2010-08-06 05:54:11
ألقت إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، القبض على طبيب نفسي خليجي الجنسية يدعى (ي.ع.أ) في العقد السادس من عمره حوّل عيادته إلى «وكر لممارسة الدجل والشعوذة»، وتمكّن من «إيهام عدد كبير من النساء بقدرته على حل مشكلاتهن الزوجية».
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الطبيب المحتال - طلبت إدارة التحريات عدم نشر جنسيته - دأب على خداع ضحاياه بأساليب ليس لها أساس علمي أو طبي، وادّعى قدرته على التقريب بين المرأة وزوجها»، لافتاً إلى «أنه كان يبيع أدوات الشعوذة، منها عطور وأشياء أخرى، بأسعار مرتفعة لعشرات النساء اللواتي كن يتردّدن على عيادته».
وفي التفاصيل، قال مدير إدارة الجرائم الاقتصادية، الرائد صلاح جمعة بوعصيبة، إن الإدارة تلقت في 26 يوليو الماضي، معلومات موثوقة المصدر، تفيد بقيام الطبيب النفسي بأعمال احتيال وشعوذة داخل عيادته في منطقة بر دبي.
وأضاف أن «الإدارة شكلت فريقاً لتقصّي المعلومات، وتبين من خلال البحث والتحرّي أن الطبيب المشعوذ ادّعى أنه متخصص بمجال الطاقة، ولديه القدرة على علاج المشكلات الأسرية بأساليب غير معتادة من جانب الأطباء النفسيين».
وأشار إلى أن «فريق العمل في القضية رصد تردّد عدد كبير من النساء على عيادة الطبيب المحتال، وبدأ في إعداد خطة مناسبة لدخول العيادة من دون إثارة ارتياب الطبيب أو مساعديه، والتواصل معه بطريقة غير مباشرة لضبطه في حالة تلبّس».
وأوضح بوعصيبة أن «فريق العمل جهز عنصراً نسائياً تابعاً لإدارة مكافحة الجرائم النسائية، وزوّدها بالمعلومات الكافية ومن ثم زرعها داخل العيادة، على أنها زبونة تعاني مشكلات أسرية مع زوجها وتطلب حلاً لها».
ولفت إلى أن موظفة الاستقبال في العيادة طلبت من عنصر الشرطة فتح ملف وسلّمتها استمارة مقابل 500 درهم، ثم دخلت الشرطية إلى الطبيب وشرحت له مشكلتها الأسرية، فأجابها بأنه «يستطيع علاج جميع المشكلات، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وأبلغها بأنه بصدد إنشاء موقع إلكتروني على الإنترنت، وطلب منها الاشتراك فيه للاطلاع على أحدث المستجدات في طرق علاجه».
وطلب الطبيب من الشرطية «إحضار صورة شخصية لزوجها في الزيارة المقبلة حتى يستطيع إعادة الوئام والألفة بينهما، وشرح لها طقوساً غريبةً للعلاج، وطلب منها شراء زجاجة عطر مقابل 280 درهماً، ورشّ محتوياتها على فراش الزوجية، بزعم أن العطر سيقوّي علاقتها بزوجها».
وأوضح مدير إدارة الجرائم الاقتصادية، أن الشرطية أرسلت الإشارة اللازمة إلى فريق المداهمة، بعد تسلّمها زجاجة العطر، وتأكّدها من أسلوب الاحتيال الذي اتّبعه، فدهم المكان بسرعة وألقى القبض على الطبيب، وصادر زجاجة العطر وأدوات أخرى كان يستخدمها في ممارسة أعمال الشعوذة».
وأشار بوعصيبة إلى أن «الطبيب المتهم اعترف بأنه دأب على ممارسة تلك الأساليب الاحتيالية مع مريضاته باللعب على وتر إعادة الدفء إلى العلاقات الزوجية، وأبدى ندمه على أفعاله، ومن ثم أُحيل إلى النيابة العامة مع المضبوطات لاستكمال التحقيقات معه، وتمت مخاطبة هيئة الصحة في دبي لاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله».
إلى ذلك، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن «مثل هذه الحالات نادرة جداً في مجال الطب»، مؤكداً «ضرورة السؤال عن الطبيب قبل الذهاب إليه، والتأكد من صحة ممارساته»، لافتاً إلى أن «الضحايا في هذه الواقعة يتحمّلون قدراً من المسؤولية، لأن الأساليب التي استخدمها هذا الطبيب كانت واضحةً أنها أعمال شعوذة وليست لها علاقة بالطب».