لكي نستطيع الإجابة على هذا التساؤل المزمن والملح، فلابد من العودة إلى #علم_الأعصاب "neuroscience هذه المرة، لنكتشف أن الخوف من التغيير هو طبيعةٌ إنسانية بحتة، نمت وتعمّقت على مدى ملايين السنين، حتى أصبحت محفورةً في جيناتنا.
حتى في عز انحطاطنا، المنطق العقلي يقول لنا أنه لن يكون هناك أسوأ مما نحن فيه، فعلامَ الخوف؟
تجنب الخسارة، او ما يسمى تجنب المخاطر "risk averse"هو ما يجعل الإنسان يختار أن يكون حيادياً إزاء مجموعةً من الخيارات ذات النتائج السلبية أو الايجابية. فيفضل الإبقاء على واقعه الحالي، حتى وإن كان مجموع تلك النتائج في علم الإحتمالات إيجابياً ككل.
مثلاً: إن خسرتَ فأنك ستخسر 50، لكنك إن ربحت فأنت ستربح 100. النتيجة الاحتمالية لتلك اللعبة ستكون إيجابيةً بالتأكيد (25اً) لكن عقل الانسان يعطي الخسارة وزناً أكبر من الربح، وبالتالي يرفض الدخول في تلك اللعبة.
و الأهم من ذلك، هو قدرة الإنسان على تحمل الخسارة. فإن كان لا يملك الا 50، فإنه بالتأكيد لن يلعب اللعبة لأنه سيخسر كل شيئ في حال خسارته، لكنه عندما يملك الف ، فلا مانع من تحمله لخسارة 50 مقابل احتمال ربح 100.
علم الأعصاب المعرفي هو مجال أكاديمي يهتم بالدراسة العلمية للركيزات الحيوية التي تبدي ظاهرة المعرفة، مع التركيز الخاص على الركازات العصبية للعمليات العقلية، وبشكل آخر فهو يعنى بالإجابة على الأسئلة المتعلقة بكيفية عمل الوظائف المعرفية النفسانية على أساس الدارات العصبية في الدماغ.
المهندس رامي اسوم
باحث في علم الأعصاب ""Neuroscience