2010-03-17 12:48:58
دبي – الطبيب :
وقعت هيئة الصحة بدبي يوم أمس اتفاقية مع سانوفي-أفنتيس" لدول الخليج لإطلاق حملة مكثفة للتوعية بمرض السكري على مدى 3 سنوات، بهدف الحد من انتشار هذا المرض الذي وصلت نسبة انتشاره إلى معدلات مثيرة للقلق في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووقع الاتفاقية من جانب هيئة الصحة بدبي سعادة قاضى سعيد المروشد مدير عام هيئه الصحة بدبى ومن جانب سانوفي-أفنتيس سعادة جون مارك فواسيير، مدير عام الشركة "" لدول الخليج، بحضور الدكتور احمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية بهيئة الصحة بدبي والدكتور عيسى كاظم المدير التنفيذي لقطاع السياسات والإستراتيجية والدكتور عبد الرزاق المدني المدير التنفيذي لمستشفى دبي والدكتور علي المرزوقي مدير إدارة الصحة والسلامة العامة والدكتور محمد فرغلي وطوني الزغبي مدير إدارة الحوكمة والتدقيق الداخلي وهبه الشعار مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي.
وقال قاضي سعيد المروشد مدير عام هيئه الصحه بدبي في تصريحات صحافية عقب التوقيع على الاتفاقية: إن هذه الجهود تأتي انطلاقا من إستراتيجية حكومة دبى التي تهدف إلى إيجاد شراكة فاعلة بين المؤسسات الحكومية والخاصة لتنفيذ الأهداف الرئيسية التي ترتكزعلى تنمية الموارد البشرية ورفاهية الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للمجتمع داعيا إلى تضافر كافة الجهود لتحقيق هذا الهدف.
ووصف المروشد الحملة بأنها تتسم بأهمية خاصة بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتل للأسف، ثاني أعلى نسبة انتشار لمرض السكري على مستوى العالم، مشيرا إلى الأعباء الاجتماعية والصحية لهذا المرض، مؤكدا على عدم إغفال هذا التحدي الذي تفرضه الأعباء المادية لإدارة المرض ومعالجته.
وأشار إلى ضرورة تعزيز وعي كافة الأطراف المعنية، وتسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر للمرض، الأمر الذي يساهم في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية لافتا إلى أهمية هذه المبادرة التي تتميز بأنها عملية وشاملة ومدروسة وقابلة للتطبيق.
وقال مدير عام هيئة الصحة بدبي إن مرض السكري يعد من الأمراض التي تعود معظم أسبابها إلى أنماط الحياة غير الصحية، لافتا إلى إمكانية الوقاية منها والحد من انتشارها عبر إجراء تعديلات إيجابية بسيطة في أسلوب حياتنا اليومية، مؤكدا على الدور الحيوي والهام للتوعية والتثقيف بالمرض ومخاطره.
وأوضح المروشد أن الحملة تشمل جميع الأطراف المعنية بما في ذلك المرضى والأخصائيين، وكافة أفراد المجتمع، وأنها سوف تستهدف أولاً، أطفال المدارس فى إمارة دبى تحت شعار "البداية الصحيحة"، لرصد ومكافحة عوامل الإصابة بالأمراض القلبية لدى الأجيال القادمة، وذلك من خلال ترسيخ مفاهيم ومبادئ الممارسات الصحية في البيئة المدرسية مشيرا إلى ان الحملة ستحرص على إجراء الفحوصات الدورية، وتقييم السجلات الطبية من أجل تحديد عوامل الخطر المحتملة لدى كل طفل.
وعلى صعيد رعاية المرضى، ستقوم الحملة بتنظيم "برامج دعم المرضى" بهدف تشجيع الحوار بين المصابين وإطلاعهم على الخطط العلاجية المتوفرة، والتغيرات التي يجب إجراؤها في أنماط الحياة من حيث النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية، فضلاً عن تقديم الدعم المعنوي لهم.
كما سيتم تنظيم "برامج دعم الأخصائيين" التي من شأنها أن تلعب دوراً حيوياً في إنجاح هذه الحملة ككل، حيث سيتم إطلاع الأطباء من القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة، على أحدث التطورات والمستجدات على صعيد تشخيص وعلاج السكري.
وقال الدكتور عبد الرزاق المدنى المدير التنفيذي لمستشفى دبي إن توقيع هذه الاتفاقية يعزز الشراكة الحقيقية بين سانوفي هيئة الصحة بدبي لمكافحة مرض السكري ومضاعفاته من أمراض الأوعية الدموية و الجلطات الشريانية مشيرا إلى أن الشركة تعمل جنبا إلى جنب مع هيئه الصحه بدبى لتوفير أفضل البرامج للأطباء العاملين في هذا المجال ورعاية المرضى وتوعيه الأجيال القادمة من مرض السكري وإيصال المعلومات الحديثة لكافة الهيئات الصحية بدبى للمساهمة في خلق إستراتيجية فعاله موحدة للتعامل مع المرض.
وأوضح أنه بموجب الاستراتيجية الوطنية لمكافحة داء السكر سوف يتم تشكيل فريق عمل ميداني لمتابعة تنفيذ خطط الاستراتيجية التشغيلية والاشراف على تنفيذ المذكرة والعمل سويا لتحقيق أفضل النتائج في إطار ما تم الاتفاق عليه بشان العمل معا على مواجهة داء السكري وانتشاره على أن يقوم فريق العمل بتقديم تقارير دورية إلى الهيئه مبينا بها خطوات العمل وما تم التوصل إليه من اجتماعات الطرفين وتم تحقيقه فعليا، وبيان التوصيات والمقترحات التي يراها الفريق ضرورية.
وقال: أنه سيتم التنسيق والتعاون بين هيئه الصحه بدبى والشركة ووزارة التربية والتعليم بالدولة لبيان أهداف المذكرة والبرنامج الذي تسعى إلى تحقيقه ونشره بين طلاب المدارس وتقديم منهج متكامل يتعامل مع الآباء ومعلمي المدارس والهيئات الأخرى في المجتمع مؤكدا على ضرورة استمرا العمل بهدف توفير أفضل البرامج للأطباء العاملين في مجال مكافحة داء السكري ورعاية المرضى وتوعية الأجيال المقبلة بمخاطر هذا الداء.
وأوضح ان برنامج الحملة يشمل ندوات "التعليم الطبي المستمر" للأطباء وتوفير الدعم لهم لحضور المؤتمرات الإقليمية والدولية حول مرض السكري (مثل: الاجتماع السنوي الخاص بتوصيات الجمعية الأمريكية للسكري).
وقال جون مارك فواسيير: إن ’سانوفي أفنتيس‘ تحرص على الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه المجتمع، معربا عن سعادته بالتعاون مع وزارة الصحة الإماراتية وموضحا أن هذه الحملة تأتي تتويجا للشراكة المجتمعية التي تشجعها الوزارة
ويعتبر السكري (النوع-2) وتجلط الدم في الشرايين حالياً من أكثر الأمراض انتشاراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكشفت تقارير إعلامية مؤخراً أن واحداً من كل 4 أشخاص في الدولة يعاني من مرض السكري، مع نسبة انتشار قدرها 25% بين الإماراتيين، وأما تجلط الدم في الشرايين، فهو من الأمراض عديمة الأعراض التي تتسبب في حدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية.
ويعد السكري من الأمراض الاستقلابية التي تنتشر بشكل متسارع في مختلف أنحاء العالم، ويشكل عبئاً متزايداً على ميزانيات الرعاية الصحية المحلية، فقد كشفت دراسات حديثة، في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، أن نسبة انتشار مرض السكري تتراوح بين 15 إلى 25%، وأن هذا المرض يستهلك بين 5 إلى 10% من ميزانية الرعاية الصحية في دول المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك العديد من المصابين بمرض السكري (النوع-2) لم يتم تشخيص إصابتهم، أو لا يتم التحكم بمستوى سكر الدم لديهم، مما يجعلهم عرضة للمضاعفات الخطيرة لهذا المرض.