منى محمود :
إنّ العقدة النفسية هي موقف حزين ، أو شيء مخيف يراود الشخص ، أو حلم لم يتحقق يكتبه الفرد ولا يفصح عنه يسبب له ضعفاً أو تصرفات غريبة ويزيد من شعوره بالنقص في أي شيء من أمور الحياة ؛ فمنها العقد الجسدية التي تظهر ضعف الإنسان بشيء يخص مظهره ، ومنها العقد النفسية كشعوره بنقص علمه أو ثقافته أو ذكائه أو تقبل الآخرين ، ومنهاالعقد الإجتماعيّة وهي مرتبطة بالحياة المهنية والمال والمستوى التعليمي والإجتماعي والعائلي .
وكثير من هذه العقد منتشرة في محتنعنا الحاضر ، فكثير منّا يتعرّض للإستهزاء والسخرية والتهكّم من أجل مرض ألمّ به ، أو لموقف من الفشل ، أو استهزاء باسم العائلة أو المستوى المالي . ولكن أكثر من يتأثر به الفرد في حالة الطفولة فهو فرد ضعيف وقلبه رقيق ، فحين يتلقّى هذه الكلمات تكون عليه كالصاعقة وتؤثر على نفسيته فيحبسها بداخله ، ويكتم شعوره فلا يقوى على مواجهتها سوى الإحتفاظ بها دون التخلص من آثارها .
فكيف تتخلص من العقد النفسية ؟
في البداية نوجه الكلمة لصاحب العقدة النفسيّة ، عليك أن تحدّد سبب هذه المشكلة أولاً وأن تحاول أن تضع حداً للسيطرة عليها وتحجيمها ، وأن تستثمر كل جهودك الداخلية لإخراج مزايا أخرى بك تساعدك في تخطي هذه المشكلة ، وأن تدعم مواهبك بالعمل والجهد والإعتزاز بالنفس والثقة بها . عليك أن تكون متيقناً بأنّك مخلوق كرّمك ربك بأن خلقك في هذه الحياة ، وأن تسعى لأن تضع بصمتك الخاصة بكل ما فيك من آمال وقوة وقدرة .
أمّا كلمتي لداعم هذا الفرد والذي يعاني من عقدة نفسية لسبب ما ، عليك أن تكون الحضن الحنون لهذا الفرد ، وأن تقدم له كل المحبة والتقدير لما يستطيع عمله ، ولا تنسى احترام مشاعره وتعزيز ثقته بنفسه بأنّه قادر على إنجاز كل ما يطمح إليه ليعوّض عن سبب هذه العقدة ، عليك أن تكون سنداً له في تحقيق أهدافه وإظهار مواهبه .
أمّا كلمتنا للمجتمع الكريم ، احترم الصغير واحترم مشاعره ، احترم الضعيف المسكين وكن له عوناً وسنداً لا مطرقة ، فكلنا جسد واحد فإنّ من تهينه وتحتقره لأجل مرضه أو عجزه أو عائلته هو عضو من أعضائك ، فكلنا سواسية هكذا علّمنا رسول الله ” صلّى الله عليه وسلّم ” ، كفانا تفاخراً بالأنساب والأجناس والألوان ، فإنّها لم تكن إلا في عهد الجاهلية ، فلا ندعي الإسلام ولن نعلم مبادئه .