أصبح من الواضح أن فيروس كورونا هو ليس الأشرس بين الفيروسات، ‘لا أن خطورته تكمن بسرعة انتشاره وانتقال العدوى بسهولة بين الشخص المصاب وغير المصاب.
وهو ليس بالمرض الفتاك فنسبة الوفيات بين المصابين لا تتعدى ال ٢ الى ٣ %، و معظم الوفيات من المسنين ما فوق ال ٧٠ أو ٨٠ من العمر، كذلك من المصابين من اصحاب المناعة الضعيفة من أمثال مرضى السكري و السرطان و مرضى القلب و الجهاز التنفسي، بينما نسبة الوفاة لدى الأطفال قليلة جدا.
الانتشار يتم بطريقة مباشرة عبر الاستنشاق عند الاقتراب من الشخص المصاب، أو غير مباشرة عبر اللمس باليد لأي شيء ملّوث بالفيروس ثم نقله باليد نحو الفم أو الأنف أو العين.
كي نحد من انتشار الفيروس وانتقال العدوى؟:
- أولا عدم الاحتكاك بالمصابين أو بالأشخاص المشتبه باصابتهم بالعدوى مثلا من يعاني من ارتفاع بالحرارة أو سعال مستمر، بينما من واجب السلطات وضع تحت العزل و الرعاية الصحية كل من ثبتت إصابته بالفيروس حتى شفاؤه، ووضع كل من كان على احتكاك مباشر بالمصابين تحت الحجر الصحي كارنتينا لمدة لا تقل عن ١٤ يوما ثم يفرج عنهم إذا لم تثبت اصابتهم. كما من واجب السلطات عزل المناطق الموبوءة التي انتشر فيها الفيروس بكثرة. كذلك تجهيز عدد كافي من غرف الإنعاش الضرورية لمعالجة الحالات الحرجة.
-ثانيا يجب تجنب الأماكن المزدحمة و الإبقاء على مسافة معينة أقله متر او متر نصف عند التخاطب بين الأشخاص، و تجنب المصافحة باليد و تجنب القُبلات و العناق.
ليس على الجميع وضع الكمامات لكنه اجبارياً على المصابين والمشتبه بإصابتهم و من هم على احتكاك بالمصابين من العاملين في الحقل الطبي و من المستحسن وضعه عن كبار السن واصحاب المناعة الضعيفة وفي أماكن الازدحام.
أما دور السلطات فهو بمنع التجمعات والاكتظاظ خاصة بالإمكان المغلقة مثل دور السينما والمسرح و الملاعب و المدارس، و خاصة في المستشفيات والعيادات الطبية حيث نسبة التقاء العدوى تكون أكبر.
- ثالثا غسل اليدين مرات عديدة في اليوم و خاصة بعد لمس أشياء يلمسها الاخرين بكثرة مثل مقبض الباب أو أزرار المصعد وغيرها.
والغسيل يجب أن يتم بالماء و الصابون لمدة ٢٠ ثانية أو بتعقيم اليد بسائل معقم.
* تعقيم المنزل اكثر من مرة في النهار بمعقم من الكحول و خاصة المغاسل و المرحاض و المطبخ.
*عند السعال او العطاس استخدام المحرمة و رميها مباشرة بعد الاستعمال ثم غسل اليدين، أو استعمال الكم.
* تجنب لمس الفم أو الأنف أو العين باليد قدر المستطاع.
*الإكثار من تناول السوائل و الخضار و الفواكه الغنية بالفيتامين س.
- اخيرا الشفافية مطلوبة من قبل السلطات بالإعلان عن العدد الحقيقي للإصابات و عن الحالات الجديدة و المناطق المصابة و عدم التردد بعزل المناطق الموبوءة.
الشفافية مطلوبة أيضا من قبل المواطنين بعدم الإستهتار عند ظهور العوارض و التوقف عن الاختلاط بالناس مع ما يحمله ذلك من مخاطر نقل العدوى للآخرين.
بل المطلوب تبليغ الجهات الصحية المختصة فورا، ويستحسن عدم ذهاب المريض بنفسه الى الطوارىء بل الإتصال فيأتي الطبيب عنده في المنزل ومن ثم إذا تأكدت إصابته ينقل الى المستشفى بعد أخذ كل التدابير المطلوبة.
بقلم الدكتور حسام زمرلي
مستشفى بافيا-ايطاليا
