الأربعاء 17 رجب 1444 هـ - الاربعاء 8 فبراير 2023 م 06:33:34 AM
الطبيب - محمد داوود - جدة
حذر أستاذ واستشاري طب الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، من ربط نمو الأطفال بسن الثامنة عشر ، لافتًا إلى أن معظم الأسر للأسف حرمت أبنائها من العلاج بسبب هذا الاعتقاد الخاطىء وهو ما ترتب عليه استمرار الطفل بقصر قامته رغم تجاوزه مرحلة البلوغ دون إمكانية علاجه.
وقال إن النمو لدى الأطفال يستمر إلى عمر البلوغ، ومن ثم تبدأ فجوات النمو الموجودة في نهايات العظام الطويلة في الإغلاق وليس كما يعتقد البعض من أفراد المجتمع أنّ النمو يكتمل عند عمر (18) عاما ، فكل شخص يختلف عن الآخر حسب موعد بلوغه ، بينما الفتيات يتوقف نموهن بعد حدوث الدورة الشهرية خلال السنة الأولى بغض النظر عن العمر الزمني.
وتابع أن هناك عوامل تتحكم في النمو من أهمها : الوراثة، والغذاء الصحي والنوم المبكر وممارسة الرياضة المستديمة، والصحة العامة السليمة، والعوامل الهرمونية، والعوامل النفسيَّة، وتوقيت البلوغ ( طبيعيا - مبكرًا - متأخرًا) ، لذلك من الضروري عدم تأخير مراجعة الطبيب المختص وعمل التحاليل الضرورية لقصر القامة في وقت مبكر ، فكلما كان تشخيص نقص الهرمونات مبكراً كلما استفاد الطفل من العلاج.
ولفت إلى أن قصر القامة هي ظاهرة شائعة عالميًا ، ويُقدَّر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل وليس كل طفل قصير يصنّف مريضًا ، ولكن لابد من التأكد بعمل التحاليل الضرورية لتبين السبب المؤدي إلى ذلك ، فالكثير من الأهالي يلاحظون قصر قامة طفلهم من وقت مبكر ولكن يؤخرون مراجعة طبيب الغدد الصماء إلى ما قبل البلوغ ظناً منهم أن طوله سوف يتحسن مع مرور الوقت فكلما كانت المراجعة مبكراً كان أفضل للطفل القصير.
ونوه أن العامل النفسي والعاطفي مهمان في نمو الطفل، فعند تعرض الطفل لاضطراب نفسي خلال معيشته، سواء كان يتيما ، أو لاجئاً في الحروب، أو يعيش في ملجأ للأطفال، أو يكون الطفل مضطهدًا في منزله من قبل أحد أفراد العائلة، فيصاحب هذا الاضطراب والتوتر النفسي في بعض الأحيان ضعفُ في النمو، وبالتالي من النصائح المهمة للأهالي أن يراعوا نفسية الطفل، والابتعاد عن العنف اللفظي والجسدي.
وأردف أنه يجب على الأهل أن يدركوا أنه بدون علاج هرمون النمو التعويضي يعجز الطفل أو الطفلة عن بلوغ الطول النهائي المتوقع لهم ؛ لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو، في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر، كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ للذكور، أو بعد حدوث الدورة الشهرية للإناث ؛ لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفًا في نمو طفلهم أو طفلتهم، أن يبادروا سريعًا إلى الطبيب التخصص؛ لفحص هرمون النمو لديهم، وعمل التحاليل المشار إليها سابقا، ذلك لتفادي التأخر في التشخيص والعلاج .
وأكد على أن علاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب، ولكنه متوفر عن طريق حقن تحت الجلد، وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع، وأحيانًا يُعطى الطفل راحة، وأثبتت جميع الدراسات أن استخدام علاج هرمون النمو يوميا قبل النوم يُعطي نتائج أفضل كثيرًا من أن يستخدم يومًا بعد يوم.