى للنيماتودا، وبالتالي يقطع دورة حياتها، وخاصة نيماتودا تعقد الجدور، ونيماتودا التحوصل الذهبية، التي تصيب زراعات البطاطس على المستوى العالمي. ويقاوم كذلك المركب، الحشرات الضارة، التي تفتك بالمحاصيل، الناقلة للأمراض الفيروسية الفتاكة، كحشرة الذبابة البيضاء، وحشرات المن، والعديد من الحشرات الأخرى.
أكد أن هذا المركب يستخدم أيضا، وبكفاءة عالية كبديلا للمضادات الحيوية، التي تسبب الحساسية لبعض البشر، لمقاومة الفيتوبلازما، المسببة للعديد من الأمراض كالمكنسة الساحرة والدبول والاصفرار والتفلطح، التي تفتك وتدمر أشجار الحمضيات "الموالح"، وخاصة الليمون الحامض على مستوى العالم. وامتد ضررها في الآونه الأخيرة، إلى الفتك بأشجار الفاكهة وتدميرها، ومنها أشجار فاكهة الكيوي، والباباي، والموز، والخضروات كالبادنجان والكوسة والفول، حتى نباتات الزينة لم تنج من الإصابة بها كنخيل السيكس، ونباتات البيتونيا، والونكاروزا، والحشائش أيضا كالعليق نالها نصيب من الإصابة بهذه الآفة الخطيرة.
أوضح الدكتور خضر أبو فول أن هذا المركب، أثبتت التجارب المختبرية والعملية، مفعوله بدرجة كبيرة وعالية، ونجاح باهر في مقاومة وإصلاح الأضرار الناتجه عن الآفات الزراعية في المسطحات الخضراء، حيث يعيد إليها حيويتها في غضون أسبوعين. ومن المزايا الكبيرة لهذا المركب "المبيد الطبيعي" أنه يستخدم كمصلح للتربة، وذلك لاحتوائه وثرائه بالمادة الطبيعية، والتي تعادل 94% من التركيب، بالإضافة إلى احتوائه على كافة العناصر الصغرى والكبرى اللازمة للنباتات، التي يضيفها المزارع لمحاصيله، وباستمرار، من أسمدة ذات مصدر كيماوي، بالإضافة إلى أنه يعمل على خفض درجة حموضة "ملوحة" التربة، ومحلول الرش بنسبة 40%، في غضون 30 دقيقة، مما يساعد على تفكيك العناصر الملتصقة على الجذور، وجعلها في صورة سهلة للامتصاص. ويساعد هذا على زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية بنسبة 20%، إلى جانب رفع كفاءة النباتات والفاكهة في الوسط الملحي حتى 10 آلاف جزء في المليون.
من جانبه، أعرب الدكتور صباح جاسم، المخترع المشارك ومنسق الفريق البحثي التابع للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عن سعادته بهذا الاختراع العربي النوعي، والذي يمثل إضافة نوعية لجهود دعم الأمن الغذائي العربي وزيادة إنتاجية الحاصلات الزراعية، والاتجاه نحو الزراعة العضوية التي لا تستخدم المبيدات الحشرية الكيماوية. موضحا أن الفريق البحثي استغرق 3 سنوات من الدراسات والأبحاث والتجارب، حتى أمكن التوصل إلى هذا المبيد الطبيعي، الذي يتكون من مواد عضوية وعشبية، ولا يمثل أي ضرر على الصحة العامة للنبات أو الإنسان المتغذي عليه.