السبت 03 جمادى الثانية 1445 هـ - السبت 16 ديسمبر 2023 م 07:01:49 PM
الطبيب - محمد داوود- جدة:
أوضحت أخصائية العلاج الوظيفي ضحى المناعي ، أن العلاج الوظيفي يعتبر خدمة طبية مساندة تقوم على مبدأ تقييم المهارات والقدرات للأشخاص الذين يعانون من مشاكل اجتماعية، نفسية، حركية أو حسية ، والتي تأتي نتيجة إصابة أو مرض أو اضطراب ما أعاق على إثره قدرتهم على أداء مهارات وأنشطة الحياة اليومية ، وتكون هذه الإعاقة إما جزئية أو كليّة وإمّا مؤقتة أو دائمة.
وتابعت: ومن هذا المنطلق تأتي خدمة العلاج الوظيفي لتأهيل وإدماج الفرد بالمجتمع ، وتتيح له جميع الفرص لممارسة حقوقه ، كما أكدت على ذلك رؤية 2030 ، حيث أولت ذوي الإعاقة اهتماما بارزًا ضمن عدة نقاط جوهرية تهدف لتمكينهم وضمان مشاركتهم في الحياة الاجتماعية بشكل فعّال.
وقالت إن العلاج الوظيفي لا يستهدف ذوي الإعاقة فقط بل يشمل أسرهم باعتبارها شريكا فاعلا لتحقيق خطة العلاج ، وذلك بعد ارشادهم وتدريبهم وتحسيسهم بأهمية دورهم في تمكين ذوي الاعاقة ، فكم من قصة نجاح كان أساسها ترابط أسري متين ودعم للقدرات وتدخلات تأهيلية ناجحة تضافرت لتأتي بثمارها حتى تكون نموذجًا يُحتذى به وينسج على منواله.
وأضافت أن نجاح ذوي الإعاقة منذ اكتسابهم للمهارات إلى حسن توظيفها ثمّ إلى إدارتها في الحياة اليومية لا يمكن أن يكون اعتباطيًّا ، بل نابعًا من خطط علاج مدروسة تراعي الأولويات وتستجيب لاحتياجات ذوي الإعاقة وأسرهم بناءً على صدق التشخيص وسلامة التقييم ، لذلك فإن الجهود الفردية مشكورة لكنها تأخّر الوصول السريع للأهداف، بينما العمل المُنظّم والمؤطّر والجماعي مع فريق متعدد التخصصات ، إلى جانب دور الأسرة في التدريب وتعميم الخطوات ، فذلك يمثل الطريق الأنجع والأفضل والأسرع لتحسين مستوى أداء ذوي الإعاقة ومشاركتهم في أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل يراعي قدراتهم دون حاجتهم للاعتماد على الغير.
وشددت ضحى على ضرورة توعية المجتمع بكل ما له علاقة بذوي الإعاقة وخاصة بأهمية مرحلة التدخل المبكر وفاعليتها في الحد من شدة وحدة تأثير الإعاقة على الفرد والسعي لتدراك واسترجاع ما يمكن استرجاعه من المهارات من خلال رحلة تأهيل تعزّز ثقته بنفسه وبإمكانياته ، علمًا بأن هذه المرحلة قد تضمن لاحقا قدرات أكثر وفرصا أكبر لتسهيل دمجه بالمجتمع.
فالتمكين يحتاج بالضرورة للوعي اللازم والتدريب المتكامل والجهود المتظافرة من الجميع.