الأحد 20 شعبان 1444 هـ - الاحد 12 مارس 2023 م 09:43:10 PM
الطبيب - محمد داوود- جدة:
أوضح المختصان في طب النوم البروفيسور سراج عمر ولي استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم - مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، والباحثة في طب النوم الدكتورة غادة بتاوي ، أن النوم يعتبر من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان في هذه الحياة، ومن خلالها يشحن الإنسان طاقته، ويسترد الجسد قوته ونشاطه، ويرتب العقل أفكاره ، ولعلها تعتبر من المسلمات للبعض وغاية ومطلب لأولئك الذين يفتقدونها ، إذ إن النوم عبارة عن حالة نشطة غير ساكنة مطلقاً، ويقوم الجسد بالتنقل بين مراحلها مع استرخاء للعضلات وما يصاحب ذلك من تغييرات في العلامات الحيوية ونشاط الموجات الدماغية، ويقل فيها التأثر بالمحفزات الخارجية، وذلك لضبط الوظائف واستعادة حيويتها للعمل بكفاءة أثناء فترة الاستيقاظ.
وأشارا إلى أن جمعية النوم العالمية تحتفل سنوياً باليوم العالمي للنوم في الجمعة الثالثة من شهر مارس، والاحتفال هذه السنة يوافق ١٧ مارس ٢٠٢٣ وسيكون تحت شعار "النوم ضروري للصحة" ، ويهدف هذا الاحتفال إلى توعية الناس بفوائد النوم الصحي وأثره الإيجابي على الإنسان: صحته النفسية والبدنية وانتاجيته ونجاحه ، ولذلك قيل "اهتم بنومك تنعم بيومك"، فالنوم ضروري لضمان حسن سير الجهاز العصبي ، ويمكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى العديد من المشكلات مثل النعاس، وضعف التركيز ومشاكل الذاكرة وتدهور الأداء البدني ، كما يمكن أن يسبب قلة النوم لفترات طويلة الهلوسة وتغيرات المزاج ، وأبلغ بعض الخبراء أن الخلايا العصبية (خلايا الجهاز العصبي) تستنفذ طاقتها، وأن النوم يسمح لها بإصلاح نفسها.
وقال كل من البروفيسور ولي ود.غادة ، إن مراحل النوم تنقسم إلى مرحلتين هما: النوم غير الحالم والنوم الحالم، وتتكون فترة النوم عند الشخص البالغ من 4 الى 6 دورات، ومدة كل دورة تقريباً 90 دقيقة، وتكون فترة النوم غير الحالم أطول ويليها عادة فترة أقصر من النوم الحالم ، وتتكون المرحلة الغير حالمة من 3 مراحل مقسمة على حسب عمق عدم الاستجابة من 1-3، والمرحلة 3 ( وهي مرحلة النوم العميق) وتمثل بموجات دماغية بطيئة وتكون في دورات النوم الأولى بينما معظم النوم الحالم يكون في الدورات المتأخرة، وتتخللها حالات يقظة مصاحبة بتغير في الوضعية مع عدم الرجوع الى الوعي الكامل.
وأوضحا أن ساعات النوم تختلف لكل فئة عمرية ، حيث يحتاج الشخص البالغ 7-9 ساعات يومياً ويزداد إلى 16 ساعة للأطفال الرضع ويقل إلى حوالي 7 ساعات بالنسبة لكبار السن فوق 65 عاماً، وقد تختلف من شخص الى شخص آخر في نفس الفئة العمرية، إذ تقدر ساعات النوم التي يحتاجها الشخص ليلاً على إنها ساعات النوم التي يستيقظ الشخص بنشاط وانتظام قدرته البدنية والعقلية في فترة النهار بدون إرهاق أو نعاس ملحوظ ، ويجب هنا التنويه أن لفسيولوجية النوم واليقظة لدى الانسان دور في تنظيم وظائف جهازه المناعي، فهناك دراسات عديده تثبت العلاقة بين النوم والجهاز المناعي وأثر الحرمان من النوم على الجهاز المناعي ، وقد خلصت في مجملها إلى أن الحرمان من النوم يضعف الجهاز المناعي، ويساعد على العدوى بالبكتيريا والفيروسات المختلفة، حيث يقل عدد الخلايا المسؤولة عن إفراز الأجسام المضادة للجراثيم التي تحاول أن تغزوا الجسم، وكذلك الخلايا القاتلة الطبيعية وهي الخلايا المسئولة عن التصدي للفيروسات والخلايا السرطانية، بالإضافة إلى نقص الخلايا الأكولة، مما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى دون وجود المقاومة الكافية.
ولفتتا إلى بعض الارشادات الصحية للنوم الصحي التي من شأنها تحسين الخلود إلى النوم ليلاً وبالتالي تحسين اليقظة والإنتاجية نهاراً، ومنها تجهيز الغرفة بحيث تكون درجة الحرارة مناسبة والجو هادئ والغرفة مظلمة، والحرص على الذهاب للفراش عند الشعور بالنوم فقط، محاولة الاستيقاظ في نفس الوقت يومياً، القيام بطقوس استرخائية قبل النوم مثل أخذ حمام دافئ وتناول الوجبات الخفيفة قبل النوم والقراءة قبل النوم بـ10 دقائق، ضرورة تجنب الوجبات الدسمة التي قد تؤثر على النوم وقد يفيد تناول منتجات الألبان لاحتوائها على التريبتوفان الذي يقلل مدة الدخول في النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإذا كانت التمارين شاقة فيفضل ممارستها قبل الخلود للنوم بـ6 ساعات، أما إذا كانت التمارين خفيفة مثل المشي فيكون 4 ساعات قبل النوم، والإقلاع عن التدخين كلياً أو عند قرب موعد النوم ، كما ينصح بتجنب تناول الكافيين قبل النوم بـ4 ساعات ، وإذا أراد الفرد أن يستعيد نشاطه فترة النهار فلا بأس بأخذ قيلولة في فترة الظهيرة وقبل فترة العصر على ألا تتجاوز مدة القيلولة 30 دقيقة، وتكون 8 ساعات قبل وقت النوم ليلاً.
وأكدا كل من البروفيسور ولي ود.غادة في ختام حديثهما ، أن اتباع إرشادات النوم الصحي تؤدي إلى تحسين النوم لكثير من الناس وليس الجميع، وفي حالة استمرار مشاكل النوم من أرق وتقطع في النوم أو النعاس المفرط أثناء النهار مع النوم الهادئ في الليل لمدة تزيد عن أربعة أسابيع على الرغم من اتباع الارشادات السابقة فيجب عندها استشارة أخصائي اضطرابات النوم.