63 مليون يستعملنها.. حبوب منع الحمل تحافظ على خصوبة المرأة
2010-11-07 01:45:11
دبي- الطبيب
أكد الدكتور علي كوبه استشاري أمراض النساء والتوليد بمستشفى لندن غايز بالمملكة المتحدة، أن هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة لدى قطاع كبير من السيدات بالمنطقة العربية وتحديداً منطقة الخليج حول حبوب منع الحمل باعتبار أنها تسهم في الإصابة بالأمراض السرطانية والعقم، والحقيقة عكس ذلك تماما .
وأشار الدكتور علي كوبه خلال المؤتمر الدولي الخامس لطب النساء والتوليد والإخصاب، الذي نظمته هيئة الصحة في دبي بالتعاون مع شركة باير شيرينغ فارما العالمية بفندق جي دبليو ماريوت دبي، إلى أن حبوب منع الحمل تحافظ بشكل كبير على خصوبة المرأة لكونها تقلل من الالتهابات الرحمية بنسبة تصل لأكثر من 50%، إضافة لكونها تساعد على منع حالات الحمل خارج الرحم بنسبة 90% وتسهم بشكل كبير في تنظيم الدورة الشهرية لدى السيدات والفتيات لأن هناك كثيراً من الفتيات غير المتزوجات، وتحديداً بمختلف الدول الأوروبية يستخدمن حبوب منع الحمل بهدف مساعدتهن على تنظيم الدورة الشهرية من جانب وتقليل آلامها من جانب آخر، والأكثر من ذلك أنها تسهم في عدم الإصابة بفقر الدم وتفادي الإصابة بأكياس المبيض بنسبة 50% لدى كثير من السيدات مقارنة بغيرهن ممن لا يستخدمن الحبوب .
وأضاف الدكتور على كوبه أن اختيارات منع الحمل توسعت خلال العقد الماضي بدرجة كبيرة فهناك الحبوب والحقن والوسائل المهبلية، إلى جانب اللولب الهرموني الذي يشهد إقبالا مكثفا من جانب السيدات لكونه يساعد على زيادة فاعلية بطانة الرحم التي من شأنها تقليل نسب الإصابة بسرطان الرحم، إلى جانب أنه يساعد في تقليل التهاب الرحم والسيطرة على زيادة الطمث أكثر من تأثير الحبوب، مؤكداً أن تأثير اللولب الهرموني، تأثير موضعي في الرحم وليس له تأثير في بقية أعضاء الجسم، لذلك يفضل كثير من السيدات استخدام اللولب الهرموني لتنظيم الأسرة أكثر من أي وسيلة أخرى .
وأكدت الدكتورة عواطف البحر رئيسة المؤتمر، مديرة الشؤون الطبية في مركز دبي للأمراض النسائية والإخصاب،على أن المؤتمر ناقش التطورات المعاصرة في مجال صحة المرأة، وفقاً إضافة إلى مناقشة البحوث المقدمة في مجال العلاجات الحديثة في تخصصات التوليد وأمراض النساء، والأبحاث التي تعزز طب الإنجاب والإخصاب، مؤكدة أن المؤتمر حرص على مناقشة أمراض المسالك البولية، والأمراض الإنجابية، والحمل المعرض للخطر، والأساليب الجراحية المتبعة في علاج أمراض النساء والتوليد، وأمراض الأورام المرتبطة بالحمل .
وأوضح الكيميائي محمد زيوار أنه منذ عام 2008 هناك أكثر من 63 مليون امرأة حول العالم من اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و49 سنة يستعملن حبوب منع الحمل ويشمل العدد الإجمالي حوالي 16 مليون امرأة أمريكية من اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، ما يجعلها إحدى أكثر تقنيات وسائل منع الحمل شعبية، أما في بلدان أوروبا الغربية فقبول حبوب منع الحمل عن طريق الفم يتراوح ما بين 15 و40% تبعاً للبلد المعني، ورغم ذلك فهناك أكثر من 80 مليون امرأة حول العالم يحملن سنوياً عن غير قصد ومن بين تلك الحالات أكثر من 20 مليون حالة مهددة بالإجهاض و68 ألف امرأة يمتن نتيجة للمضاعفات .
وعن أحدث وسائل الإخصاب أكد الدكتور هاني محمود استشاري أمراض النساء والتوليد أنه تم الإعلان مؤخراً عن إمكانية إزالة شرائح خفيفة من المبايض تحتوي على عشرات الألوف من البويضات بواسطة عملية جراحية، ليتم تجميدها إلى فترات غير محددة، حيث يمكن لهذه التقنية الجديدة أن تعطي النساء اللواتي يبلغن الأربعين من أعمارهن درجة خصوبة مماثلة لفتاة في سن العشرين، مشيراً إلى أنه تم إجراء هذا النوع من العمليات منذ عام 2007 وتم تطوير تلك الجراحة باعتبارها طريقة للحفاظ على خصوبة النساء اللواتي يعالجن من مرض السرطان .
وذكر الدكتور هاني محمود أن العقم هو عدم القدرة على الإنجاب، بالرغم من مرور عام كامل على الزواج تتم خلاله ممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعي من دون استخدام وسائل منع الحمل، حيث تقدر نسبة حدوث الإخصاب التلقائي في خلال السنة الأولى ب60% أما النسبة المتبقية فتبلغ 40% ويتسبب الذكر بنسبة 30% في حالات العقم، بينما تبلغ النسبة 20% حينما يكون الزوجان مسؤلان معا عن السبب .
وقال أثبتت أحدث الإحصائيات الإكلينكية العالمية أن حدوث الإخصاب التلقائي في تراجع، حيث كانت نسبة الإخصاب التلقائي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تقدر ب 80% بينما تراجعت في الوقت الحالي إلى 60% فقط وهذا يعني تراجع بنسبة 20% في الإخصاب وازدياد نسبة العقم عند الرجال والنساء بنسبة 40% مقارنة بالقرن الماضي، مؤكداً أن الأسباب الرئيسية لهذا التراجع في الاخصاب وزيادة نسبة العقم هو ارتفاع نسبة التلوث البيئي عالميا وإقليميا وذلك من جراء الارتفاع في نسبة انبعاث الغازات السامة وثاني أكسيد الكربون من وسائل النقل على الأرض وفي الجو وكذلك المصانع وازدياد في استعمال المواد الكيماوية المضرة بالصحة عامة والإخصاب خاصة، وكذلك استعمال مبيدات الحشرات في المزارع علاوة على ارتفاع نسبة الهرمونات الأنثوية ومضادات الهرمون الذكري في بعض اللحوم والدواجن والخضراوات .