د. حلواني: مقاومة " المضادات "ستظل تمثل تهديداً للعالم ما لم تتغيّر سلوكيات استعمالها
الاثنين 20 جمادى الأولى 1445 هـ - الاثنين 4 ديسمبر 2023 م 04:15:13 AM
الطبيب - محمد داوود- جدة:
يقول الأكاديمي واستشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني: إن مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة والتنمية البشرية على المستوى العالمي، ما يقوض القدرة على علاج الأمراض المعدية؛ إذ إن تحسين طرق استخدام المضادات الحيوية استخدامًا صحيحًا يساعد على الحفاظ على الصحة ومكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وضمان استمرار توافر هذه المركبات المنقذة للحياة للأجيال القادمة، فالاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية مسؤولية مشتركة للجميع، العاملون في المجال الصحي وصانعو القرارات الصحية والمجتمع بشكل عام.
وتابع: كما نعرف فالمضادات الحيوية هي مركبات بيوكيميائية تستعمل للعلاج من الالتهابات البكتيرية المختلفة، أو للوقاية منها قبل بعض انواع العمليات الجراحية، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية بعده ميكانيكيات تطورها البكتيريا بتغير نفسها استجابة لاستعمال تلك المركبات بشكل واسع وغير مدروس، كما أن استخدامها في الصناعات الغذائيه والمواشي والاسماك ساعد على ازدياد هذه المقاومة بسبب تناول الانسان لهذه الكائنات، وقد تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية المستخدمه بشكل كامل وهو ما بدأنا ملاحظته عالميا ، إذ تؤدي هذه المقاومة إلى ارتفاع التكاليف الطبية، وتمديد فترة المكوث في المستشفى، وبالتالي زيادة إشغال الأسرة وحرمان بعض المرضى ممن هم في حاجة للعلاج من الحصول على سرير، ناهيك عن المضاعفات المصاحبة، التي قد تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات.
وقال حلواني: تمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث مضادات حيوية جديدة، والذي يستغرق وقت طويل منذ بداية العمل على إنتاجه، حتى يعتمد على نحو رسمي وآمن في حدود العشر سنوات، فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً للعالم أجمع دون استثناء، ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك المركبات، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار العدوى المختلفة. واهاب بافراد المجتمع من كان في حاجة لاستخدام مضاد حيوي الالتزام بالجرعه والوقت، حسب إرشادات الطبيب المعالج وعدم التوقف عن المضاد حتى انهاء الكورس كاملا حتى وان اختفت الأعراض.
وخلص حلواني إلى القول: إن وزارة الصحة في السعودية حرصت على عدم صرف المضادات الحيوية دون وصفة طبية بشكل صارم، وتوعدت المخالفين بعقوبات مالية مشددة، وشددت على أهمية الالتزام بما ورد في نظام مزاولة المهن الصحية الذي يحظر على الصيدلي أن يصرف أي دواء خاصة المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية صادرة من طبيب مرخص له بمزاولة المهنة في السعودية، وكل من يخالف التعليمات، فإنه ستُطبق بحقه العقوبات النظامية التي تشمل غرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال وإلغاء الترخيص والسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر.