كتب- محمد نبيه:   قامت الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أمس 17 مايو 2010 بإزالة الستار عن تمثال يحيي الذكرى الثلاثين لاستئصال الجدري، وذلك أمام مبنى مقرّ المنظمة الرئيسي بجنيف سويسرا .
وكانت أوبئة الجدري، قبل استئصال المرض، شائعة في كثير من البلدان وتسبّب الوفاة والعمى والتشوّهات و قد وصفت عملية الإستئصال بأحد أعظم الإنجازات في مجال الصحة العمومية .. ويمثّل التمثال المصنوع من البرونز والحجر أربعة أشخاص، إحداهم طفلة يتم تطعيمها في الذراع. ويقف وقفة إجلال لكل من شاركوا في جهود الاستئصال، بما في ذلك الحكومات والعاملون الصحيون والوكالات المانحة والمنظمات غير الحكومية والشركات التجارية وزعماء القرى الذي دعموا تطعيم سكان قراهم وقاموا بتوفير الطعام والمأوى لأفرقة التطعيم في كثير من المناسبات وتشير اللوحة المحيطة بالتمثال، والمكتوبة بلغات المنظمة الرسمية الست إلى أنّ هذا الفوز تحقّق بفضل تعاون جميع الدول .. و كان قد صدر قرار اعتمدته جمعية الصحة العالمية في 8 أيار/مايو 1980 عن بلوغ المرمى العالمي المتمثّل في استئصال الجدري. والجدير بالذكر أنّ آخر حالة سُجّلت على الصعيد العالمي من حالات الجدري التي تحدث طبيعياً كانت تلك التي اكتُشفت في الصومال في 26 أكتوبر 1977؛ وتم، عقب ذلك، شنّ حملة نشطة طيلة عامين للتأكد من وقف نشاط الفيروس . ومع استئصال الجدري على الصعيد العالمي توقفت عمليات التطعيم ولم يعد هناك حاجة إلى تنفيذ تدابير الحجر الصحي. وتشير التقديرات إلى أنّ المبلغ الذي يتم توفيره سنوياً نتيجة ذلك يناهز مليار دولار أمريكي، ناهيك عن التخفيف من العبء الفادح الناجم عن الوفاة والعجز. كما تشير التقديرات إلى أنّ تكاليف البرنامج طيلة الفترة الممتدة بين عامي 1967 و1980 ناهزت 300 مليون دولار أمريكى . وحضر حفل التدشين كل من الدكتور هافدان ماهلر، المدير العام الأسبق لمنظمة الصحة العالمية؛ والدكتور أ. دونالد هيندرسون، المدير الأسبق لبرنامج استئصال الجدري بالمنظمة؛ وأعضاء لجنة استئصال الجدري السابقة؛ وموظفون يعملون في المقرّ الرئيسي والأقاليم؛ والجهات التي تبرّعت بالتمثال؛ والأشخاص الذين شاركوا في الحملات الميدانية للتطعيم ضدّ الجدري. والجدير بالإشارة إلى أنّ مصمّم وناحت التمثال هو السيد مارتين ويليامس من مدينة سوانسي في ويلز بالمملكة المتحدة.